رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

معاهدة السلام بين الحيثيين والمصريين تعتبر أقدم معاهدة سلام مكتوبة فى تاريخ البشرية عام 1258 قبل الميلاد، سُميت بمعاهدة «قادش»، أبرمت بيد إمبراطورتى الفراعنة والحيثيين، وتضمنت بنوداً قانونية وعسكرية ودبلوماسية نظمت العلاقة بين الدولتين. قام بالتوقيع على الاتفاقية كل من هانوسيلى الثالث ملك الحيثيين، ورمسيس الثانى ملك مصر. كانت الحرب قد جرت بين الحيثيين والمصريين للسيطرة على أراضى شرق البحر الأبيض المتوسط، ووجد الطرفان أنه لا فائدة من الحرب بسبب ما تسببه من خسائر للجانبين، فقررا الجنوح للسلم. وتم عقد معاهدة قادش للسلام. تنص الاتفاقية على الأراضى وعدم الاعتداء وتسليم المجرمين والدعم المتبادل.
وعثر على نص الاتفاقية منقوشاً على ألواح مصنوعة من الطين عام 1906، فى وسط الأناضول، تركيا، فى موقع العاصمة القديمة «حتوسا»، وهى تسجل النص بخط مسمارى.
وتم حفظ النسخة الأصلية فى المتحف الأثرى بأسطنبول. وقام نحات يدعى سعد كاليك محاضر فى كلية أسطنبول للفنون الجميلة عن طريق وزير خارجية تركيا إحسان صبرى، وقبلها الأمين العام يوثانت، وهى موجودة فى مقر المندوبين بمبنى المؤتمرات.
حرب قادش كانت متكافئة بين الحيثين والمصريين، وتعتبر انتصاراً للمصريين، لأنها أوقفت التوغلات الحيثية فى أرض مصر. ويعتبر رمسيس الثانى الذى خاض هذه الحرب ضد مواتالى الثانى واحداً من أعظم الفراعنة فى التاريخ المصرى.
ووفقاً للمؤرخين، فإن «قادش» التى تقع بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، شهدت أقدم معركة مسجلة فى التاريخ من حيث التكتيكات والتشكيلات المستخدمة. وفى نهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، خسرت مصر أراضيها فى سوريا، واستعاد الحيثيون السيطرة فى الوقت الذى أصبح فيه رمسيس الثانى فرعوناً.
اعتقد رمسيس أنه يمكنه أخذ قادش بسرعة دون معارضة، واستولى الحوثيون على المبادرة وشنوا هجوماً بعربة كبيرة ودمروا أحد الانقسامات المصرية، وارتكب الحيثيون خطأ فادحاً فبدلاً من مواصلة الهجوم بدأوا فى نهب جثث أعدائهم القتلى المصريين، وساعد ذلك فى قيام رمسيس بتجميع الشعب وشن هجوماً حاسماً دمر خلاله كل مركبات الحيثيين باستثناء عدد قليل، واستمرت المعركة فى اليوم التالى وتعرض كلا الجانبين خسائر فادحة، وحارب رمسيس الثانى بضراوة مما اضطر الملك الحيثى للتراجع فى المساء، وعندما وجد الطرفان أن الحرب تؤدى إلى مزيد من الخسائر، عرض الملك الحيثى السلام بين الحيثيين والمصريين، وتم تتويج تلك المعاهدة بزواج رمسيس الثانى من الأميرة الحيثية ابنة الملك الحيثى خانوشيلى الثالث، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم وبالرفاء والبنين، وانعكست معاهدة الصلح على واقع الممالك السورية التى انتعشت اقتصادياً وراجت التجارة وازدهرت بعد أن كانت سوريا فى ذلك الوقت هدفاً للطامعين من القوى المحيطة، لأهمية موقعها الجغرافى والاستراتيجى، وتعتبر معركة قادش التى دارت فى أراضى سوريا من المعارك الفاصلة فى تاريخ سوريا القديم.
على مر التاريخ كان الجيش المصرى حاجزاً منيعاً أمام أى عدو، ومنذ تأسيسه عبر السنين، تكون أول جيش نظامى فى التاريخ، كان دائماً له اليد العليا فى العديد من المعارك الحربية، التى خلدت على صفحات التاريخ.