عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

هل تشفى بحور الدماء فى غزة غليل اليهود؟ وهل يكفى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطينى لإشباع رغبة جيش الاحتلال فى الانتقام من أهالى القطاع؟ والسؤال الأهم هل شعرت إسرائيل بالمأزق الكبير الذى أصبحت فيه بعد اندلاع حرب غزة؟

الإجابة عن هذه التساؤلات ببساطة أن جيش الاحتلال أصبح بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول إما الانسحاب من غزة خاصة بعد فشله فى تحقيق أهدافه المعلنة، واستجابة للرأى العام الإسرائيلى الذى بات رافضاً بشدة للحرب نظراً لتأثيرها المدمر على الاقتصاد الإسرائيلى، ولفشل الجيش فى العودة بالرهائن، وارتفاع نسبة القتلى والمصابين بين صفوفه، وفى هذه الحالة سيخضع نتنياهو وقادة الجيش للمحاكمة وربما انتهى مستقبله السياسى للأبد.

الأمر الثانى وهو الاستمرار فى الحرب مهما كانت النتائج، وهذا الاتجاه أكثر مرارة، لأنه فى حالة استمرار الخسائر -وهذا هو المتوقع- فسوف يلقى رئيس وزراء الاحتلال نفس المصير، وربما كانت نهايته السجن قبل أن يلقى فى مزبلة التاريخ.

«نتنياهو» الذى رفض مبادرات السلام العربية الأمريكية لإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية، بل إنه صرح فى غطرسة لم يسبق لها مثيل على المبادرة بضرورة فرض سيطرة إسرائيل على المنطقة كلها من النهر إلى البحر، الأمر الذى يكشف خبث نوايا اليهود وأنهم بهذه الطريقة ربما يفقدون جزءاً كبيراً من الدعم الأمريكى فى الحرب المشتعلة الآن.

فى الحالتين فإن نتنياهو يواجه مصيراً مظلماً مبنياً على رعبه من الفشل، ما يعنى انهيار نظريته الأمنية وفكرة الملاذ الآمن لليهود التى بنى عليها حرب الـ106 أيام على غزة حتى الآن دون تحقيق نتائج إيجابية فى هذا الملف، فبقاء المقاومة وصمودها ونجاحها بل والتفاف الأهالى حولها سيكون له انعكاس إيجابى كبير على الفلسطينيين مستقبلاً بل على المنطقة كلها.

إسرائيل التى دخلت الحرب على غزة بهذه القوة والجبروت والعدة والعتاد، لا تدرى كيف تخرج منها محتفظة بماء الوجه، لأن سقف طموحاتها كشفت الأيام أنه أقل بكثير من إمكانياتها.. بل بات الانشقاق داخل الحكومة نفسها يهدد بسقوطها فى أى لحظة.

خسائر الاحتلال مستمرة بلا توقف منذ الضربة الأولى التى وجهت له فى السابع من أكتوبر الماضى، ورغم عمليات الكتمان خوفاً من تأثيرها السلبى على الجبهة الداخلية، فهناك توقعات بزيادة الخسائر الإسرائيلية عن 50 مليار دولار أمريكى فى ظل تعطل السياحة والعديد من القطاعات الاقتصادية.

الإسرائيليون أنفسهم تعرضوا لعمليات نزوح كبيرة من مناطق غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة بعيداً عن خطوط المواجهة، فهناك 500 ألف مستوطن يهودى على أقل تقدير فروا وتركوا منازلهم فى رعب وخوف، الأمر الذى زاد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

وهناك 250 ألف يهودى لم يجدوا أماناً وغادروا الدولة إلى بلدان العالم المختلفة بحثاً عن الاستقرار بعيداً عن صواريخ المقاومة وحالات الرعب والفزع التى أصابتهم وحولت ملاذهم الآمن إلى زلزال يهدد وجودهم.

باختصار.. الربيع الغزاوى أصاب تل أبيب فى مقتل وقضى على أحلام اليهود التوسعية فى المنطقة، بل إنه أنهى حلم نتنياهو السياسى إلى الأبد، وأصابت هذه الهزة السياسية الأحزاب الإسرائيلية فى مقتل خاصة حزب الليكود الحاكم القابع على رأس السلطة منذ 15 عاماً.

تبقى كلمة.. طوفان الأقصى وضع المسمار الأخير فى نعش نتنياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكماً منذ إنشاء الكيان الإسرائيلى متفوقاً على مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون.

غزة تمرض لكنها لا تموت.. فوعد الله حق والله محقق وعده لا محالة، أما نتنياهو فقد باتت أيامه معدودة وغداً ترفرف أعلام دولة فلسطين فوق المساجد والكنائس لتعيد الحياة إلى قلب العروبة.

 

[email protected]