رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات

•هل 25 يناير 2011 كانت ثورة؟

-نعم هى بكل المقاييس ثورة ولو كره الكارهون..

•هل اكتملت أم أجهضت؟

-أُجهضت، وقُطعت شرايينها، وأُريقت دماؤها، ومُزق  قلبها، وأُكل كبدها،  وأخيرا كتبوا شهادة رسمية بوفاتها!

•من فعل ذلك؟

-فعله مصريون وعرب وأمريكان وأوروبيون واسرائيليون!

واليوم  يمر 13 عاما على تلك الثورة، فمن ولد عشية يوم تلك الثورة صار الآن فتى فى العقد الثانى من عمره، ومن كان عمره 20 عاما عندما اندلعت صار اليوم شابا ثلاثينيا أوشك على الدخول فى مرحلة الكهولة..

وكل من عاشوا أيام الثورة شاهدوا بأنفسم كيف تم تقديسها حتى صار اسمها بوسترا تتزين به السيارات الخاصة والعامة.

ولكن  رويدا رويدا  بدأ الهجوم عليها حتى تم شيطنتها تماما و صار كثيرون يرونها رجسا من عمل الشيطان.

والحقيقة التى لا ينكرها منصف أن قطاعا كبيرا ممن شارك فى الأيام الأولى للثورة كان يحمل فى قلبه حلما أخضر لمصر ولشعبها، ولديه أمل كبير فى تغيير مستقبل مصر للأفضل.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فالدنيا كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى «تؤخذ غلابا»، وبشكل مفاجئ عجيب وبسرعة مذهلة تآكلت الثورة وتوقف قلبها، وقُذف بها إلى كواليس الأحداث، بينما تصدر المشهد انتهازيون، ونفعيون،  ومرتزقة ينفذون أجندات خاصة، وغوغائيون يؤمنون بأنهم خلقوا ليعترضوا على أى شيء وكل شيء، ودهماء تصوروا أن حرق سيارة شرطة هو عمل وطنى جليل، وأن إشعال النار فى المبانى العامة عمل ثورى مباح يضمن لصاحبه أن يخلد اسمه على رأس قائمة الثوار!..

والسبب الرئيسى فى هذا التحول العجيب والسريع لمسار الثورة هو أن جهات إقيليمية ودولية عبثت بها.. فالولايات المتحدة دفعت أموالا لبعض من قدموا أنفسهم على أنهم ثوار بينما كانوا فى الحقيقة مرتزقة ينفذون ما يأمرهم به أحفاد سام!

وكذلك فعلت دول بالاتحاد الأوروبى وفعلت إيران وتركيا وقطر والسعودية وغيرها وغيرها.

إما إسرائيل فأرسلت إلى مصر شبابًا اندس وسط الثوار وكان يهتف بملء فمه بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وبعضهم كان يؤم المصلين فى التحرير وفى الأزهر الشريف نفسه، وبعضهم شارك فى إشعال النار بمجمع محاكم الجلاء!

  السبب الثانى فى توقف الثورة هو أن أغلب من شارك فيها منذ البداية كان هدفهم الأساسى إسقاط حكم مبارك ولم يكن لديهم سيناريو واضح لفترة ما بعد مبارك، فكان كل الثوار صبيحة 25 يناير 2011 متحدين وموحدين، ولكن بمجرد إعلان تنحى مبارك سرعان ما انقسموا وتباعدوا وتشرذموا، وصاروا شيعا متناحرة، وعندها فضل الثوار الحقيقيون العودة لمنازلهم وتركوا الساحة للانتهازيين وأصحاب الأجندات الخاصة والضباع الجائعة الساعية للقفز إلى كرسى السلطة مهما كان الثمن، فيما اكتفت جهات أخرى من الغنيمة بإسقاط جمال مبارك وجماعته وإبعادهم تماما عن الحكم، ولهذا كان شغلها الشاغل هو عودة الهدوء مرة أخرى فى كل ربوع مصر لتعاود مصر سيرتها الأولى برجال آخرين غير رجال جمال مبارك!

ودار صراع شرس بين كل القوى فى الشارع السياسى، استعان كل فريق بكل الأسلحة غير المشروعة، وانتهى الصراع بقفز الإخوان إلى سدة الحكومة فى أواخر يونيو 2012.. وكان هذا الأمر هو شهادة الوفاة الرسمية  لثورة يناير.