عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصبح شبكة انفصال لا اتصال

«الموقع الأزرق».. عيوب قاتلة ومزايا قليلة

بوابة الوفد الإلكترونية

عشرون عاما مرت على دخول المصريين فى ذلك الكوكب الأزرق المعروف باسم فيسبوك، مدة زمنية طويلة لم تكن لتتحقق إلا بالكثير من الدراسات المستفيضة لطبيعة هذا الشعب ومفاتيح الوصول إلى مشاعره وفهم طبيعة انفعالاته وارتباطه بذكرياته وتوثيقه لأحداث الحياة اليومية بالشكل الذى يراه مرضيا لاهتماماته.

ومع مرور الزمن أصبح «فيس بوك» منصة لنشر الشائعات، حيث إن الخطة الشيطانية التى تنفذها جماعة الإخوان اعتمدت على شراء بعض الصفحات الفنية والمنوعات التى تتمتع بعدد كبير من المتابعين، وبدأت تستغلها لترويج الشائعات ونشر الفيديوهات المفبركة، والترويج لأفكارها الإرهابية وتجنيد الشباب.

تقول ريهام عبدالرحمن الكاتبة والباحثة فى الإرشاد النفسى، أن لكل جيل شيئا مميزا وهذا الجيل فرضت التكنولوجيا وجودها عليه، حتى أصبح الطفل الصغير يستخدم الإنترنت والكمبيوتر بمهارة أكثر من كبار السن، لذا أثر «فيس بوك» كثيراً على العلاقات الاجتماعية بين الناس، وامتدت تأثيراته إلى مجالات عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية.

وأضافت «عبدالرحمن» أنه من ضمن عيوب مواقع التواصل الاجتماعى انتشار الخيانة الزوجية وأصبحت نتيجة الجفاء العاطفى والملل بين الزوجين، وبالتالى أصبح يمثل تهديدا لأمن الأسرة وانتشار التفكك الأسرى، كما انه ساهم فى انتشار الزواج العرفى بين الشباب، خاصة أولئك الذين ليس لديهم وعى كافٍ بمعنى بناء أسرة، ومنهم من يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعى للبحث عن شخصيات وهمية، وإضاعة الوقت عليه مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بأعراض الاكتئاب، والقلق العام وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وتدنى التحصيل الدراسى.

وأوضحت أن الموقع ساهم أيضا فى تسهيل ارتكاب الجرائم؛ نظرا لانتشار فيديوهات الجريمة عليه، فبات البعض يمثلها على ارض الواقع، كما انتشرت فيديوهات الروتين اليومى لبعض البلوجر والمشاهير، والتى تخرج علينا بمشاهد غير أخلاقية تهدد كيان المجتمع وتؤدى إلى انتشار الفجور والرذيلة.

وأكدت أن عيوب «فيس بوك» أكثر من مميزاته، كما أنه يعرض الكثيرين للخطر والذى يبدأ من الابتزاز الإلكترونى للأطفال والفتيات وبالتالى تعرضهم لصدمات اجتماعية ونفسية، بالإضافة لانتشار ظاهرة التنمر، ما يؤثر عليهم بالسلب، خاصة أن العديد منهم لا تكون لديه وسيلة للدفاع عن النفس، بالإضافة إلى خطورة الانسياق وراء الشائعات المغرضة دون تفكير، تضليل العدالة ونشر الفسق والفساد والفجور فى المجتمع، وأيضا انتشار المقارنة وعدم الرضا والغيرة من الآخرين بما يشاهدونه من صور، ما أدى إلى التقليد الأعمى وشعور الإنسان بانخفاض الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات والرغبة فى تقليد الآخر حتى لو على حساب العادات والتقاليد.

تطلق نورهان النجار، استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى، على «فيس بوك» اسم «الملعون الأزرق»، لأن أضراره أكثر من منافعه، وهذا ما ظهر بعد حرب غزة/ حيث تعرى الوجه الحقيقى لأن القائمين على انشائه مواطنون مختلفون عن ثقافتنا وعاداتنا، بل بالعكس ظهر العدو الحقيقى وتحيزهم غير المنطقى للجبهة الأخرى، وبات يضر بالمحتوى الفكرى لأى شخص ذكر اسم فلسطين أو غزة او دعمهم بكلمات، وأضافت أن أهم سبل المعايدة فى عام «فيس بوك» الجديد هو المقاطعة والبحث عن بدائل، لأننا بهذا الشكل سنظل فى قبضة العدو.

وأكدت «النجار» أن «فيس بوك» من أكبر أسباب خراب البيوت وانتشار الطلاق، وذلك لأننا بتنا مطلعين على أسرار البيوت، وساهم فى انتشار الأمراض النفسية نتيجة للمقارنات غير المتكافئة، كما ساهم فى انتشار الطاقة السلبية من خلال الأخبار السيئة فهو بيئة خصبة للاحباط، بالإضافة إلى انتشار التنمر والتحرش الاليكترونى، فضلا عن أنه من المفترض أنه وسيلة تواصل ولكنه فى الحقيقة وسيلة اتصال وبالتالى قلل الزيارات المنزلية بين الأسر، وزاد من أعداد الأشخاص الانطوائيين، وليس هذا فقط بل إنه منبع للشائعات وتسريب المعلومات الخاطئة وانتشار الفتنة، كما أنه يؤثر على الصحة العامة من خلال مرض الإدمان الإلكترونى والذى أصبح مرض العصر، فضلا عن تأثيره على النظر والتركيز وظهر الشخص وعموده الفقرى، وتأثيره على تركيز الأطفال وإنتاجية الكبار فى العمل بسبب انشغالهم به.

وأوضحت «النجار» أن «فيس بوك» يسبب البعد عن الله لأنه يروج لثقافات أخرى، كما أنه يتحكم فى الرأى العام بل ينجرف البعض وراء آرائه واتجاهاته، كما أن كثرة البيانات الشخصية عليه تضر بالفرد، من خلال اللينكات التى تخترق الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، وقد يتعرض الأشخاص لسرقة أموالهم، وفى النهاية ترى «النجار» أن «فيس بوك» لعنة على البشرية، متمنية من الجميع نشر الوعى المعلوماتى وعدم الانسياق وراء نواياه الخبيثة والبحث عن بديل له.