رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد زكى .. (18نوفمبر 1949 – 27 مارس 2005 ) تخرج سنة 1973 من المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز . ما يتميز به أحمد زكى..هو إيمانه الراسخ والقوى  والطاغي بأنه من الحتمي والضروري أن يبدع في كل ما يقوم به..والبون شاسع بين أداء الدور..وإبداع الدور..أداء الدور هو أن يقوم بالواجب المطلوب منه ويعطيه حقه في الأداء بحيث يكون الناتج على وجه أكمل من كل جوانبه،ومن هنا نقول أن الممثل كان جيدا ورائعا في أداء هذا الدور..بمعنى أنه تمكن أن يتقن الأداء أن يعطيه كل متطلباته لكي يخرج في أجمل صورة ممكنة..وهنا يكون الممثل قد قام بما يوكل إليه،بل وأتقن دوره وبشكل بارع،وعليه يستحق الثناء والتقدير.

أما على الجانب الآخر نجد الإبداع في أداء الدور..فماذا نعنى بذلك ؟ نعنى أنه تمكن من خلال ذلك الأداء أن يحفر داخل المتلقي ذلك الأداء المبهر والغير قادر على الزوال أو النسيان..في الإبداع نجد ذلك التجاوز الرائع المتمكن أن يترقرق داخل الذات ! وعليه يتمكن من الثبات والبقاء رغم كل المتغيرات ورغم مرور الزمن..إنه يأبى أن يتلاشى أو ينسى..إنه البقاء وترك البصمة الغائرة في ذات المتلقي..ومثل ذلك الإبداع فعلا وجدناه في الفن المصري القديم..وأحمد زكى خلال أدواره المتعددة والمتنوعة كانت له تلك السمة والتي يندر أن تتوافر عند الكثيرين..إنها سمة الإبداع المبهر والمتألق ، وهى سمة ليست عامة ولكنها خاصة توجد عند ذلك المبدع .. المتفرد والغير متكرر..فمثلا:عندما ننظر إلى دوره العبقري في فيلم (البيه البواب) .. والذي صدر في 31 أغسطس 1987 فإننا نسأل .. هل يمكن أن نشك أنه بالفعل البواب بكل سماته وسلوكه وعقليته ؟ هو القادر أن يجعلك تقتنع أنه البواب الذي يمكن أن تجده هنا وهناك .. وتظن أنه بالفعل ذلك الشخص ، وأنه لن يخرج عن ذلك الدور البواب..وفى كل لحظة أنت تنبهر بذلك الأداء وبتلك الروعة في كل ما يقوم به ، ليظل السؤال كيف تمكن من فعل ذلك الدور ؟ هو لم يؤدى الدور ، إنما هو أبدع الدور..يرى أرسطو أن الفن ليس نسخا للواقع ، بل هو صناعة جديد لما هو قائم ..وهذا الأمر يحتاج المهارة إن لم تقل مهارات خاصة بالمبدع ..ونقول إن الإبداع لا يتمثل في نقل الواقع الماثل بل انه يقول لنا ما يمكن أن يكون عليه ذلك الواقع..أو الممكن أن يكون ، ذلك هو الهام. 

إن الفكرة مدهشة ومرعبة..إن ما حدث في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي (العشرين) أمر غير معقول..كيف تنقلب الأمور رأسا على عقب ؟ وكيف ينقلب الهرم الاجتماعي لتصبح الطبقات المعدومة والمهمشة هي المتحكمة والمسيّرة لأمور الواقع المجتمعي..ورغم أن ذلك كان في الثمانينات إلا أن الأمر مازال سائدا ، ولذلك من المستحيل أن يتوارى (البيه البواب) من ذاكرة المتلقي..ولعل أهم جماليات هذا الفيلم هو القدرة على الدهشة والتشويق..ناهيك عن تلك السعادة التي تنتقل إلى المتلقي،وكل ذلك دليل على عبقرية الممثل (أحمد زكى) رحمه الله.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون