رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم عيد الأم.. صباح الخير يا مولاتى

بوابة الوفد الإلكترونية

«صباح الخير يا مولاتى».. هى أغنية شهيرة للفنانة الراحلة سعاد حسنى، يرددها الكثيرون صباح كل «عيد أم».. يأتى هذا العيد الذى تحتفل به غالبية الأسر المصرية، هدية رمزية أو بمثابة تكريم معنوى لكل أم تكبدت رحلة التعب والشقاء فى سبيل تربية أبنائها والصبر معهم على رحلة الحياة الطويلة.

قصص كفاح الأمهات - وخاصة الأم المصرية - لا تنتهى، سواء كن قادرات ماديًا أو متواضعات الحال. كل أم تمنح من صحتها ووقتها للأبناء منذ نعومة أظفارهم دون انتظار مقابل. من الشائع أن تجد أمًا تجاوزت الخمسين من عمرها، إلا أنها تواصل رحلة الكفاح فى الحياة لتربية الأبناء بعد وفاة الأب، كثيرات منهن يرفضن إحسان الأهل والجيران، ويفضلن مواصلة العمل، يتخذن من بعض المبيعات البسيطة نشاطًا لهن، ويقضين قرابة 10 ساعات يوميًا على الرصيف من أجل العودة ليلاً بلقيمات تسد الرمق.

ورغم الملاحم التى تسطرها الأمهات فى الكفاح والصبر، إلا أن العقوق يواجه بعضهن سواء فى الحياة بعدم سؤال الأبناء عنهن، أو فى الموت بعدم زيارة قبورهن على الإطلاق منذ دفنهن.

هذا الملف يرصد حالات من البر والجحود فى عيد «ست الحبايب».

 

بنات فى زيارة «ست الحبايب»

تجلس «هويدا» فى سكون.. ترتل آيات من القرآن بصوت حزين.. تضع يدها على قبر والدتها وتتذكر ذكرياتها الجميلة معها خلال طفولتها فكانت وحيدة والدتها.. الطفلة المُدللة التى فقدت والدتها وهى فى سن العشرين من عمرها.

«هويدا» تحرص على زيارة والدتها مع كل عيد أم

صوت الرياح يدوى فى كل مكان.. مشاهد القبور تقشعر لها الأبدان.. مع ضغوط الحياة ومتاعبها ينساق الأبناء لطابور الغافلين عن الوفاء للأمهات.. إلا أن «هويدا» ما زالت تحرص على زيارة والدتها فى عيد الأم.

«هويدا» واحدة من السيدات اللاتى يحرصن على زيارة الأمهات المتوفيات فى عيدهن، وقالت إنها تسكن فى منطقة المرج الجديدة، والتى تبعد كثيرًا عن مقابر سوق التونسى بالسيدة عائشة، وتقطع مسافة كبيرة بالتنقل من سيارة إلى أخرى لزيارة والدتها.

«ماما توفيت وأنا عندى 20 سنة ولسة متجوزة جديد».. قالتها «هويدا» وتسرد ذكرياتها مع والدتها التى كانت تدللها دائمًا لكونها الابنة الوحيدة لها، وتابعت: «كنت وحيدة بابا الله يرحمه وماما اللى حصلته.. مكانوش حارمينى من حاجة».

ظلت «هويدا» طيلة السنوات الماضية تحرص على زيارة والدتها ليس فقط فى عيد الأم، بل فى جميع المناسبات، وتابعت: «اللى عملته معايا يخلينى أجيلها حافية من أى مكان فى مصر لزيارتها».

تصمت «هويدا» قليلًا، وبسؤالها عن سبب صمتها ردت قائلة: «ساعات بحس إنها بترد عليا لما بقعد أفضفض ليها همومى ومشكلاتى اليومية.. معرفش إزاى الصوت بيجى لى فى ودنى وبتكلمنى وترد علىّ بحلول مشكلاتى زى زمان».

المقابر تسأل عن الوفاء للأمهات

تدخل «هويدا» فى نوبة بكاء، وتقوم مسرعة إلى قبر والدتها وتقبلها، وتنهار حزنًا عليها وكأن والدتها تدخل حاليًا قبرها، تتذكر سيناريو دفن والدتها وقالت إنها انهارت لساعات طويلة وصممت على النزول معها إلى داخل القبر وسط ذهول الجميع.

