رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى العظيم، ومن أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يومًا على المرتزقة الأجانب وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.

وتؤكد حقائق التاريخ القديم والحديث صدق مقولة بأنهم خير أجناد الأرض، أو أن الجيش المصرى حظى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالمياً، ولم يكن الجيش يومًا مجرد أداة للحروب، بل كانت المؤسسة العسكرية المصرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات، محققًا الاندماج الوطنى واليد المصرى القوية.

إن القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه فى الدولة الحديثة على يد محمد على باشا، ليصبح من وقتها حتى الآن أقوى الجيوش فى المطنقة، ومشاركًا أساسيًا فى تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة، ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.

يعد الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية فى العالم، حيث تأسس قبل أكثر من 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالى 3200 قبل الميلاد، قبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.

بفضل الجيش المصرى أنشأ المصريون أول امبراطورية فى العالم، وهى الامبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وكان المصريون هم دائما العنصر الأساسى فى الجيش المصرى، ومازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تدرس أكاديميات العالم ومصر العسكرية.

اكتسب الجيش المصرى على مدار تاريخه قدرات هائلة على الصمود والنهوض مجددًا بعد كل كبوة، ولا أدل على ذلك مما حدث فى 5 يونيو عام 1967 وهزيمته فى معركة لم تتح له فيها فرصة القتال الحقيقى.

وأثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة فقدم أولاده فداء لمصر ولا أدل على ذلك من ألا تخلو قرية مصربة فى طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على تحضر شعب مصر إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التى جعلت الكل على قلب رجل واحد من أجل مصر.

هذا التاريخ العريق لجيش مصر وتلاحم شعب مصر الدائم معه هو ما يفسر موقف الجيش المساند والمدافع والحامى لثورة 25 يناير 2011 ومطالب شعب مصر فى الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وموقفه العظيم المساند والمؤيد والحامى لثورة الشعب المصرى العظيم فى 30 يونيو 2013 ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته.

ومع تزايد الأخطار حول مصر بدرجة غير مسبوقة وتعدد التهديدات المحيطة بها ومع ظهور أجيال الحروب الجديدة تحتم الحصول على مصادر قوة تواكب أحدث ما فى العصر من تطور لنوعيات التسليح لمواجهة التحديات.

لذا شهدت القوات المسلحة فى الآونة الأخيرة طفرة نوعية وكمية هائلة فى مجال التسليح غير مسبوقة فى تاريخها الحديث، ولأول مرة منذ إعادة بناء القوات المسلحة بعد 1967 نجحت القيادة المصرية فى تحقيق قفزات واسعة الخطى فى أسلحة كافة الأفرع الرئيسية وضعتها فى مصافى الجيوش الرائدة.

إن القدرة العسكرية المصرية العالية جعلت أكبر دول العالم وأقواها عسكرياً تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المصرية، وتعد القدرة العسكرية المصرية الأولى فى الشرق الأوسط، بناء على الخطوات الثابتة التى وضعت استراتيجياتها القيادة السياسية العسكرية الواعية والتى تعرف جيداً التهديدات والتحديات التى تتعرض لها مصر والمنطقة.

أنهم رجال القوات المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، زرعوا فى تراب الوطن الغالى أزهار الحرية التى تفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار، وسطروا فى كتب التاريخ صفحات مشرفة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر.