عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

(قبل أن نقرأ:فى الساعات الأولى من فجر يوم الاحتفال بعيد الحب، تدمى القلوب، وتذبل الورود على وقع دقات طبول الحرب؟ لابأس، هكذا الحياة اليوم حبٌ وغدا حرب!).

لا أظن أن مصريًا واحدًا سيتردد فى تسليم نفسه لأقرب نقطة تجنيد، تلحقه بجيش بلاده، إذا دعا داعى الحرب على حدودنا. حتى لو كان بدينًا مثلى، ويعاني السمنة المفرطة، أو حتى يرعى طفلين صغيرين ليس لهما من بعده أحد!

ينفخ فى كير الحرب الأمريكيون قبل الصهاينة.. وهنا لابد من حسابات جديدة مختلفة كليًا، ففى هذه الحالة «كلنا جنود»، نفتدى للوطن. لدينا قائد واحد، وجيش واحد، وقلب واحد، ومصلحة واحدة مشتركة. هكذا أفهم لغة الحرب، وهكذا تعلمنا ايضا لغة الحب. لا أروج لحرب، فقد خبرناها فى عصور مختلفة، وهى ليست حروب جيوش فقط، ولكنها أمور أخرى، بما فيها المصالح وتقاطعاتها وترتيبات أغنياء الحروب فى العالم، الذين يقتاتون عليها من صناع السلاح. وهى ليست فقط مجرد معنويات عالية وأعداد ضخمة من الجنود وكميات هائلة من العتاد، وإنما هى فى لغة العصر الذى نعيشه لغة الذكاء الاصطناعى والتقدم الرقمى الرهيب، والإعلام الفتاك الذى يقلب الحق باطلًا والبريء متهما، وليس هناك نموذج أسوأ من ذلك الوزير الصهيونى الذى يتفوه بالأكاذيب، ويدعى أن مصر ضالعة فى عملية طوفان الأقصى،بزعم مساهمتها فى تسليح «حماس»! نحن فى عالم يكذب كما يتنفس، وكأنه عَدِمَ الشرفاء أو يكاد، ومن بقى فى خانة الشرف يواجه بأشنع التهم وتمارس عليه أقسى الضغوط، مثلما فعل بنى صهيون مع «جنوب افريقيا»، المارقة عن واقع العالم الكذوب، باقتيادها للصهاينة إلى «الجنائية الدولية»، بعد ارتكاب مجازرها الدموية فى غزة، واليوم تولى وجهها شطر رفح الفلسطينية، والتى لا يفصلها عن رفح المصرية سوى جدار من الأسلاك الشائكة. للحرب لغة مدمرة، مختلفة كليًا عن لغة الحياة العادية، ومع هذا فنحن لا نستطيع أن «نصهين» عن معركة تفرض علينا، ولم نسع إليها ولم نطلبها. نحن فى هذه الساعات الحرجة وجب أن نشد أزر بعضنا بعضنا. نشد أزر الرئيس، والجيش، والحكومة، وكل من كان فى موقع يخدم ضرورات القتال (الشر الذى قد لا يكون هناك مفر منه).

التاريخ ووقائعه ووثائقه تقطع بأن المصريين مختلفون فى زمن الحرب، عنهم فى أوقات الحب، وعنهم فى أيام السلم. يبنون السد العالي ولو بـ«المقاطف»، ويقاتلون قتال الشوارع ولو بـ«غطيان الحلل». لا يرتكبون الفواحش والآثام، وإنما يفتحون صدورهم عارية لتلقى طعنات الموت، بارودًا وقنابل بنفوس راضية تشتهى الموت فداء للوطن. المصريون -وهذا قد يعتبره البعض حماسًا زائدًا ولكنه حقيقة الأمور- في أزمنة الحروب، لا يسمعون عن لص ولا عن انتهاك عرض أو سلب ونهب، أو حتى عن مؤامرات صغيرة، فاليوم حرب وغدًا أمر.

فى عيد الحب، يلعب «النتن» وهذا لقبه المعتمد عندنا- و«بايدن» الذى يقلب المصريون حرف الدال فيه إلى ضاد، وحتى نساؤنا وهوانمنا لا يخجلن من نطقه، كونه وصفا لائقا برجل خرف، يقرن اسم رئيسنا المصرى بالمكسيكى، كلاهما يلعبان بنار نقول فى امثالنا أنها «مابتحرقش مؤمنين»، لكنها باليقين ستحرق آل صهيون!