رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

فى غمرة  المأساة الإنسانية فى غزة وفى ظل وضع غير مواتٍ لإسرائيل جراء طول أمد الحرب وتعقيدها، تتواصل الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار «مؤقت أو دائم» للحرب المتواصلة منذ أربعة شهور. ويعزز الأمل بالتوصل إلى تلك الخطوة رد حماس الأخير بشأن ما يسمى بالاتفاق الإطارى، بمعنى آخر فإن كل الظروف أو أوضاع كافة الأطراف أصبحت تفرض التوصل إلى تلك الخطوة، فى ضوء التأثيرات الداخلية والإقليمية بل والدولية لما يجرى على كافة أطراف الأزمة.

ورغم اختلاف مواقف الأطراف ما بين هدنة مؤقتة تريدها إسرائيل للخروج من ضغط الداخل على خلفية الأسرى لدى حماس، تستأنف بعدها عملياتها للقضاء على المقاومة، وما بين وقف دائم لإطلاق النار تراه حماس مطلوبًا لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطينى، فإن مسار الأمور يشير إلى أن اتفاقًا بدأ يلوح فى الأفق ولعله على خلفية ذلك التطور تأتى زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة ومباحثاته مع زعماء المنطقة لوضع لمسات الاتفاق فى شكلها الأخير، رغم المعارضة الأمريكية المبدئية لوقف النار، ما يمكن معه اعتبار ذلك الموقف يأتى بحكم الضرورة، وهو تعثر إسرائيل فى القضاء على حماس.

أيا كان، فإن لدى إسرائيل وحماس من الأوراق التفاوضية ما يمكنه جر الطرف الأول للاقتراب من مطالبه، ويبقى أن تحديد المسار النهائى للعملية التفاوضية إنما يرتبط بقوة الدعم الذى يناله كل طرف من مناصريه.. وإذا كانت الولايات المتحدة، وهى طرف رئيسى فى تلك العملية لا تخفى دعمها لتل أبيب، فإن الدول العربية الرئيسية المنخرطة فى العملية بشكل أو بآخر وهى مصر وقطر والسعودية والأردن، يجب أن تقدم دعما موازيا للقضية الفلسطينية ككل ومستقبلها وليس لحماس، باعتبار أن هناك تحفظات لدى بعض تلك الدول على الحركة ذاتها.

من المتصور أن المسألة لا يجب أن تقتصر على حل قصير النظر ينهى السبب المباشر للحرب الجارية وهو ما حدث فى 7 أكتوبر، وإنما حل يركز على جوهر الأزمة وهو الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وعرقلة قيام دولة مستقلة، ربما تكون عملية طوفان الأقصى أظهرت أن عدم تحققه سيظل سببا رئيسيا لغياب الاستقرار فى المنطقة. ولعله ما يؤكد ذلك الطرح ويظهر ضرورة وأهمية السعى إليه وبلورته إشارة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضى إلى سعى بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وكذا تأكيد وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون أن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب فى غزة دون انتظار ما ستسفر عنه المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

قد يرى البعض، ولديه كثير من الحق، أن ذلك ربما يكون مناورة، غير أن الأمر لا يخلو من اعتراف بأمر واقع فرضته الأحداث، وهو تطور لن يسير فى مجراه الطبيعى سوى بتبنٍ عربى له وسعى لتطويره ليعبر عن الطموح المتصور بشأن شكل تلك الدولة.

وفى هذا الصدد، بعيدا عن الاختلاف أو الاتفاق بشأن التطبيع مع الدولة العبرية، ربما يكون جيدا أن تعلن السعودية عن أنه لا علاقات مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطين، وإن كنا نحلم بأن يكون الأمر أنه لا مجال لمثل تلك العلاقات قبل قيام تلك الدولة بالفعل، حتى لا ندخل متاهة على غرار ما حدث مع مبادرة الأمير عبدالله تنتهى إلى تقديم تنازل دون الحصول على مقابل، بهذا الفهم ربما يجب التعامل مع تطورات ما بعد 7 أكتوبر على الأقل حتى لا يضيع كفاح ونضال الشعب الفلسطينى فى الهواء!

[email protected]