رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

لقد بات نزول الراتب عبئًا علينا.. لمَ لا، وفى انتظاره زبانية الأسعار، نعم (القبض) يتم القبض عليه متلبسًا داخل ماكينات الايه تى إم.. ذلك حينما يتكالب عليه التجار بأسعارهم الخرافية اللا إنسانية، هذا للأكل.. وذاك للشرب.. هذا للعلاج، وذاك للدراسة.. هذا للإيجار، وذاك للخدمات.. هذا فى الصباح وذاك فى المساء.. هذا وذاك.. هذا وذاك حتى أصبح الموظفون يتساءلون: أوَ من قلة هذا الراتب يا علماء الاقتصاد؟ لا والله.. ولكن جنيهاته غثاء كغثاء السيل، بسبب التضخم الذى أعدم قيمة الجنيه، فأصبح (العدد فى الليمون) كما يقول المثل: الخبز ١٠ أرغفة بعشرين جنيه، والبصل بخمسة وتلاتين جنيه، والأرز فى (العرض قبل ما يخلص) بأربعة وتلاتين جنيه.. لقد تم نعى الجنيه المصرى فى البنوك، ناهيك عن السوق السوداء الذى أعدم الجنيه، بل قام بحرقه وسحقه فى الهواء،

وقد أعلن التجار اليوم على الملأ للموظفين: فاذنوا بحرب منا حتى تفيق حكومتكم.

لهذا فلتفق حكومتنا وتعلم أن هناك أناسًا لو أصيبوا بـ(لفحة) برد لتوقفت عجلة الحياة لديهم، وبات أبناؤهم فى خطر محدق.. فسواعد هؤلاء هى العائل الوحيد لأبنائهم، هؤلاء كما يقولون (الأرزقية) قوت اليوم باليوم، وحتى لو تقاضوا حماية اجتماعية (تكافل وكرامة)، فكم فى رأى حكومتنا يكفى هذا «الأرزقى» فى ظل سُعار الأسعار هذه الأيام؟ الإجابة ببساطة فى السوق الحر، ففساده لو تعلمون عظيم.. فما بالكم إذا أصيب هذا «الأرزقى» بمرض عضال يستوجب عملية، ماذا يفعل إلى أن يرزق بابن الحلال الذى يُعَجِّل له قرار نفقة الدولة.. فمن يصرف ويعول أبناءه حتى يشتد ساعده وينضم لتروس الحياة التى لا ترحم من لا يملك؟

ختامًا انتظار المرتب أو القبض أفضل من نزوله في ماكينات «الايه تي إم»، فبِهِ نمنى أنفسنا.. ونتمنى الأمانى ونحلم بشراء جميع المستهلكات حتى جهاز المستهلك نفسه «رحمه الله».. ونشعر بأنه «لسه الأمانى ممكنة» حتى يوقظنا أحد أبنائنا «بابا بابا اصحى اتأخرت ميعاد الشغل».. اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.