رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع موقف المجلس العسكرى الذى زاد من عناد خيرت الشاطر الذى قال لبعض المقربين منه إنه سيربيهم، وكان أن لعب بورقة ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، اعتقادا منه بأن المجلس يمكن أن يمنحه رد اعتبار، ويكون الثمن ألا يستخدمه فى الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢، وإن كان يمكنه الاستفادة منه فى الانتخابات القادمة، لم يكن هذا فقط ما أغضب خيرت الشاطر من المجلس العسكرى، فقد كانت هناك ثلاثة أسباب للغضب، يمكن أن نوجزها فى التالى:
أولا: إرسال الطعن المقدم فى دستورية مجلس الشعب إلى المحكمة الإدارية العليا، دون التنسيق مع الجماعة.
ثانيا: إن المحكمة الدستورية العليا اتخذت إجراءات سريعة جدا فيما يخص الطعن.
ثالثا: كان هناك اتفاق بين الجماعة والمجلس العسكرى أن يتم الإبقاء على كمال الجنزورى رئيسا للوزراء مع تغيير أربعة أو خمسة وزراء بآخرين من جماعة الإخوان، وهو ما لم يستجب له المجلس العسكرى فيما بعد.
حدثت قطيعة بين الطرفين عزيزى القارئ فى هذه الفترة وصلت إلى حد أن أعضاء المجلس العسكرى لم يردوا على تليفونات أعضاء الجماعة وقيادات الحزب، لم يجد خيرت الشاطر ومحمد مرسى الذى كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة إلا أن يطلبا موعدا عاجلا مع المجلس العسكرى، لكن الغلطة التى ارتكبها الشاطر كانت طلبه أن يكون اللقاء مع أعضاء المجلس العسكرى جميعا، وهو ما استفز قيادات المجلس، معتبرين أن طلب الشاطر يفتقد اللياقة، فليس من حقه أن يحدد من سيقابله.. ولا متى.. ولا أين، فكل هذا متروك لقيادات المجلس، كان القرار أن يجتمع رئيس الأركان الفريق سامى عنان وحده مع خيرت الشاطر ومحمد مرسى، اعتقد الشاطر أنه يمكن أن يقول كل ما يريده، فبدأ بالعتاب للمجلس العسكرى الذى لا يرد على اتصالات الإخوان، بل إن كل قنوات الاتصال انقطعت مرة واحدة، لكن سامى عنان لم يقبل عتاب الشاطر، ولم يلتفت له من الأساس، حاول محمد مرسى أن يخفف من الجو الذى بدأ مشحونا، لكن يبدو أن قدر هذه الجلسة كان أن تظل مشحونة وساخنة حتى لحظتها الأخيرة، حاول خيرت أن يلعب بورقة ترشيحه للرئاسة، قال للفريق سامى عنان إنه يقاوم ضغوطا كثيرة من الجماعة التى يصر عدد كبير من أعضائها على أن يرشح نفسه للرئاسة، لكن عنان رد عليه باستخفاف قائلا: أنت تعرف أنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، فأنت محروم سياسيا حتى الآن، ولم يصدر لك رد اعتبار فى قضية ميليشيات الأزهر، وليس أمامك طريق آخر تلجأ إليه إلا القضاء العسكرى، الذى سيطبق القانون عليك كما يطبقه على غيرك دون تدخل من أحد.
لم يجنِ الشاطر شيئا من الحوار مع سامى عنان، ذهب إليه طامعا لا أكثر ولا أقل، وكان رد الفعل عصبيا للغاية، أصدرت الجماعة بيانا حادا اعتبره المجلس العسكرى تجاوزا فى حقه، حيث شككوا فى نزاهة المجلس وألمحوا إلى أن المحكمة الدستورية يمكن أن تحل البرلمان إرضاء للعسكرى، وكان مؤسفا أن تستخدم الجماعة تعبير «هيحطوا إيدهم فى الدرج يطلعوا الحكم»، كان رد الفعل السريع من المحكمة الدستورية العليا أن اجتمعت جمعيتها العمومية، واختارت متحدثا رسميا باسمها، وكان أول ما أعلن عنه المتحدث الرسمى باسم المحكمة أن أى طعن فى نزاهتها سوف يقابل قانونا ضد أى جماعة سياسية، بل أكدت مصادر من داخل المحكمة الدستورية أنها درست الموقف القانونى من تعريض بيان جماعة الإخوان بها.. ومدى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الجماعة، وللحديث بقية.
[email protected]