عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى حوار تليفزيونى قديم بين الفنان الكبير صلاح جاهين والممثل محيى إسماعيل، دار الحوار بينهما، وكان متوترًا وحادًا حول الفرق بين النجم والممثل.. وسببه أن جاهين بتلقائيته الفنية قال لإسماعيل إنه زعلان منه لرفضه لدور كان قد أرسله له، واعتقد فى فيلم « أميرة حبى أنا» أو «المتوحشة» الذى كتبهما جاهين بعد النجاح الجماهيرى الساحق لتأليفه فيلم «خلى بالك من زوزو» للعبقرية سعاد حسني!
وكان مبرر محيى إسماعيل لرفضه للدور أنه يريد الخروج من نمطية الأدوار التى سبق وقدمها فى أفلام قبل ذلك.. ورأى أنه يستحق أن يقوم ببطولة الأفلام بدلًا من سجنه فى أدوار ثانوية.. وكان من رأى جاهين أنه لا يمتلك مواصفات النجم وأن هناك نجم «جان بريميير» وهناك ممثل «كراكتير».. واعترض إسماعيل على ذلك وضرب مثلًا بالممثل الأمريكى «داستين هوفمان» الذى يبتعد كثيرًا عن مقاييس النجوم المتعارف عليها من حيث الشكل وبنية الجسم، وأن هوفمان قصير القامة ولا يتمتع بشكل حلو ولا بجسم جميل وملابسه مبهدلة ورغم ذلك قام ببطولة أفلام عظيمة ومن نجوم السينما الأمريكية!
ودار النقاش بين جاهين وإسماعيل إلى لا شيء لأن إسماعيل مقتنع أن موهبته كبيرة وهى بالفعل كذلك، ويرى أن شكله مثله مثل النجوم.. وحاول جاهين إفهامه دون جدوى أنه ليس نجمًا للشباك.. ومقاييس النجومية فى مصر تختلف عن مقاييس نجومية الخارج!
أتذكر هذا اللقاء كلما تذكرت الفنانين «فتحى عبدالوهاب» و«طارق لطفي».. فكلاهما صاحب مواهب كبيرة ويستطيعا القيام بأصعب الأدوار باحترافية كبيرة ومع ذلك لا يستطيع واحد منهما بطولة فيلم واحد.. حتى فى المسلسلات، وربما اتحدث فى هذا الجانب عن «فتحى» لأن «لطفي» له كلام آخر.. ولأن «فتحى عبدالوهاب» علامة استفهام كبيرة.. فهو يمتلك موهبة ناعمة فى الأداء وتمثيله يتميز بالسلاسة والنفاذ بسرعة إلى المتفرج دون مجهود وهنا أتذكر أدواره الأخيرة فى مسلسلات «جزيرة الغمام»، «القاهرة كابول».. كما أنه شارك فى عدد كبير من الأفلام، أكثر من لطفى بكثير، من أول دوره فى فيلم طيور الظلام (1995) حتى فيلم أهل الكهف (2024 لم يعرض) وقام ببطولة مسلسلات مثل عائلة مجنونة جدا (2007) ومسلسل، سنوات الحب والملح (2010).. ورغم ذلك ظل صاحب الأدوار الثانية!
أما «طارق لطفى» فقد قام ببطولة مطلقة لأكثر من مسلسل ناجح وقدراته تمكنه من الاستمرار فى هذا الاتجاه ولكنه فجأة يتخلى عن بطولته وعاد يشارك نجومًا آخرين مسلسلاتهم.. وكأنه غير واثق من نفسه فى الاستمرار كبطل.. فى الوقت الذى تمكن ممثلون آخرون أقل منه موهبة، من الأمساك بفرصة القيام ببطولة أول مسلسل ولم يتخلوا عنها، وتمكنوا من «تنجيم» أنفسهم، وإعادة صناعة نجوميتهم.. بينما هو يتخلص من دور البطولة كما لو أنه عبء عليه!
يظل الفرق بين النجم والممثل مسألة غامضة فى محل نقاش دائم، ولا يستطيع أحد يقول لكل ممثل ماهى الوصفة السحرية ليكون نجمًا.. وإلا كان عرفها ممثلون عباقرة مثل زكى رستم، محمود المليجى، محمود مرسى.. ومع ذلك لا عذر للممثلين «فتحي» و«طارق» فى فشلهما فى الوصول لمرحلة النجومية.. حتى ولو كان السبب أنهما من الجيل القديم لا يجيدان التعامل مع السوشيال ميديا مثل الكثير من الممثلين الجدد الذين صاروا نجومًا فى الأفلام والمسلسلات لظهورهم على الفيسبوك وانستجرام والتيك توك أكثر من ظهورهم فى السينما والتليفزيون!
[email protected]