تستكمل السيدة حديثها وقالت إنّها تقضى ساعات طويلة بجوار قبر والدتها فى المواسم، وكلما جاءت تتذكر سيناريو الدفن، وكيف أنها قضت أول ليلة بدون والدتها فكان كابوسا ظل يراودها لأيام طويلة عجزت فيها عن النوم حتى دخلت فى جلسات علاج نفسى.

ورصدت «الوفد» سيدة أخرى بجوار أطفالها، خشيت تصويرها خاصة أنها جاءت بدون علم زوجها، وطالبت بعدم ذكر اسمها حتى تستطيع المجىء لوالدتها مرة أخرى بعيدًا عن بطش عائلة زوجها، وسردت لنا قصتها المأسوية، وقالت إنها تحرص على زيارة والدتها فى المقابر خلال المناسبات إلا أن زوجها يرفض ذلك لبعد المسافة فهى تقطن فى حلوان، فضلًا عن قضاء يوم كامل بعيدا عن المنزل.

وتقول السيدة إنها الفتاة الوحيدة لأربعة أشقاء رجال، فكانت هى القريبة من والدتها بمثابة صديقة لها وليست كباقى الأمهات اللاتى يجلدن الأبناء فى صورة التربية.

حياة تعيسة عاشتها السيدة مع زوجها الذى كان يمنعها من زيارة والدتها قديمًا، وحاليًا تعيش فى حالة جلد الذات بسبب الخضوع لأوامره، على حد وصفها.

«ليل ونهار عايشة فى هم وحزن لما بفتكر إنى ضيعت وقت كتير من غير أمى».. قالتها السيدة خلال حديثها، وتشير إلى أن كثيرًا من الأبناء والبنات يغفلون عن نعمة تواجد الأم فى حياتهم، وتابعت: «الكل فى غفلة عن أمهاتهم وبعد الوفاة الكل هيندم ندم عمره أنه مفضلش تحت أمرها».

تشير السيدة إلى أن زيارة والدتها فى المقابر تعد بمثابة الوفاء لها بعد مماتها حتى تستطيع أن توفى بالدين لها على تقصيرها خلال تواجدها فى الدنيا، وتابعت: «يا ريت تكون شايفانى وحاسة بيا لما باجى.. بفضل أناديها باقول لها يا أمى حقك عليا على تقصيرى بقولها ليا سنين».

وخلال حديثنا مع السيدة سمعنا صوت بكاء، لنخرج للبحث عن مصدر الصوت لنجده لسيدة فى الثلاثين من عمرها تجلس باكية بجوار قبر والدتها التى توفيت منذ عامين.

اقتربنا من السيدة الباكية، وبالحديث معها قالت إنها تدعى «صابرين»، تحرص على زيارة والدتها مع كل عيد أم، وتجىء من دار السلام للحديث مع والدتها المتوفاة.

«والله فعلًا بحس أن أمى حاسة بوجودى وقلبى بحسه مطمن كده وكأنها حاضرة معى زى زمان».. قالتها «صابرين» بصوت حزين وعيناها دامعتان، وتشير إلى أنها جاءت مع أبنائها لزيارة والدتها من باب الوفاء لها.

قصة «صابرين» تعود مع اللحظات الأولى لوفاة والدتها فى حادث سير، وهرعت إلى ثلاجة المستشفى لتعيش فى حالة صدمة كبيرة، وتابعت: «مابقتش مستوعبة أن ماما ماتت لحد ما ادفنت وبعديها بشهور شعرت بنفسى من جديد».

تحاول الأم «صابرين» أن تعود أبناءها على الوفاء للأم، وكثيرًا ما تتحدث أمامهم عن ما كانت تفعله والدتها معها، وتحاول جاهدة أن تعامل أبناءها نفس معاملة والدتها معها.

تتنوع أفكار تقديم الهدايا للأمهات الأموات، ما بين توزيع الصدقات، أو تلاوة القرآن، وغيرها من وضع الزهور وتزيين المقابر أو ترميمها، وقالت «صابرين» إنها تحرص على تلاوة القرآن على والدتها بنفسها حتى لا تكلف نفسها تارة، أو تكسب ثواب تلاوة القرآن لنفسها ولوالدتها تارة أخرى.

