رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى اليوم العالمى للمرأة:

«ستات مصر» قادرات على التحدى والمواجهة

بوابة الوفد الإلكترونية

نساء غيرن حياتهن وحياة أبنائهن بالعمل والكفاح 

 

تضرب نساء مصر أروع الأمثلة فى تحمل المسئولية، فـ«وراء» كل منهن قصة كفاح، ولكن هناك نماذج بعينها تعتبر قدوة لغيرهن من النساء بل والرجال أيضا، منهن عاملات فى المنازل وأعمال النظافة، ومنهن بائعات يبعن الجبن والخبز والخضراوات، وغيرهن كثيرات  قرى الريف والمدن يخرجن بحثا عن لقمة عيش حلال لهن ولأبنائهن، بعدما  ضاقت بهن دروب الحياة القاسية.

وفى اليوم العالمى للمرأة رصدت «الوفد» صورا مضيئة لنساء مصريات حملن على عواتقهن مسئوليات أُسرهن، منهن من يقمن بدور الأم والأب معًا، يربين الرجال والإناث بكرامة وشرف وعزة نفس، فى نفوسهن أحلام وآمال كبيرة لأبنائهن، أعينهن على المستقبل رغم صعوبات الحياة المررية، على أمل رؤية أبنائهن فى أفضل حال.

أم عيد... بائعة الخبز تعول أحفادها

التقت "الوفد" السيدة الخمسينية «أم عيد» التى توفى نجلها البكر فى حادث سير خلال عمله فى رمضان 2020، وهو فى الثلاثيين من عمره، تاركا لها ولدين وفتاة وزوجة، لتصبح هى العائل الوحيد لهم بعد وفاة الأب، وكأن الزمان ضن عليها بالراحة والأمان، فقد كانت أم عيد تعمل منذ نعومة أظافرها فى بيع السلع الاستهلاكية داخل منزلها المتواضع فى حارة الجميز بقرية العزيزية جنوب الجيزة، لمعاونة زوجها «خادم المسجد» وهو من ذوى الهمم، ولديه إعاقة فى قدمه اليمنى. 

تحكى «أم عيد» زوجت ابنتين من بناتي، ثم تزوج عيد وهو الابن البكر، فرحت وقلت سيعمر البيت بالأولاد والبنات، لم يكن لدى سوى حلتين وعدد من الأطباق نأكل فيها، دهنت المنزل ولونته بطلاء الفرح وتزوج البكر، وأكرمه الله وانجب فتاة ثم ولدين فى عامين، وكأن الله يعلم أن عمره قصير فأكرمه بالولد والبنت على عجل، وفى العشر ليالى الأولى من رمضان جاءنى الخبر،  «عيد مات»، كان يعمل سائقا على خط بنى سويف، وعربات المحجر دهسته ومات، وبدلا من الحصول على الراحة فى آخر العمر أصبحت مسئولة عن أطفاله الثلاثة وزوجته، وفتحت دكانا صغيرا فى المنزل حتى استطيع الإنفاق عليهم.

وتواصل قائلة: «كنت أتوجه إلى المخابز أشترى قفص عيش من كل مخبر «نسترزق منه» إلى جانب البقالة، حتى زيت الطعام السايب اشتغلت فيه بالأجل وكنت أبيعه لأهل المنطقة، واولاد الحلال ساعدوا أرملة ابنى وفتحت محلا لبيع الملابس والحصر والكليم، وأضافت لقد أصبحت أرملة ابنى بمثابة ابنة لي، نتعاون أنا وهى من أجل تربية الأطفال، وكل ما اتمناه ان يعوضنى الله فى أبناء الغالى الذى فقدته شابا ويقدرنى أعلمهم وأعيشهم أحسن عيشة.

وأشارت أم عيد إلى أن زوجها خرج على المعاش قبل وفاة عيد، ولكن معاش عُمال الأوقاف لا يكفى حتى لثمن العيش الحاف، لذلك كان لابد أن أعمل حتى لا نمد يدنا بالسؤال لأحد.. والحمد لله على نعمة الستر». 

نادية... حسناء شوهها الفقر

«نادية» الحسناء التى شوهها فقر الزوج المدمن، جاءت من المدينة إلى القرية عروسا، شعر منسدل وعينان نجلاوان كحيلتان، خدعها الحب وأحلام الصبايا فى بيت العائلة، وبعد انتهاء شهر العسل اكتشفت انها تزوجت فى بيت فقير فى كل شىء، لم يرث الابن مجدا من والده غير الفقر، عاشت فى غرفة بمنافعها «تطبخ وتغسل وتعيش كامل حياتها بداخلها» مع حمام مشترك، منزل تسكنه أربع عائلات معًا، تقبلت الأمر وقالت قسمتى ونصيبي، نفرت منها الحماة، حتى مجرد الطعام لا تحصل عليه لليالٍ، وزوج لا يعمل وتطعمه أمه خلسة، اضطرت لاستغلال مهاراتها فى التجميل والمكياج وأصبحت تسوق نفسها بين أهل القرية على أنها «كوافيرة»، وعندما زادت الأقدام على زيارة المنزل، خرجت عليهن الحماة وصرخت فى وجوههن ومنعت الزبائن من الدخول إلى البيت، وأغلقت عليها باب الرزق الذى كانت قد فتحته لنفسها، ولم تكتفى بذلك، بل لاحقتها بالاتهامات المشينة رغم أنها كانت العائل للأسرة ولهذا الزوج العاطل.

