رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشكلتنا مع كرة القدم، أندية ومنتخبات ولاعبين وجمهورا وإعلاما رياضيا، أننا نتعامل مع اللعبة كنافذة للتسلية، والغريب أننا جميعا ننتظر من وراء سذاجة فكرة التسلية أن نحقق انتصارات تاريخية ونسطر أمجادا نتفوق بها على الآخرين. المنظومة برمتها مثيرة للشفقة حين نشارك فى بطولات، ونتصور أن أعيننا على اللقب الأول رغم أننا «شبعنا نوم» قبل البطولة ولم نستيقظ إلا ليلة الافتتاح.
مشكلتنا أننا ما زلنا نصدق أمنياتنا الساذجة بأن مستقبل كرة القدم معلق بأقدام أجيال من اللاعبين، رغم أن الحقيقة التى من السهل أن نعرفها أن لعبة كرة القدم فى الدول التى تنافس باستمرار على البطولات القارية والعالمية تولد وتكبر داخل مصانع الأفكار، وبمنتهى الحزم والجدية ترسم خرائط على أعلى مستوى لتحديد موقع هذه الدولة أو تلك بين المتنافسين فى اللعبة.
خروجنا المبكر من البطولة الإفريقية الحالية، لا يعنى إلا حقيقة واحدة تؤكد أن من يستمر فى المشوار هو الأحق، ومن تعود على الخروج إلى الظل هو من يكرر نفس تجارب الفشل السابقة، وينتظر فى كل مرة نتائج مختلفة.
حكاية كرة القدم فى مصر ليست حكاية مدربين، ولا حتى لاعبين.. الحكاية ببساطة أن المسابقات المحلية (الدورى الممتاز والكأس ودورى الدرجة الأولى)  كلها مسابقات تعيسة، يتحكم بنغمتها وإيقاعها خليط من سماسرة الإدارة والإعلام والبيزنس.. مسابقاتنا المحلية أبعد ما تكون عن التخطيط السليم، والجدية التى تؤخذ بها الأمور، وأبعد ما تكون عن نزاهة المقاصد. الأموال الكثيرة التى تدار داخل لعبة كرة القدم فى مصر لا تصنع بطولة ولا أبطالا، لأنها ببساطة لا تنفق على مستقبل اللعبة، ولكنها تنفق داخل بورصة خاصة جدا مغلقة على عدد محدود من المضاربين بالأوطان ومشاعر الناس.
قبل أن نفكر بجلب مدربين أجانب أو الاعتماد على وطنيين، نحتاج  لتطهير «البيت الكروي» من كل السماسرة والمضاربين، وورثة الفشل الذين يتصدرون كل الساحات والشاشات ببجاحة يحسدون عليها.. البداية الصحيحة أن نتعامل مع لعبة كرة القدم على أنها صناعة تحتاج لاستثمار نزيه، يقوم عليه خبراء حقيقيون وليس قطاع طرق.. وعلى فكرة لو تم الإصلاح الرياضى الحقيقي، سنفاجأ أن أسهل مهمة هى أن يكون لدينا أجيال من اللاعبين الموهوبين بجد.. أنا شخصيا أعتقد أن اللاعبين الحاليين رغم انتفاعهم من «بورصجية» اللعبة، ولكنهم ضحايا حالة انهيار رياضى.
الخروج المهين من البطولات القارية والعالمية يجب أن تكون كل أطرافه موضع محاسبة، وإلا نعدكم بانتظار خروج كبير من بطولات صغيرة قريبا.