وتشير «صابرين» إلى أن كثيرًا من السيدات يحرصن على توزيع الهدايا على قاطنى المقابر، وغيرهن يقبلن على ترميم المقابر أو زراعة الأشجار والزينة.

«لما تمشى وسط المقابر بتلاحظ بنفسك الأموات اللى أهاليهم بيزوروهم».. تشير السيدة إلى أن جميع المقابر التى تحافظ على حالتها ومتزينة، يكون أمواتها من المحظوظين وأبناؤهم بارون بهم، بخلاف المقابر التى اختفت معالمها بعد تركها لسنوات طويلة جدًا.

كما تشير السيدة إلى أن هناك من الزيارات التى تحرص على تقديم المساعدات المالية لسكان المقابر، حتى يحرسوا المقبرة فى غيابهم ورعايتها ومن منطلق آخر ثواب. وتقول: «بحزن جدًا لما باجى وبتجول فى المقابر وبلاقى مقابر طمست بفعل البيئة والسنوات، وبسأل نفسى ماذا يمنع الأهالى عن الزيارة.. هل ظروف الحياة ومتاعبها؟، أم عقوق الوالدين»؟.

الوفاء للأمهات فى عيد الأم يتنوع بين البنات، كل واحدة بطريقتها، البعض منهن يحرصن على تحضير وجبة الطعام ليوم كامل تقضيه مع أبنائها وسط المقابر، وتحضر عددا من المصاحف لختم القرآن.

تقول «شيماء»، إحدى السيدات اللاتى يحرصن على زيارة الأمهات فى عيد الأم داخل المقابر، إنها جاءت ومعها 100 مصحف تقوم بتوزيعها على سكان المقابر وتطلب منهم ختم القرآن معها فى نفس اليوم بعد توزيع المساعدات المالية، وتستكمل: «فى آخر اليوم بحس براحة نفسية لما أوفى لأمى الدين وحرصها على تربيتها لى».

 

حراس المقابر: الوفاء.. عملة نادرة

هم دفتر أحوال الموتى، يسجلون بأعينهم حرص الأهالى الذين يزورون موتاهم فى عيد الأم، ويرصدون أحوال المقابر نهارًا وليلًا، ويرصدون حالة التناقض بين مقابر مزينة بالأشجار حرص أصحابها على الزيارة الدائمة لها ودفع مبلغ من المال لهم لرعاية الزرع فى محيط المدفن، وغيرها من المدافن التى جار عليها الزمن واختفت معالمها بفعل البيئة تارة، وانسياق الأبناء وراء الحياة ومتاعبها تارة أخرى، كثيرًا ما يحرصون على تنظيف المدفن بنية خالصة لخدمة المتوفى بدون أجر، ويعتبرون أنفسهم هم ذويهم وعوضًا عن أبنائهم.

«الدنيا تلاهى.. والضغوط بتنسى الناس نفسها غصب عنهم».. قالها زكريا السيد، أحد الأهالى المقيمين بجوار المقابر، مشيرا إلى أن الإقبال على المقابر نادر جدًا، فكم من مقابر تلاشت معالمها بسبب تركها لسنوات طويلة بدون زيارة واحدة.

الحياة وسط المقابر لها هيبتها ووقارها حسب ما وصف «زكريا»، تجعله يفكر كثيرًا أن الحياة لا تدوم ولا تستدعى السعى مع تجاهل زيارة الأهالى المتوفين، وتابع: «الدنيا فانية.. ومفيش حاجة تستاهل تخلى الواحد ينسى أهله المدفونين.. ولو زيارة واحدة كل سنة لكن فيه مقابر من ساعة ما نزل فيها الميت محدش زار أصحابها تانى».

يشير صاحب الخمسين عامًا إلى أن كثيرًا من الأهالى الذين يأتون لدفن المتوفى، يختفون لسنوات طويلة، على عكس الذين يواصلون الزيارة حتى وإن كانت الزيارة لمرة واحدة كل 4 سنوات، ويتابع: «تحس القبر عايش بحس الأهالى.. بينور كده بنظافته والزرع اللى بيكون قدامه».

على النقيض هناك أناس قليلون يحرصون على الزيارة كل عيد أم، يواصلون الحديث مع الأم المتوفاة وكأنها موجودة، يقضون يومًا فى حضرة الأموات جميعًا ليتخذوا العبرة والعظة.

