رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل الشواهد تؤكد أن قرار وقف الحرب الإسرائيلية البشعة، لم يعد بيد إسرائيل وإنما بأمر الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن التصريحات الأمريكية الظاهرية تعلن اتفاقها مع مصر فى ضرورة منع التهجير القسرى للفلسطينيين وأهمية إنفاذ دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن هذا بمثابة حبر على ورق.

فما تقوم به أمريكا على الأرض يتناقض تماماً مع ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة. فالواقع يؤكد أن هناك إصراراً شديداً على إبادة الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. أما كل التصريحات الأمريكية فهى بمثابة دخان فى الهواء لا يحقق أملاً فى أى شىء. وهذا الأمر معروف لكل مواطن فى أى بقعة بالأرض.

الحقيقة أن الجهود المصرية الشاقة التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب، لا أحد يعترض عليها سواء من الساسة الأمريكيين أو خلافهم داخل المجتمع الدولى، لكن الواقع على الأرض يختلف تماماً، فالولايات المتحدة الأمريكية مازالت تمد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً لإبادة الفلسطينيين، وإسرائيل مستمرة فى جرائم الإبادة من مجازر ومذابح من أجل تصفية القضية الفلسطينية. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن، هل فعلاً الولايات المتحدة تريد وقف الحرب؟! وبالتالى الإجابة معروفة. فأمريكا لا تريد استقراراً فى المنطقة. وزرعت الفتنة وغزت العرقيات داخل الدول العربية التى سقطت فى براثن الاضطراب والفوضى، كما هو واقع الآن فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. وهذه البلدان تواجه الآن إن لم تكن قد وقعت، التشرذم وإسالة الدماء بين أبناء الوطن الواحد.. وأمريكا تهدف إلى ذلك وخططت له كل هذه المؤامرات بزعم أوهام من أجل إحكام سيطرتها، فى واقع مر أليم يعتمد على تصعيد النعرة الطائفية والعرقية لتحقيق الهدف الصهيونى فى تقسيم الأمة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة وطوائف وملل ومذاهب عرقية أشبه ما تكون بالماضى عندما كانت هناك دويلات الطوائف وبالتالى لا تهش ولا تنش ولا تكون فيمن حضرت أو غابت.

الدليل على ما أقول هو ما تفعله حكومة الاحتلال الصهيونى حالياً فى غزة والضفة الغربية، ونجد المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا لا يقفون حتى متفرجين على ما يحدث وإنما يؤيدون ويمولون هذه الحرب البشعة بهدف أصيل هو تصفية القضية الفلسطينية وضياع حلم تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. أمريكا وأعوانها من دول المجتمع الدولى يحققون المشروع الصهيونى البشع وكلهم يعدون العدة لهذا الهدف البعيد الذى بدأ بالفعل فى سقوط عدد من الدول المجاورة فى هذه الأزمات والكوارث ولا أحد يعلم متى تعود إلى حالتها الطبيعية، وما يحدث هو أشبه بعمل العصابات الإرهابية وهو سياسة التنكيل الصهيونى البشع والذى بموجبه ثم احتلال فلسطين. ومنذ إنشاء الوطن القومى لليهود على هذه الأرض المباركة من خلال تنفيذ وعد بلفور اللعين، لا يزال المجتمع الدولى يواصل جرائمه فى حق الوطن العربى دولة تلو الأخرى. وفى المقابل تعلب أمريكا دوراً إجرامياً تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمارس على الأرض كل ما يتعارض تماماً مع هذه الأمور.

ومن المؤسف أن الدول العربية، تنساق وراء الشعارات الزائفة وتنخدع فى السياسات الأمريكية، والواقع بخلاف ذلك تمامًا.. اللهم إلا مصر هى الدولة الوحيدة التى تعرف الحقائق كاملة وتسعى بكل السبل والطرق بمفردها للمواجهة والتحدى، ولذلك كان الله فى عون الدولة المصرية التى تواجه تحديات وصعابًا شديدة، ويتحمل شعبها الكثير والكثير فى سبيل ذلك من أزمات اقتصادية وخلافها، لأن هذا الشعب خصه الله بالثبات والصبر، لأن جند مصر هم خير أجناد الأرض.

السؤال إذن: إلى متى ستظل الأمة العربية تترك مصر وحدها فى كل هذه الأمور؟!