رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

للمرة الثالثة ومنذ اندلاع الحرب فى غزة، تستخدم أمريكا حق الفيتو (الاعتراض) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر نيابة عن المجموعة العربية إلى مجلس الأمن الدولى؛ لإنهاء حرب غزة وإعلان هدنة دائمة تؤدى إلى وقف فورى لإطلاق النار.

المضحك المبكى أن مندوبة العم سام فى مجلس الأمن بررت الاعتراض بأن الوقت غير مناسب على الإطلاق لوقف إطلاق النار؛ كونه يضر بمفاوضات حساسة تجرى الآن لإنهاء أزمة الرهائن على حد قولها ـ، وطالبت المندوبة وبكل بجاحة مجلس الأمن بإصدار قرار يدين جماعة حماس ويعاقبها على هجمات (7 أكتوبر 2023) التى أودت بحياة بعض الإسرائيليين، وإصابة آخرين من جنسيات مختلفة.

هذه المبررات الواهية كشفت الوجه الأمريكى القبيح، ليتأكد العالم كله أن واشنطن هى المحارب والمقاتل الأول ضد الفلسطينيين وليس إسرائيل، فأمريكا لا يهمها سقوط نحو 30 ألف شهيد فلسطينى نصفهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على ضعفهم من المصابين الأبرياء، بقدر ما يهمها وجه ومكانة تل أبيب، فلدم العربى المسلم دائما فى نظرها رخيص ولا يجب أن يقارن بدماء الإسرائيليين والأمريكان.

هذا التمييز العرقى لعنصرى الممقوت يفرض على المجتمع الدولى تحركًا مختلفًا وضروريًا لإعادة النظر فى شروط وضوابط استخدام حق الفيتو، حتى لا تبقى دولة واحدة مثل أمريكا تقود العالم إلى حروب تخوضها واشنطن بالوكالة عن عملائها وحلفائها فى الشرق الأوسط وغيره من مناطق المصالح الأمريكية حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقية منظمة الامم المتحدة.

لقد نزع مشروع القرار الجزائرى ورقة التوت عن العدو الأول للعرب والمسلمين وعن القاتل الحقيقى للشعب الفلسطينى فى غزة ومختلف بقاع الأرض المغتصبة وعن (الصهيوأمريكية) التى قررت صنع شرق أوسط جديد يساعد إسرائيل على تحقيق شعارها القديم الحديث «من النيل إلى الفرات».

يساعدها وبكل أسف بعض زعماء وقادة العرب ممن يقولون شيئًا ويفعلون عكسه تمامًا، يشجبون ويستنكرون الإبادة الجماعية لأهل غزة، وفى الوقت نفسه يوجهون عشرات الأساطيل الجوية والبحرية والبرية المحملة بالغذاء والكساء والسلاح أحياناً لبنى إسرائيل، بل يفتحون منافذ وموانئ بلادهم للمساعدات القادمة من الهند وغيرها من الدول والمتجهة إلى تل أبيب، دون أدنى اكتراث فعلى وحقيقى بما تفعله قنابل وطائرات أمريكا بأشقائهم العرب والمسلمين ودون أدنى إحساس بمرارة ما يعيشونه من جوع ومرض وسط بحيرات الدماء.

كل ما يهم أمريكا، مكانة إسرائيل، فهى جاهزة دائمًا لمنح صديقتها وولايتها

الـ(51) أى غطاء سياسى يدعمها فى المنظومة الأممية، فلا تريد للشوكة أن تنكسر ويظهر «نتنياهو» ومجلس حربه منهزمين أمام الأسلحة المتواضعة والإمكانيات المحدودة للمقاومة الفلسطينية الصامدة تى الآن.

وهذا هو السبب الحقيقى الذى لم تستطع إعلانه مندوبة أمريكا خلال اعتراضها على مشروع القرار الجزائرى لوقف إطلاق النار، وهو السبب أيضاً وراء إصرار أمريكا على إنجاز صفقة الرهائن والأسرى، وترحيل جميع قادة حماس وعلى رأسهم « يحيى السنوار» خارج فلسطين مثلما حدث مع الراحل «أبو عمار» فى ثمانينيات القرن الماضى، مستغلة عدم جدية إيران وتدخلها المباشر لحسم الصراع خوفا من عودة العقوبات الاقتصادية التى تلوح بها واشنطن دائمًا فى وجه طهران.

لقد فشلت إسرائيل وحلفائها على مدى خمسة أشهر من القتل والتشريد والتجويع فى تحقيق الهدف المعلن وهو» تصفية المقاومة والجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد وسرايا القدس وغيرها « ولكنها نجحت وبامتياز فى تنقيذ الهدف الخفى وأكبر جريمة عرفها التاريخ بحق الفلسطينيين، ومازالت تعربد وتهدد باجتياح رفح المتاخمة للحدود المصرية ضاربة عرض الحائط باتفاقية السلام وبمختلف النداءات الدولية التى تحذر من تلك الخطوة المجنونة التى سيدق بها « نتنياهو» مسمار نهايتة وأبشع حكومة قادت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الضياع والدمار، وستجبر الجميع على العودة إلى المربع صفر، لتمضى صواريخ الحرب فى إبادة أغصان الزيتون، وتستمر قنابل الموت فى قتل حمام السلام.

[email protected]