وجود الاشجار دليل على الزيارات المستمرة من الأبناء الأوفياء

«بنعذر الناس اللى حياتها أخدتها من أمها.. الحياة شاقة ومحدش فاضى لحد».. يستكمل «زكريا» حديثه ويقول إن كثيرًا من الأبناء يقضون سنوات طويلة بعيدًا عن أسرهم بسبب لقمة العيش، فما بالك بالأموات.

من جانبه قال موسى عبدالجليل، حارس مقابر، إن زيارة الموتى أصبحت نادرة مقارنة بالقرون الماضية، كثير من الأهالى يدفنون المتوفى وبعدها بساعات يختفون تماما عن الحياة ويظل المتوفى وحيدًا لسنوات طويلة.

«الواحد بيشوف العجب فى المقابر».. يشير الحارس إلى أن كثيرا من المقابر تخرج منها أصوات بعد الساعة 12 ليلا أشبه بالاستغاثة من الوحدة، وتابع: «يمكن تقول عليا مجنون من اللى بقوله لكن ده اللى بحسه لما بلف على المقابر ليلًا».

يستكمل حارس المقابر حديثه ويقول إن قليلين يقبلون على زيارة أقاربهم فى المقابر، وتابع: «الوفاء للأموات.. بقت عملة نادرة».

ويشير حارس المقابر إلى أن الأهالى الذين يحرصون على زيارة المقابر يتواصلون معهم هاتفيًا مسبقًا لتحضير المكان وتنظيفه، وحتى يكونوا موجودين لتلقى المساعدات منهم.

ويستكمل: «بندعى ليهم دائمًا وبنقول ربنا يقدركم على فعل الخير وعلى الوفاء لأمواتكم»، يشير إلى أنه مثل غيره من حراس المقابر يراعون المدافن التى يحرص أصحابها على زيارتها من حين لآخر، حتى نتلقى الدعم المادى منهم، والثواب من ناحية أخرى.

«إذا كان الأبناء تركوا آباءهم ونسوهم.. إزاى إحنا نفتكر أمواتهم ونراعيهم».. قالها حارس المقابر ردًا على سؤالنا «مش المفروض إنك حارس المقابر تراعى جميع الموتى والمدافن وتقديم الخدمة للجميع؟».

وأشار حارس مقابر آخر يدعى عبدالنبى محمود، إلى أن هناك العديد من الأهالى ميسورى الحال يحرصون على إقامة «الكولدير» فى مدخل المقابر وليس فقط بجوار المدافن الخاصة بهم كنوع من الصدقة الجارية، وغيرهم يستطيعون توفير أكثر من «كولدير» سواء فى مدخل المقابر أو بين المدافن الداخلية وبجوار المقابر الخاصة بهم.

وأضاف أن بعض الأهالى يحرصون على طباعة مئات المصاحف لتوزيعها على سكان المقابر وغيرها من الأذكار، كما يقومون بتوزيعها على الأصدقاء والأقارب.. بحسب ما قاله «عبدالنبى».

«بنعتبر نفسنا أهل المتوفاة وننظف لها المدفن وساعات بنحط ليها زرع».. قالتها فواكه خليل، إحدى السيدات المقيمات داخل المقابر، وتشير إلى أن الحياة ومتاعبها شغلت الكثير من الأبناء والذين لا يرون بعضهم بسبب ضغوط العمل.

وتستكمل السيدة حديثها وتقول إنها كثيرًا ما تتجول داخل المدافن، وتزور السيدات المتوفيات فى عيد الأم وتقدم لهن الدعاء وتقرأ لهن فى المصحف، وتابعت: «بعملها لله.. وبقول لما أموت ألاقى اللى يقرأ عليا القرآن لو عيالى ماحفظوش ليا الجميل».

 

أمهات.. بـ100 رجل

كل الأمهات عظيمات، وبعضهن كتب القدر عليهن السير فى طريق الشقاء لاستكمال مشوار تربية الأبناء، رفضن الاستسلام لظروف الحياة ومآسيها، يقضين قرابة 10 ساعات على الأرصفة لبيع بعض المنتجات ليعدن إلى منازلهن ببعض الجنيهات التى تسد احتياجات أبنائهن.

