رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرس سلاح.. حكاية الشهيد البطل بيشوى أسد سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

البطل الذى حمى زملائه وواجه هجوم الإرهابيين بمفرده
فجر سيارة والتحم مع ٥ إرهابيين لأخر طلقة فى سلاحه
والدته: كان يخفى علينا خدمته فى شمال سيناء حتى لانقلق عليه
الأم وهى تبكى: قال لى انتى عايزة تبقى أم البطل ولا أم الشهيد
 

فى الحرب على الإرهابيين بسيناء، كان هناك أسود للدفاع عن مصر، لا فرق بين جندى مسيحى أو مسلم، الجميع يدافع عن وطنه وتراب وطنه، ومن الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقى مصر، الشهيد بيشوى شهدى عبدالمسيح، والذى استشهد فى يوم ١٥ أكتوبر ٢٠١٧، الساعة 3 عصراً، عندما حدث هجوم من قبل العناصر الإرهابية فى قطاع كرم القواديس فى كمين بركان 8، الجندى بيشوى أول فرد أعلن داخل الكمين عن هجوم العناصر الإرهابية وردد بكل قوة وحماس (حرس سلاح).
وكان متيقنا ومقبلا تمامًا على الشهادة، وبدأ فى استخدام سلاح «الآر بى جى» لضرب عربات الدفع الرباعى للعناصر الإرهابية، واستطاع تفجير سيارة كانت محملة بالذخائر والأفراد، واستهدف 5 عناصر إرهابية كادت تقترب من الكمين لضربه فحمى الكمين وزملائه فى الخدمة من الاستهداف، فدمر الإرهابين سترته وظل يقاوم بدون غطاء، تركها ثم واجه بسلاح آخر حتى ابتعدوا بعضهم عنه واستغاثوا عبر اللاسلكى بجماعتهم، وعند العودة أصيب برصاصة أسفل البطن وظل يقاوم إلى أن جاءت قوات الدعم وأكملت التعامل، ونقل إلى المستشفى متأثرا بإصابته إلى أن استشهد فى صباح اليوم التالى بطلا ومدافعا عن خدمته وزملائه وكمينه.
تم عمل جنازة عسكرية له من كنيسة العذراء ومارمينا بشارع محمد نجيب بالمرج.
التقت الوفد بوالدة البطل الجندى بيشوى شهدى، التى أكدت أن ابنها الشهيد لم يخبرها بأن خدمته فى شمال سيناء، مصورا لها أنه يخدم فى الإسماعيلية خشية عليها من القلق. 
وسردت والدة الشهيد تفاصيل آخر زيارة ترى فيها أبنها البطل مؤكدة أنه جلس بجوارها وأخبرها أنه سيقوم بنزع صورته وخطيبته من على الحائط الموجود «بالريسبشن» لأن كل من يشاهدها يحسده، فقلت له: انت خاطب منذ عام ونصف كيف تحسدك الناس، وفوجئت أنه كان قد أوصى صديقه المقرب إليه، أنه فى حالة استشهاده يضع صورته وتحتها شهادة التقدير التى حصل عليها من الفريق أول، صدقى صبحي.
واستكملت الأم حديثها، أن بشوى ظل يقول كلام غريب غير مفهوم قبل عودته إلى الخدمة، مثل «أنا هشتغل يا ماما ومش هحرمك من حاجه بس انتى عايزة تبقى أم البطل ولا أم الشهيد ؟».. فتعجبت من قوله وقلت له: يا ابنى ما هذا الكلام انت تخدم بالإسماعيليه فكيف لك أن تستشهد، وتصورت أنه نوع من المزح حيث أنه من الشخصيات التى تحب الضحك والتهريج كتير.
وأشارت والدة الشهيد أنه استكمل معها الحوار قائلاً: « يا ماما أنا هخلى الناس كلها تتكلم عليكى وتبقى فرحانة بيكى، أنا هعمل عملية كبيرة قريب وهخليكى تسلمى على الرئيس عبدالفتاح السيسى بس قوليله لما تشوفيه بيشوى بيسلم عليك وبيحبك أوى»، تعجبت الأم من كلام إبنها الغير مفهوم.
واستكملت الأم أن فلذة كبدها توجه لشراء ثلاجة فجر اليوم الذى ذهب فيه لموقعه فى الجيش من أجل التحضير لزفافه، وعندما جاء وقت العودة إلى الخدمة، كان سلامه مختلف عن كل مرة، فقام بإحتضانها ووالده وشقيقه بعمق شديد قائلا لهم جميعا «أشوف وشكم بخير».
وذكرت والدة بيشوى «بيشوى كان بيحب قصيدة دايماً بيقولها لهشام الجخ أسمها إرجع يا جندى.. هو كان حاسس هو رايح فين».
ووجهت الأم رسالة لابنها الشهيد أنها اشتاقت إليه ولكن عزائها أنه فى مكان أفضل، وأنها فخورة به وبما فعله، والبلاد أيضاً فخورة به وأن الله قد كرمه فى الأرض والسماء.
وقال والد الشهيد إنه توجه مع عند خطيبته فى آخر زيارة وعندما أحضر الثلاجة دخل الغرفة وأيقظني من النوم حتى أشاهد الثلاجة، فقلت له أتركنى أنام ونشاهدها فى الصباح ولكنه أصر على نهوضى من السرير ووجدته وأصدقائه يحتفلون بشراء الثلاجة، وفى اليوم التالى بعد عودتى من العمل جلست معه وتحدثنا سوياً، حتى جاء وقت الرحيل فسلم علينا بطريقة تبدو كأنها وداع.
وبعد مغادرته وسفره بأربعة أيام قمت بالاتصال عليه عبر الهاتف وعاتبنى على تأخرى عليه فى الاتصال، فقلت له سامحنى يا ابنى انشغلت شوية فى أعمالى، وسألته هل يحتاج أن أرسل له رصيد، فأخبرنى أن خطيبته أرسلت إليه، وطلب منى أسلم على والدته وأشقاءه، وفى اليوم التالى من المكالمة فوجئت بإستشهاده، وبعد الجنازة أخبرنى زملائه أنه طلب منهم قبل وفاته تقبيل يد والده ووالدته.
وقال أمير شقيق الشهيد: فى آخر إجازة لبشوى كان يجلس معى فى غرفتنا وطلب منى فى حالة وفاته أى وقت أن أكتب على صورته المعلقة فى الغرفة صورة الشهيد، وأخذت كلامه أنه على سبيل المزاح، وعند مغادرته شعرت بشيء غريب أثناء حضنه لى أننى لن أراه مرة أخرى، وهو كانت عيناه تودع كل فرد مننا حتى المكان ينظر إليه نظرة وداع.
وقال جوزيف شقيق الشهيد: إن الزيارة الأخيرة لبشوى كانت تصرفاته غريبة خلالها، فأنا كنت مجند أيضاً فى نفس توقيت تجنيد بشوى وقبل مغادرتى البيت شاهدت بشوى يدون بعض الاشياء فى كشكول خاص به فسألته ماذا تكتب؟ فأجابنى أنه يشعر بالزهق ويدون بعض الاشياء، لم أتحدث معه كثيراً خلال هذه الزيارة لأنه كان قليل الكلام على غير عادته.
واستكمل جوزيف حديثه قائلاً: الذى لا أنساه مدى الحياة المكالمة التى تحدثت معه فيها عندما طلب من والدى أثناء التحدث معه أن يكلمنى، فقلت «أزيك يا جيوى، وسألته عن أخباره، وفوجئت به يقول لى «خد بالك من أمك أووى، وإن احتاجت أى شىء إفعله سريعاً، ولو عاوزة تعمل جراحة بقدميها، قم بإجرائها على الفور قبل أن يتطور الأمر، وخلى بالك من أبيك وقف بجواره دائماً، وخد بالك من أمير شقيقك ونفذ له أى طلب». فقلت له حاضر سأفعل كل ما طلبت منى واستغربت جداً من هذه المكالمة.
وأضاف جوزيف أتذكر أيضاً زيارته لى بمركز التدريب بعد انتهاء الزيارة وحاول الدخول فقلت له لن تستطيع بعد موعد الزيارة، فوقف على الباب وقام باحتضانى وأوصانى أن أكون على قدر المسئولية بالجيش، قائلاً لى : «خليك راجل الجيش يخرج رجال، ولا تزعل من شىء أبداً».

والدة الشهيد بيشوى 
الشهيد بيشوى