رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

حالة من الذعر والقلق شهدها المصريون مع بداية هذا العام بسبب اختفاء بعض السلع الأساسية وارتفاعها أن وجدت بشكل جنونى.. تلك الحالة أدت إلى ازدحام الأسواق بالناس بشكل غريب مع توقف الشراء، ورغم أن شهر رمضان أمامه ما يقرب من خمسين يومًا إلا أن قلق المواطنين لم يتوقف بسبب احتكار التجار الكبار للسلع فى انتظار أسعار جديدة ومضاعفة. وبالفعل كان التحرك الحكومى مناسبًا وضبطت الأجهزة التنفيذية بعض التجار الكبار وهم يخفون فى مخازنهم أطنان السلع وأبرزها السكر الذى اختفى بشكل مرعب من الأسواق والزيت أيضاً والأرز.

ربما المشهد فى مصر يحتاج المزيد من التفسير لماذا ترتبط تلك السلع المحلية والشائعات وما علاقتها رغم إنتاجها داخل مصر بالدولار صعودًا أو نزولًا؟ هى أشياء غريبة.

والدولة تحتاج إلى قوانين أكثر قوة وعقوبة تجاه كل من يحتكر سلعة أو يزيد من الأسعار دون مبرر سوى الجشع والطمع.

ربما تجسد السوق المصرى فى مدينتى التى أعيش فيها قليوب.. تجارة عم «شكل» رحمة الله عليه الذى قام بتربية أبنائه على الصلاح فى التجارة ليجعلها هى أيضاً تجارة مع الله بحسن البيع وعدم الاستغلال أو الاحتكار وقام الأبناء بإخراج كل ما عندهم من بضائع للبيع دون زيادة فى الأسعار.. بينما قام تاجر آخر فى نفس الحى باستغلال حالة الذعر من اختفاء البضائع وأوهم زبائنه كذبًا أنه ينتظر صفقة سكر ولكن لن يبيعه إلا إذا قام الزبائن بشراء البضائع الأخرى المكدسة فى محل البقالة وبالفعل استطاع بيع كل بضائع المحل ولكنه لم يوف بوعده بإخراج السكر المختفى ولم يتلق سوى الدعاء بالخراب والغضب..

وشتان بين التجار من يخدع ويحتكر ومن لا ينتظر أسعارًا جديدة ليضيق على الناس.

الواقع فى بلدنا يؤكد أن منعدمى الضمير من التجار الجشعين لا يحتاجون إلا الضرب بقوة مع وجود دوريات مستمرة للمرور على الأسواق لوقفهم، فليس من المنطق أن يقوم هؤلاء الجشعون مع كل مناسبة برفع الأسعار، دون رقــابــة مــشــددة عـلـى الأسواق أعتقد أن مسألة ترك الأسواق بلا ضابط بحجة العرض والطلب سوف تزيد من رعب المواطن الذى أصبح فريسة للتاجر الجشع.

وفى الإسلام الاحتكار حرام، وروى مسلم فى صحيحه عن عمر بن عبدالله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال {لا يحتكر إلا خاطئ}، فإن المحتكر هو الذى يعمد إلى شراء ما يحتاج إليه الناس من الطعام فيحبسه عنهم ويريد إغلاءه عليهم وهو ظالم للخلق المشترين، ولهذا كان لولى الأمر أن يكره الناس على بيع ما عندهم بقيمة المثل عند ضرورة الناس إليه.