تجلس شاردة الذهن، تستعيد طفولتها التى كانت تعيش فيها ملكة، وتنظر لطفلتها الصغيرة وتقول لها «كان نفسى تعيشى عيشتى زمان وأنا مدلعة».

سارة هريدى، بائعة البامية فى سوق المطرية، خرجت للعمل فى الأسواق بعد وفاة زوجها منذ عامين تاركًا لها طفلتها «سلمى»، وتقول إن زوجها كان بائع خضار وبعد وفاته وجدت نفسها بمفردها أمام ذئاب الدنيا، فلم تجد سبيلًا سوى الاعتماد على الذات حتى لا تكون تحت وطأة الحاجة لغيرها وتكون محل الطمع.

«سارة» تستعيد ذكرياتها مع والدتها أمام طفلتها

«بعلم بنتى إزاى تكون بمليون راجل مش بـ100 بس».. قالتها «سارة» صاحبة الثلاثين عامًا بفخر شديد، وتحاول أن تعلم ابنتها كيفية التعامل مع السوق والذئاب البشرية.

«سارة» نموذج للأم المكافحة التى تستحق وسام أفضل «أم» لعام 2024، وقالت طفلتها «سلمى» إنها فخورة بوالدتها وكيفية إدارتها للمنزل والحياة ورعايتها لها فهى لا تحتاج لشيء فى ظل وجودها.

«فى كل عيد أم بقدم لماما حاجة بتكون محتاجاها فى البيت من مصروفى اللى بتديهولي».. قالتها الطفلة ردًا على سؤالنا ماذا تقدمين لها فى عيد الأم؟ وتشير الطفلة إلى أنها تشعر بالفخر وهى معها فى السوق ولا تشعر بالحرج حال وجود أحد من زملائها فى الفصل.

ومن الأم «سارة» إلى الأم جملات السيد، التى تخطت 60 عامًا وتحرص على مواصلة العمل ومكابدة الحياة، متخذة من بيع الخضار نشاطًا لها لسد احتياجاتها المادية بعيدًا عن سؤال بناتها وأزواجهن.

«جملات» أم لـ4 بنات جميعهن تزوجن منذ سنوات، وتعيش بمفردها داخل منزلها الكائن على بعد خطوات من سوق المطرية، قرابة 10 ساعات تقضيها السيدة فى السوق يوميًا لبيع الخضراوات، وتقول إنها استطاعت أن تربى بناتها الأربع من بيع الخضار وبمساعدة أصحاب القلوب الرحيمة استطاعت أن تزوجهن.

«جملات».. السيدة الخمسينية تواصل رحلة الشقاء

تصمت للحظات وتعود لحديثها بنبرة حزينة، وتقول: «أنا أديت رسالتى مع بناتى وحاسة براحة ضمير.. عايشة حياتى عادى لوحدى فى البيت ومع كل عيد أم بيزورونى ومعاهم رجالتهم بيملوا عليا البيت».

تشير الأم المكافحة إلى كثير من الفتيات المدللات -على حد وصفها- وقالت إننا نسمع كثيرًا عن حالات الطلاق التى تحدث بعد سنوات قليلة من الزواج، ويعود ذلك إلى عدم نشأة الفتاة على تحمل المسئولية، فالرجال حاليًا يتحملون أعباء تفوق قدراتهم النفسية والصحية بكثير والزوجة عليها مسئولية كبيرة فى إسعاده وكلمة السر فى قدرته على استكمال رسالته فى العمل والاجتهاد وتحمل الظروف الخارجية، وتساءلت: «كيف لرجل أن يتحمل مشاق عمله وظروف مرؤوسيه ومراته مستهترة ومش حاسة الا بالفلوس وبس».

تعد النقود حصيلة شقاء 7 ساعات قضتها فى بيع الخضار داخل سوق المنيب، رغم تجاوز عمرها 60 عامًا إلا أنها تواصل رحلة الحياة والعمل لسد احتياجاتها اليومية بعد زواج ابنها الوحيد «تامر» وحرصها على عدم سؤاله عن مال.

ثريا على، من مواليد الفيوم، جاءت لمحافظة الجيزة بعد زواجها من بائع خضار، وظلت تعاونه على العمل حتى رحل عنها تاركا لها ابنها الوحيد «تامر».

