رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

بلد بتاعة شهادات صحيح عبارة كوميدية شهيرة للنجم عادل إمام فى بداية حياته وأول أعماله المسرحية مع الفنان فؤاد المهندس فى مسرحية «أنا وهو وهى» مع النجمة شويكار طبعًا.
وبصرف النظر عن موضوع المسرحية الكوميدية وعدم معرفة الأجيال الجديدة والشباب والأطفال بهذا العمل المسرحى وأسماء أبطاله، إلا أن مقولة عادل إمام أو الإيفيه الشهير بلد بتاعة شهادات ما زال يتردد بسخرية وتهكم عن تقدير واحترام الناس طبقا للشهادات الحاصلين عليها مما يعنى بعبارة أخرى أن الشهادات منظرة ووجاهة ولا تصلح إلا لتعليقها فى الصالون تزين جدران البيت وخلاص ولكنها أصبحت لا تساوى قيمة الورق المكتوبة عليه ولا معول عليها فى العمل والحياة لأن الأهم حاليا هو المهارات، وأصبح السؤال المهم فى سوق العمل هو أنت بتعرف تعمل إيه وليس معاك شهادات إيه لأنه فى الواقع وللأسف الشديد هناك فجوة كبيرة جدا بين مناهج التعليم فى المدارس والجامعات وبين الحياة العملية والتطورات الهائلة المرعبة جدا كل يوم بل كل ساعة فى التكنولوجيا بصفة خاصة. وبالطبع هناك وظائف اختفت وسوف تختفى أخرى وتنشأ وظائف كثيرة جديدة جدا لم تسمع عنها فى المدارس والجامعات هذه الوظائف يخلقها الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى وتكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء. 
من هذا المنطلق رأينا انتشار كورسات برامج التدريب والتأهيل والتدريب التحويلى، وأصبح الحصول على الشهادة الجامعية مجرد بداية للتعليم والتدريب وليس نهاية كما كان معروفا من قبل.
والحقيقة أننى منذ أكثر من 30 سنة أطالب بربط التعليم بسوق العمل، وكان الرد دائما غير موجود لأنه من الصعب جدا ليس هنا فقط ولكن فى العالم كله، ولذلك فإن أكثر دول العالم الأول عرفت التعليم المستمر وهناك أكاديميات ومعاهد ومدارس وكليات متخصصة فى التعليم المستمر، وأخيرا أصبح لدينا فى مصر كلية للتعليم المستمر نعم موجودة بالفعل وبها تخصصات كثيرة متنوعة وتستقبل الأطفال والكبار، هذه الكلية فى الجامعة البريطانية ولها عميد مرموق هو الدكتور أحمد درويش ولديها هيئة تدريس وتدريب بأعلى مستوى فى تخصصات اللغات وطب الأسنان والإعلام والتمريض والبيزنس وعلوم الحاسب الآلى وبالتنسيق والتعاون مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة والجامعات العالمية. 
وهناك اهتمام كبير جدا بتعليم الأطفال والكبار وليس هناك أى شرط إلا الرغبة فى التعلم والإبداع، 
والحقيقة أن التعليم المستمر كما يقول عنه الفلاسفة يطيل عمر الإنسان فعلًا ليس فقط مجازا إنه يطيل عمره العملى باعتباره يكسبه مهارات كثيرة تمكنه من مجاراة كل جديد فى تخصصه وعمله، ولكن هو بالفعل يطيل عمر الإنسان الحقيقى، حيث إن التعلم واكتساب المهارات الجديدة له مفعول أكسير الحياة ويجدد شباب وعمر الإنسان ويمنحه قبلة الحياة. 
ولن نكرر الكلام الروتينى المعروف عن التعليم والتدريب والتأهيل المستمر بأنه يبقى الإنسان مطلعا على التطورات المهنية التى تبقيه قادرًا على تحسين حياته الاجتماعية والاقتصادية واكتساب المعرفة خارج النظام التعليمى الرسمى، فغنى عن البيان أن هناك مهنا كثيرة تتطلب متابعة يومية لكل جديد، فالتطور يحدث ليس كل يوم ولكن كل ساعة. ومن لم يعرف التعليم المستمر يموت لا محالة وظيفيا ومهنيا واقتصاديا واجتماعيا وإكلينيكيا.