رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

رغم إعلان الجيش الإسرائيلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية؛ لاغتيال قادة المقاومة فى الداخل والخارج وتدمير البنية التحتية من أنفاق ومرافق غزة، ورغم إصرار نتنياهو على الاستمرار فى الحرب حتى يقضى -كما يزعم- على حماس ويسترد الرهائن، إلا أن الشارع الإسرائيلى مازال مشتعلا بالمظاهرات والاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو، ليكمل بهذه الحالة من الغضب اتساع دائرة مطالب المعارضة بإقالة هذه الحكومة المتطرفة التى كلفت الإسرائيليين خسائر تقدر بنحو 60 مليار دولار حتى الآن وبما يعادل 300 مليون دولار يوميا، إضافة إلى 10 مليارات دولار للإنفاق على المستوطنين فى الحدود الشمالية و5 مليارات على مستوطنات غلاف غزة.

ولذلك يسعى نتنياهو بكل ما لديه لأن ينتهى بسرعة من تلك الورطة، وتحقيق أى نصر معنوى يلجم به معارضيه من قادة الجيش وبعض الأحزاب الأخرى.. فكلما طال أمد العمليات العسكرية ارتفعت التكلفة السياسية والاقتصادية لتلك الحرب التى لم تألفها المنطقة من قبل، ومن ثم ارتفعت وتيرة الصدام والخلاف مع المعارضة والسلطة القضائية وخاصة المحكمة العليا التى يعمل نتنياهو لتقليص صلاحياتها.

هذه الحالة من الارتباك الداخلى المالى والسياسى والعسكرى فى تل أبيب، تماثلها حالة أخرى مشابهة فى أمريكا، تعكسها احتدام حدة الخلاف حول الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كشفت بعض الاستطلاعات أن قطاعا كبيرا من الناخبين الأمريكيين غير متحمسين للمرشحين الرئاسيين (بايدن وترامب) ويطالبون الجمهوريين والديمقراطيين بتقديم وجهين جديدين غير هؤلاء الداعمين دائما وأبدا للدولة الصهيونية فى الانتخابات الرئاسية التى ستنطلق بعد تسعة شهور.

ناهيك عن حالة الشك والريبة بين «البيت الأبيض» و«البنتاجون» كشفها إعلان كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع عن عدم معرفة الرئيس بايدن ولا الكونجرس بدخول «لويد اوستن» وزير الدفاع المستشفى إلا بعد خمسة أيام! وتلك سابقة لم تحدث من قبل جعلت المؤسسات الاستراتيجية الأمريكية على المحك.

إن هذه الحالة من الشك والانقسام السياسى داخل أمريكا وإسرائيل، يجب على العرب استثمارها لصالح القضية الفلسطينية، بتكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية؛ لخنق المواطن الأمريكى والإسرائيلى فى وقت واحد بسلاح النفط، ولا نقول هنا وقف تصديره لأوربا وأمريكا وإنما بتقليص الإمدادات، وعندها سيجبر الرئيس الأمريكى جو بايدن وحلفاؤه صديقهم نتنياهو على وقف إطلاق النار، لأن ذلك سيغير حتما من اتجاهات ومزاجية الناخب الأمريكى لصالح رجل عجوز دخل فى منافسة شرسة مع المشاغب «ترامب» المشغول بمحاكمات تنتظره فى بعض الولايات بتهم فساد وتمرد على الدستور الأمريكى، وذلك على خلفية مشاركته فى أحداث اقتحام مقر الكونجرس عام 2021.

إن بايدن الآن فى أمس الحاجة إلى صوت كل مواطن أمريكى صار متعاطفا مع الفلسطينيين، كما أنه لا يريد الدخول فى صراع مع إيران، ومن ثم سيضغط لعدم توسعة دائرة الحرب فى جنوب لبنان لتجنب مواجهة طهران ووكلائها فى الشرق الأوسط، وسحب حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر الأحمر أقوى دليل.

.. ومع كل ما يحدث فى أمريكا وإسرائيل، لا ينبغى علينا كعرب أن نفرط كثيرا فى تفاؤلنا فى حالة سقوط بايدن ونتنياهو، فجميعهم من طين واحد وعجينة واحدة، فترامب ليس بأفضل من الحالى ولا معارضو نتنياهو أحسن منه، جميعهم محتلون يتقاسمون الأدوار وشركاء فى أكبر جريمة عالمية فوق أرض فلسطين المغتصبة، فترامب هو صاحب قرار نقل السفارة إلى القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل، وحزب العمل بزعامة شيمون بيريز أول من زرع الاستيطان وحكومة بينيت- لابيد كانت أكثر إجراما بممارستها الإعدام الميدانى اليومى للفلسطينيين، ولم ترحم هى الأخرى تلميذا ولا طفلا ولا شابا ولا كهلا ومنحت المستوطنين حق إطلاق الرصاص على الأبرياء فى أى زمان ومكان.

[email protected]