«ثريا» واحدة من الأمهات المكافحات، ورغم أن عمرها تجاوز 60 عامًا، إلا أنها ترفض الخضوع لسؤال غيرها أو التسول لسد احتياجاتها اليومية، وقالت: «الحمد لله ربنا قدرنى وعرفت أربى ابنى بعد وفاة جوزى واتجوز وبيحاول يساعدنى وأنا برفض».

تستكمل الأم حديثها وقالت إن لديها 4 أحفاد من ابنها تامر والذى يعمل عامل محارة. وتشير الأم إلى أنها واحدة من آلاف الأمهات اللاتى تجاوزت أعمارهن 60 عامًا ورفضن الاستسلام لمشاق الحياة ويواصلن العمل للاكتفاء بأنفسهن بعيدًا عن سؤال الأبناء والأقارب.

 

«إتيكيت» يوم العيد

 

فى عيد الأم، يحرص الكثير من الأبناء على تقديم الهدايا المختلفة، سواء كانت رمزية أو شراء أشياء تحتاجها الأم فى منزلها، إلا أن هذا العام ومع الظروف الاقتصادية الصعبة ومتطلبات شهر مارس من ياميش رمضان ودروس خصوصية وعيد الفطر، وغيرها من هدايا عيد الأم يحاول الأبناء التفكير فى تقديم هدايا رمزية، وآخرون يقفون حائرين ماذا يفعلون وهم ليس لديهم المال الكافى لذلك؟.

تقول ميرنا صلاح، خبيرة الإتيكيت، إن يوم عيد الأم يحاول فيه الأبناء شراء الهدايا ليعبروا عن مدى حبهم الشديد وتقديرهم لمجهوداتها العظيمة، ولم يقتصر فقط الاحتفال بعيد الأم على شراء الهدايا للأم، بل للحموات ولذلك من الإتيكيت والأصول إجراء مكالمة تليفونية فى صباح يوم عيد الأم ويقوم كلا الزوجين بتهنئة الأم فى التليفون أولًا ولتأكيد حضورهما لها.

ميرنا صلاح خبيرة الإتيكيت

وأضافت خبيرة الاتيكيت أن من الأصول زيارة الزوجين لأمهاتهما فى نفس اليوم، على أن يقوما بزيارة والدة الزوج أولا وتقديم الهدية والاحتفال معها ويقوما بزيارة والدة الزوجة فى نفس اليوم وتقديم هدية لها والاحتفال معها.

واستكملت: لتجنب المشكلات فى هذا اليوم نستعرض لكم اتيكيت تقديم الهدايا حيث أن طريقة تقديم الهدايا أهم من الهدية نفسها وإذا كنت تقوم بتقديم الهدية فعليك أن تقدم ما تحتاجة الأم أولًا، الإمساك بالهدية بيديك الاثنتين لتشعر الأم بسعادة لذلك احرص على هذا الفعل ومن الأصول أن تقدم الهدية بنفسك ولا يقدمها أحد بالنيابة عنك.

وأضافت: كن أنت المتقدم بالهدية لتشعر الأم بسعادة، واحرص على تغليف الهدية بشكل جذاب وإزالة السعر من على الهدية، ابتسم عند تقديم الهدية ويجب أن تقبل يد الأم لتشعر مع الكلمات الطيبة اللطيفة حتى تشعر بتقديرك لها.

لكل هدية إتيكيت لتقديمها

«فى ظل الظروف والمعيشة الصعبة يحرج الكثير من تقديم هدايا بسيطة، رغم أن الأم ستشعر بقيمة تلك الهدايا البسيطة لانها دائما تنتظر القيمة المعنوية قبل المادية».. تشير خبيرة الاتيكيت، إلى أن كلمة طيبة أو خطابا تضع عليه مشاعرك تجاه والدتك أو فسحة بسيطة أو تفرغ نفسك لها فى هذا اليوم لتشعرها أنك ملك لها، كل ذلك يسعد الأم.

ضمن الأفكار التى تساعد على تقديم هدايا عيد الأم، حسبما قالت خبيرة الاتيكيت، يمكن وضع جميع الصور المفضلة لها من بداية صور زفافها وتقدم لها فى ألبوم، مؤكدة أنه يجب على جميع الأبناء الاحتفال بالأم وتقديم أقصى مجهود لإسعادها فى هذا اليوم.