رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عرفت مصر منذ فجر التاريخ بأنها واحة الأمن والأمان وموطن الحضارات ومهد الأديان. وخير مثال على ذلك احتضانها لكثير من أنبياء العهد القديم، ومن بينهم إبراهيم ويعقوب، والنبى موسى - الذى تهذب بحكمة المصريين، ويوسف الصديق - الذى جاء إلى مصر أيام فرعون حتى أصبح وزيرًا - بل نجد أكبر مثال على أن مصر خطاها الأنبياء والقديسون هو رحلة العائلة المقدسة، وقد سارت العائلة المقدسة فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها لتباركها، ولكى تحطم الوثنية بأصنامها وتغرس غرسًا روحيًا مباركًا يدوم مع الزمن.

احتمت العائلة المقدسة فى مصر وباركت أرضها، ويعتبر شهر بشنس هو أكثر شهور السنة بركة؛ لذا نجد الكنيسة القبطية تحتفل فى اليوم الرابع والعشرين منه - والذى يوافق أول يونيو من كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة مصر.

تحمل رحلة العائلة المقدسة لمصر الكثير من المعانى والقيم التى يجب أن يتحلى بها الجميع، وأهمها أن مصر بلد السلام والاطمئنان، وأن رحلة السيد المسيح فيها ملأت ربوعها بالبركة؛ فكل الأديان السماوية أكدت أن مصر هى واحة الأمان. كما تتمثل العظة الكبيرة من هذه الرحلة فى الاقتداء بهؤلاء العظماء فى طريقة معيشتهم البسيطة وتعاملهم بالمودة مع الناس؛ فمصر هى أرض التعايش والضيافة أرض اللقاء والتاريخ والحضارة والسلام، وهى الأرض المباركة عبر العصور بدم الأبرار والشهداء الثمين؛ فهى التى عاش فوقها القديس يوسف، والعذراء مريم والطفل يسوع والكثير من الأنبياء.

تحمل هذه الرحلة فى طياتها دلالات ومعاني حضارية، وتاريخية وثقافية؛ بل تحمل أيضًا مفاهيم إنسانية راقية؛ وتتمثل المعانى التاريخية فى أنها تحمل تراثًا إنسانيًا عظيمًا هو ملك لكل الانسانية، وروعته أن هذا الحدث التاريخى والتراثى جرى فى مصر - التى تمثل قلب العالم.

فرحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر هى من المكونات الأساسية للحضارة المصرية القبطية بل زادت أهمية أرض مصر بين العالم لأنها أرض الطيبة التى قدمت الحماية واحتضنت العائلة المقدسة منذ وقت مبكر من التاريخ، بل بنى فى معظم مسار العائلة المقدسة الأديرة والكنائس التى عمرت مصر بالإيمان بالله، كما حققت قيمًا انسانية رائعة تتمثل فى المحبة، والسلام والتعايش على أرض مصر.

انطلاقًا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعمل الحكومة المصرية على تذليل العقبات أمام المشروع القومى لإحياء مسار العائلة المقدسة، حيث يمثل مسار العائلة المقدسة إضافة هامة للمزارات السياحية خصوصًا السياحة الدينية باعتبار أن طريق المسار يعد أحد المقاصد الدينية التاريخية.