رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

القارئ لتاريخ مصر القديم والحديث يدرك تماما صدق مقولة «مصر المحروسة»، هذه التسمية التى تعنى مدى تجلى عناية الله تعالى بالحفظ والرعاية والحماية لمصر وأهلها من كل سوء ومكر وكيد وعدوان. إن مصر تكالبت عليها الحوادث الجسام والمؤامرات والاعتداءات المعقدة الجسيمة من الخارج والداخل، لكن مصر لم تهزم أبدا، بل قاومت وانتصرت فى كل ما واجهته من ظروف ومصاعب . فمصر دائما محفوظة بحفظ الله الجميل رغم طمع الطامعين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين، وصدق الله عز وجل الذى قال فى محكم آياته على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال عن أهل مصر: إنهم فى رباط إلى يوم القيامة.
مصر تسمية عربية أطلقت على ساكنى مصر دلالة على وجود الخير فيها، ومصطلحا أم الدنيا ومصر المحروسة أطلقا على مصر، فالأول تم استحداثه من مصطلح أم البلاد حيث كان معروفا قديما أن مصر كانت ملاذا لكل من يريد الأمن ولم يجده فى وطنه، والثانى أطلق بعد أن تم تدشين قلعة صلاح الدين، حيث لم يستطع أحد اختراق مصر من هذه المنطقة أبدا وكان الغزاة يدخلون من أماكن بعيدة عنها.
إن ما تشهده مصر من استقرار سياسى الآن بالمقارنة بما شهدته من فوضى فى أعقاب عام 2011، دليل على أن الجيش المصرى والقيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قامت بدورها لإنقاذ البلاد فى 30 يونيو، وأن الفوضى التى حدثت فى أعقاب يناير 2011 ومحاولات الجماعة الإرهابية لضرب الاستقرار الداخلى لن تتكرر، لأن مصر اليوم دولة قوية ومستقرة ورئيسها وطنى وقادر على ضبط الأمور دوما.
أكبر دليل على استقرار مصر، توقيع صفقة مشروع رأس الحكمة الجديدة بشراكة مصرية إماراتية، فهى ليست فقط صفقة اقتصادية واستثمارية ناجحة، إنما أيضا دليل على ثقة الدول الخارجية فى قوة الدولة المصرية واستقرار أوضاعها السياسية والأمنية، وقدرتها على تجاوز الأزمات، الأمر الذى أصبح جاذبا للاستثمار الأجنبي، وهى بداية لجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية فى السوق المصرية الأمر الذى سيترتب عليه حل جذرى لتوفير العملة الأجنبية، والقضاء على السوق السوداء، كما تعد هذه الصفقة خطوة نحو طريق جنى ثمار الإصلاحات التى قامت بها الحكومة ومشروعات البنية التحتية التى نفذتها خلال السنوات القليلة الماضية، كما ساعد الاستقرار المتحقق فى مصر خلال السنوات الماضية على جعل مصر شريكا أساسيا مع دول الاتحاد الأوروبى فى القارة الإفريقية، على أصعدة متعددة منها اتفاقية الشراكة لمنطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبى ومصر وإلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية وتسهيل تجارة المنتجات الزراعية والسمكية.
ومثلما كانت مصر فى الماضى، فهى لا تزال، عاملا مهما ومؤثرا فى استقرار الوطن العربى عموما ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، فهى الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان، ولديها أقوى جيش عربى، وتحتل موقعا جيوستراتيجيا بارزا، كما أن استقرار نظام حكمها يكتسب أهمية لدى الدوائر السياسية الغربية فى منطقة تموج بالفوضى والتوترات.
والمطلع على المشهد السياسى فى مصر بعد 10 سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى يتأكد له أن هذه الفترة أعادت الاستقرار إلى مصر وتم إنقاذها من السقوط فى براثن حكم ذى أيديولوجية مستبدة كانت ستؤدى بالبلاد والعباد إلى سيناريوهات اقتتال داخلى قد تكون شبيهة بما حدث فى بعض الدول، كما أعاد الجيش المصرى الهيبة فى المنطقة العربية، فى سياق اقليمى مضطرب رغم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة ويسجل للرئيس السيسى فى هذه الفترة التحديث والتغيير الذى دشنه باهتمام بالغ بالبنية التحتية المتهالكة، وإنشاء أخرى متطورة سعيا وراء جذب الاستثمارات الأجنبية. كما استطاع الرئيس السيسى من خلال دعوته إلى حوار وطنى موسع لتحديد أولويات العمل فى المرحلة الحالية تجميع كل أبناء الوطن حول مائدة مستديرة للتنافش حول القضايا المجتمعية فى جو ديمقراطى غير مسبوق.