تروى «نادية» لـ"الوفد" قصتها قائلة: تقبلت أمر الله، ورغم تحذيرات أهلى من هذه الزيجة، إلا أننى قلت قسمة ونصيب، واستمرت حياتى يوم حلو ويوم مر، خاصة بعد أن انجبت طفلين ذكرا وأنثى، وخشيت عليهما من إساءة أهلى معاملتهما إذا عدت إليهم.

وتابعت: كانت اختى تعمل فى بيع ملابس البالة بمدينة الحوامدية، فكرت لماذا لا آخذ منها ملابس وأبيعها إلى فتيات القرية، وبالفعل لقى المشروع رواجا، فكل الملابس مستوردة، واقبال فتيات المدارس عليها كبير، واستمر الأمر لسنوات، وانجبت ابنتى الثالثة، وكنت استدين يوما واشتغل فى البيوت يوما، المهم أوفر طعاما لأبنائي، لكنى عجزت عن إلحاق الأطفال الكبار بالمدرسة إلا أنى تداركت الأمر مع الصغرى. 

وتواصل نادية حكايتها: زوجى طول عمره شغله لـ«الكيف والمزاج»، ولم يعمل فى مهنة ثابتة حتى بلغ الأربعين، لما كبر حسيته ربنا هداه إلى حد ما، فضلت محرومة أنا وعيالى طول عمرنا، وابنى البكر أخذ بعض طباع أبيه، وحماتى طول عمرها تبعد أبنائى عنها بسبب كرهها لي، عمرها ما عاملتهم زى باقى أحفادها.

وأضافت: "من سبع سنوات قررت أخرج لسوق البلد جوعت أنا وعيالى وما بقاش قدامنا حل، خاصة بعد ما حماتى بنت منزل جديد وانتقلت إليه، أجرت أرضية فى السوق وفرشت هدوم البالة، ووجدت ستات القرية يقترضن من البنك للمشروعات الصغيرة، روحت معاهم وجبت قرض، ونزلت بضاعة «بلاستيك ـ مقشات ـ مساحات ـ زعفات ـ أدوات مطبخ ـ أدوات صحية للحمام ـ فوط ـ دوسات»، وربنا فتح عليا وكل شهر أنزل بضاعة جديدة". 

وتابعت : الحمد لله نجحت فى تربية أبنائى حتى تزوجت البنت الكبرى من ابن اخى فى المدينة، ورحمتها من الشقا الذى عانيته، معقبة: «ما فيش حد كويس من أهل البلد كان حيتقدم لها بفقر ابوها، وابنى البكر اتجوز وخلف ولد وابنه اصبح «نور عينى وعوضي»، والحمد لله سترت نفسى وأولادى والشغل مش عيب، احسن ما كنت بستنى اللقمة من الجيران، وراضية بالمكتوب بتاع ربنا». 

أم خالد.. من الفقر إلى الغنى بالكفاح

النصيب عندما يتعثر يأخذك من حياة الترف إلى الفقر والشقاء، هذا ما حدث مع ام خالد، تزوجت فى الرابعة عشرة من عمرها من ابن عمتها، بيت مستقل وحياة ثرية، ولكن خمس شقيقات قررن افساد حياة اخيهن الزوجية، وبعد زواج استمر 12 عاما انجبت خلالها ولدين وقع الطلاق، وظلت فى بيت والدها سنوات طويلة وهى لم تبلغ الثلاثين عاما بعد، يتقدم الأرمل والمطلق وكبير السن لخطبتها وهى ترفض، إلى أن تزوج طليقها وأيقنت أنه لا أمل فى العودة إلى أولادها مرة أخرى. 

الأخ الأكبر لــ أم خالد، لم يُمهلها.. مل جُلوسها بمنزل أبيها، جاء لها بعريس يدعى أن زوجته مريضة بمرض معدٍ، ويريد زوجة له، على الفور قرأ الفاتحة، وبين ليلة وضحاها، وجدت نفسها زوجة ثانية لــ رجل يعمل «سمسارا فى سوق الماشية» ويرعى الأغنام، انتقلت من قريتها «الدناوية» بمدينة العياط إلى غرفة بمنزل والد العريس فى قرية أخرى على أطراف مدينة البدرشين، لأنه لم يجرؤ على اصطحابها إلى منزله الذى تسكنه زوجته الأولى وأبناؤها الثلاثة.

