عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد النجاح الباهر الذى حققه الحوار الوطنى فى نسخته الأولى، وتنفيذ مائة وثلاثة وثلاثين بنداً خرجت بها التوصيات للحوار ما بين قرارات تنفيذية وأخرى تشريعية، كان لا بد من إطلاق النسخة الثانية من الحوار لاستكمال ما لم يتم فى المرحلة الأولى. ولا سيما أن الأكاديمية الوطنية للتدريب التى تم إسناد إدارة الحوار لها، كانت على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية التى شاركت فى النسخة الأولى. كما أن تكليف الرئيس السيسى بإجراء هذا الحوار يعد إجراء وطنياً مهماً، فى ظل الدور الكبير الذى لعبته الأكاديمية الوطنية للتدريب التى قامت بالتنسيق بين جميع القوى المشاركة بكل تجرد وحيادية تامة.

والمعروف أن الدعوة للنسخة الثانية من الحوار لها العديد من الدلالات والمفاهيم، فمصر التى أجرت انتخابات رئاسية شارك فيها أربعة مرشحين من تيارات مختلفة، وطبقت الديمقراطية بشكل صحيح طبقاً للدستور ومصر التى تؤدى أدواراً سياسية مهمة فى محيطها العربى والإفريقى والإقليمى والدولى، كان من المهم أن تجرى هذا الحوار الوطنى فى نسخته الثانية بعد نجاح النسخة الأولى. فهناك إصرار وإرادة سياسية كبيرة للتشاور بين كل الفصائل والتيارات السياسية بالبلاد سواء كانت أحزاباً أو قوى وطنية من أجل رسم خريطة طريق جديدة للمستقبل خلال السنوات القادمة. وهذا فى حد ذاته رد مهم على كل الذين كانوا يعيبون على الدولة المصرية أنها لا تجرى مثل هذه الحوارات.

الرائع فى الحوار الوطنى أن كل الأطياف السياسية والاقتصادية والقوى الوطنية والمفكرين والكُتاب الذين يملكون رؤية فى هذا الصدد، يشاركون فى الحوار سواء فى نسخته الأولى أو الثانية، ولهذا نجح الحوار فى النسخة الأولى ومن المنتظر أن يحقق نجاحاً باهراً فى الثانية. وبالطبع لن يشارك فصيل جماعة الإخوان الإرهابية التى تلطخت أياديها بدماء المصريين والتى غارت إلى غير رجعة ولن تعود مرة أخرى.. والحوار فى نسخته الثانية لن يقتصر على قضية دون الأخرى، وإنما سيناقش كل ملفات المستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة التى تعد البوابة الحقيقية للعالمية.. مصر لم تعد دولة صغيرة وإنما باتت من كبريات الدول الكبرى التى يعمل لها ألف حساب وحساب، ويشار إليها بأنها دولة محورية فى كل السياسات العالمية من خلال المشروع الوطنى الموضوع للبلاد منذ ثورة 30 يونيو 2013 ويرعاه الرئيس السيسى بنفسه، وينفذ خطواته بكل جدية ويحالفه النجاح بشكل ظاهر وواضح.

الحوار الوطنى فى نسخته الثانية يعنى فتح كل الملفات التى تتعلق بالمستقبل فى ظل الحياة الكريمة التى تنشدها القيادة السياسية للأسرة المصرية. ولذلك جاء فى توقيته وحينه، فقبل ذلك كان من الصعب فتح الحوار، لأن مصر كانت تعيش فى خراب شديد أثناء وبعد حكم جماعة الإخوان، ولم تكن هناك دولة بالمفهوم الطبيعى للدولة. وكان المهم أولاً هو تثبيت أركان الدولة قبل كل شىء، وهذا ما حدث بالفعل مؤخراً.. والنسخة الثانية من الحوار بمثابة فرصة ذهبية لجميع الأحزاب السياسية لتعبر عن برامجها والاندماج وسط الجماهير العريضة للمصريين.. إن هدف الدولة المصرية من هذا الحوار هو خلق جبهة قوية داخلية تشارك فى مواجهة كل التحديات التى تتعرض لها مصر فى كافة المجالات والأصعدة. وبالتالى هى فرصة عظيمة لوضع الحلول لكثير من المشكلات المتراكمة عبر عقود من الزمن، إضافة إلى أن الحوار سيضع أولويات للعمل الوطنى خلال المرحلة القادمة.

«وللحديث بقية»