عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

إلى متى سيظل هذا المصيلحى قابعاً على أنفاسنا، وإلى متى نظل نحتفظ ببقايا عهد مبارك البائد، ولا ندرى متى تتبرأ الحكومة من أخطائه، بعد أن ترك المفسدين يرتعون ويفرخون، وهم مفسدون أكثر فسادًا من فسادهم، لماذا لا تكون هناك رسالة من رئيس الحكومة على غرار رسالة الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، رضى الله عنه، عندما بعث رسالة لأحد الولاة بالحجاز قائلاً فيها أقصر رسالة وأكثرها مضموناً فى التاريخ (كثر شاكوك وقل شاكروك إما اعتدلت وإما استقلت) وقد كثر شاكوك وقل شاكروك يا وزير الغلابة، فماذا تنتظر بعد أن وصلت بنا الحال أن نبحث عن السكر وكأنه مخدرات ويشعرك من يبيعه لك انك مجرم مارق، يا وزير الحكومة لا تتركه حتى أبريل القادم لأنكما سترحلان معاً وباقى الحكومة طبقاً للدستور، وهو استقالة الحكومة مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس السيسى، وما أقصده هو تخفيف الضغط على المواطنين بإقالته ليشفى صدور قوم جائعين.
لقد أرسلت إليه رسالة الأسبوع الماضى فى هذا المكان استحثه فيها على الإبقاء على ورقة التوت التى تستر عورة اللسطاء وعدم نزعها بأخذ أطفالهم بذنوبهم إن كان ما يفعلونه ذنوباً من أساسه، طلبت منه عدم وقف الخبز عن البطاقة التموينية لأى أسرة مهما ارتكب ولى أمرها من مخالفات قانونية، وعدم تجويع أبنائه بذنبه.
تقول الرسالة التى لم يعرها المصيلحى أى اهتمام ولم يرد عليها، أعمل سائقًا بأجر يومى ٨٠ جنيهاً، وأعول ستة أبناء فى مراحل التعليم عن طريق بطاقتى التموينية رقم ١٠٦٠٠٢٢٣١٣٧٠ واسمى م.ق. ن ورقمى القومى ٢٧٤١٠١٢٢١٠٠٤٧٨ ورقم سرى البطاقة ٥٧٦٨ وفى لحظة انقلبت حياتى رأسا على عقب، بعد ان توقفت البطاقة عن صرف الخبز والمقررات التموينية، وهنا بدأت رحلة الأسرة بأكملها لهثًا خلف البطاقة ليعيدوا إليها الحياة بعد ان خنقها السيستم عديم القلب الذى تصالح مع الفساد وترك الأطفال يتضورون جوعًا طبقًا للمثل الشعبى الذى يقول (من أخذ قوتى فقد نوى على موتى) وبدأت الاحتمالات والتكهنات من الإدارة التموينية بالبدرشين والتى أكدت لهم احتمال وجود سيارة ملك للأسرة، أو تم تحرير محضر كهرباء، أو قيام الوالد بالبناء المخالف على أرض زراعية، أو تم تحرير محضر ضده، أو يمتلك أراضى أو دخله مرتفع، وهنا اسقط فى ايديهم جميعا لأنهم يعرفون حال رب الأسرة جيدًا، وود الجميع وقتها ان تذهب البطاقة إلى الجحيم إذا كان رب الأسرة يتمتع بميزة واحدة من تلك المميزات.
ورغم ذلك حصلوا على شهادة من مركز شرطة البدرشين تؤكد تصالحه فى أحد المحاضر المحررة ضده منذ عام ٢٠١٣، وليس لديه أية معوقات أخرى، وبعد توجه المواطن المسكين إلى مديرية التموين بالجيزة حاملاً أوراق برائته ظناً منه أن الروح ستدب فى أوصال بطاقته الميتة إكلينيكياً، ولكنه وجد جمودًا آخر بين ثنايا السيستم عديم القلب، يؤكد له ان الروح لن تدب مرة أخرى فى أوصال بطاقته، وعليه البحث والتحرى مرارًا وتكرارًا فى ماضية وحاضره، لعله يصل إلى حل اللغز الذى تسبب فى ضياع ثمانين جنيهاً يومياً هى كل ما يملكه للانفاق على الخبز الحاف فقط، ‏وفى نهاية المقال وجهت رسالة هذا المظلوم إلى قلب وزير التموين لإعادة الروح إلى بطاقة أسرته وبعد أن حجب السيستم جميع الأبناء ولم يعد لهم دعمًا فى أى شىء، وما زلنا نوجه نفس النداء وما زال المواطن وأسرته ينتظرون الفرج.