استمر الصراع بين رفض الزوجة الأولى استقبال ضرتها فى بيتها أو الطلاق، حتى تدخلت العشيرة،  فالعريس من إحدى القبائل  ولهم عادات وتقاليد، ولم تجد الزوجة الأولى طريقا سوى القبول بالأمر الواقع، وعاشا معا، وانجبت «أم خالد» أربعة أبناء.

قصت علينا «أم خالد» ما عانته من الفقر وتقبل البيئة المختلفة تماما عن بيئة المنشأ، حتى أشار عليها أخوها بفتح «دكان» بقالة صغير فى صالة المنزل، وبالفعل أخذت بحديثه، ووجدت لها منفذا للسعى وكسب الرزق فى ظل ظروف زوجها المتعثرة.

وأضافت: طورت تجارتى وبدأت فى الذهاب إلى أسواق العياط، أجلب الجبنة والسمنة والخضار والشعرية والعيش البتاو، وأبيع لأهل القرية، وألف على البيوت بالجبنة والسمنة، إلى أن قدم لى أخى فى وزارة التموين على مخبز آلى باسمى ومحل لبيع التموين، وقدم هو وزوجته أيضا، ولكن طلبهما رُفض وقُبلت أوراقِي، وبدأت أوزع تموينا فى كل القرى من حولى، وربنا فتح علينا، اخذت محلا من محلات الأوقاف فى سوق القرية، واشتغلت مع اولادى يدا بيد، والحمد لله تمكنت من مساعدة اثنين من أبنائى فى الزواج، وتركت منزل زوجى لضرتي، واشتريت قطعة أرض وبنيت منزلا مستقلا بى وحققت أهم أحلامى فى أن أعيش فى منزل مستقل.

وواصلت حكايتها: علمت أولادى الثلاثة الكبار وأخذوا دبلومات ومعاهد، أما الولد الصغير فلم يقبل على التعليم وعمل فى تجارة الدواجن، والحمدلله على كل حال أدينا عايشين، عايزين الستر والصحة.

احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمى للمرأة فى عام 1909، بعدما أقر الحزب الاشتراكى الأمريكى 28 فبراير باليوم الوطنى للمرأة فى الولايات المتحدة، تكريما لإضراب عاملات الملابس عام 1908 فى نيويورك، واللائى خرجن فى مسيرة احتجاجية للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت فى الانتخابات. 

وفى 1910، طالب المؤتمر الدولى للنساء الاشتراكيات الذى عقد فى كوبنهاغن بالدنمارك، بتحديد يوم دولى للمرأة من دون أن يحدد موعدا، وبدأت أولى مراحل الاحتفال بيوم للمرأة فى 19 مارس من عام 1911، وفى هذا اليوم تم الخروج فى مسيرات للمطالبة بحق المرأة فى العمل والتدريب المهنى ووضع حد للتمييز ضدها.

وفى 8 مارس من عام 1914، نظمت النساء مسيرات فى عدة مدن أوروبية للمطالبة بحق الاقتراع لهن والاحتجاج على الحرب العالمية.

وفى 1917 اختارت النساء فى روسيا آخر يوم أحد من شهر فبراير للاحتجاج والإضراب تحت شعار «الخبز والسلام»، وأدت حركتهن فى نهاية المطاف إلى سن حق المرأة فى التصويت.

وفى عام 1975، اعتبرت الأمم المتحدة يوم 8 مارس يوما عالميا للاحتفال بالمرأة، وبعد ذلك بعامين، وفى ديسمبر 1977، تبنت الجمعية العامة قرارا بإعلانه يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي.

انفوجراف:ـ 

ـ 12 مليون امرأة معيلة فى مصر 

3 ملايين أرملة 75.1% منهن معيلات

ـ 44 % نسبة القروض الممنوحة للمرأة 

ـ 739.1  مليون جنيه حجم تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من إجمالى 2.1 مليار جنيه

ـ 35.1 ألف مشروع للنساء من اجمالى 79.6 ألف مشروع 

ـ 47.3 ألف فرصة عمل متوفرة من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر

ـ 59% نسبة تمويل المرأة فى محافظات الوجه القبلي

ـ 66% نسبة المرأة من اجمالى يوميات العمل 

ـ 96% مشروعات رياض الأطفال 

ـ 99% الحصول على خدمات الصحة الأولية 

ـ 89% الحصول على خدمات محو الأمية 

ـ 69% التدريب من أجل التشغيل 

ـ  72% نسبة التدريب على مهارات ريادة الأعمال 

ـ 96% نسبة التدريب المهنى للمرأة 

 

نسبة مشاركة المرأة فى المعارض 

ـ 47% نسبة مشاركة المرأة فى المعارض الداخلية 

ـ 36%ٌ نسبة مشاركة المرأة فى المعارض الدولية

8 مارس ذكرى تخليد كفاح نساء العالم