رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حالة الطوارئ الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى: ملايين الأرواح معرضة للخطر

حالة الطوارئ الإنسانية
حالة الطوارئ الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى

تواجه جمهورية إفريقيا الوسطي، وضعا إنسانيا حرجا يهدد بقاء وكرامة ملايين الأشخاص. 

وشدد محمد أغ أيويا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، على إلحاح الوضع في مؤتمر صحفي في جنيف. 

وقد أدت النزاعات المسلحة الداخلية وتداعيات الجوار مع السودان إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية، مما يتطلب تدخلا فوريا.

حالة الطوارئ الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى: النزوح الجماعي والفيضانات والبنية التحتية المتخلفة

 

أدت الاشتباكات المستمرة بين مختلف الجماعات المسلحة، في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى نزوح واحد من كل خمسة أشخاص يلتمسون اللجوء داخل البلاد أو في البلدان المجاورة. 

كما أثرت فيضانات العام الماضي المدمرة،  على أكثر من 100,000 شخص، وألحقت أضرارا بآلاف المنازل. 

وبالإضافة إلى ذلك، أدت عقود من نقص الاستثمار في الهياكل الأساسية الاجتماعية والاقتصادية إلى عدم توفر الخدمات الأساسية للسكان، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وقدرتهم على الصمود.

 

الحاجة الملحة للمياه النظيفة والتعليم والحماية:

 

إن الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى تبعث على القلق. ولا يحصل ثلاثة من كل خمسة مواطنين على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، في حين أن 55٪ فقط من الأطفال يكملون التعليم الابتدائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء والفتيات معرضات للخطر بشكل خاص، حيث يؤثر العنف القائم على نوع الجنس على ضحيتين كل ساعة.

 في الربع الأول من هذا العام ، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 5000 حالة. وتظهر هذه الإحصاءات حجم التحدي الذي تواجهه المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني.

 

تأثير الحرب والوباء:

 

تفاقمت الأزمة الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب النزاع في السودان المجاور، والذي أدى إلى تدفق طالبي اللجوء والعائدين من جمهورية أفريقيا الوسطى. كما أثر جائحة COVID-19 وتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على موارد البلاد المحدودة بالفعل. 

وقد فرض ذلك ضغوطا إضافية على السكان الضعفاء في المنطقة، مما جعل إيصال المساعدة الإنسانية أكثر تعقيدا وإلحاحا.

 

التحديات اللوجستية والاستجابة الإنسانية:

 

إن إيصال المعونة الإنسانية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى سباق مع الزمن، ويزداد صعوبة بسبب عدم الاستقرار الأمني والظروف الجغرافية.

 وخلال موسم الأمطار، يتعذر الوصول إلى مناطق واسعة من البلاد عن طريق البر، مما يتطلب عمليات جوية لتوزيع المساعدات. 

بالإضافة إلى ذلك، يواجه عمال الإغاثة مخاطر يومية، حيث يتم الإبلاغ عن حادث عنف واحد كل يومين في المتوسط منذ عام 2022.

 

التعبئة لدعم المجتمعات الضعيفة:

 

وعلى الرغم من هذه التحديات، يكثف الشركاء في المجال الإنساني جهودهم لدعم السكان المستضعفين في جمهورية أفريقيا الوسطى.

 في عام 2022، استفاد ما يقرب من مليوني شخص، أو أكثر من 90٪ من السكان المستهدفين، من المساعدات الإنسانية.

 وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، تلقى 658,000 شخص أيضا مساعدات منقذة للحياة. 

وقد قام الشركاء في المجال الإنساني بتخزين إمدادات الطوارئ مسبقا في المناطق الأكثر تضررا ووضعوا خطة استجابة إنسانية لعام 2023، مما يتطلب تمويلا إضافيا بقيمة 69 مليون دولار.

 

باختصار، تواجه جمهورية أفريقيا الوسطى أزمة إنسانية حرجة تهدد بقاء وكرامة الملايين من الناس. ويؤدي النزوح الجماعي والفيضانات والبنية التحتية المتخلفة والعنف القائم على نوع الجنس إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر أصلا.

 وعلى الرغم من التحديات اللوجستية والأمنية، يواصل الشركاء في المجال الإنساني تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمجتمعات الضعيفة. 

ومن الضروري أن يضاعف المجتمع الدولي دعمه المالي واللوجستي لتخفيف المعاناة في جمهورية أفريقيا الوسطى وإعادة بناء الحياة التي مزقتها الحرب والحرمان.