رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

ما الذى يمكن قوله أوفعله والناس نيام؟ لا أحد هنا أوهناك يمكن أن يتلقف فكرة ما فيعمل عليها.. يدرسها.. يطورها.. يضيف إليها.. يستفيد منها أو ينفذها إذا كانت صالحة! لا أظن أن الدولة لا تريد التقدم لهذا الوطن، ومن هنا لا أتصور أن الذين بيدهم مقاليد الأمور فى الثقافة وصناعة الضمير والوجدان يحق لهم أن يهملوا الأفكار التى ننفذ منها إلى المستقبل. هذا الشعب الذى ننتمى إليه لا أظن أنه بكل تاريخه شعب عادى..مطلقاً.. حتى الفلاحون-الذين أحيانا ما يتحدث عنهم بعض أبناء الحضر، بما يعنى أنهم أدنى تحضرًا أو أقل علمًا أوما شابه ذلك- لديهم حلول فى التقدم الزراعى وتطوير المحاصيل ومعالجة المعوقات. خذوا الحكمة من أفواه الفلاحين. هذا شعب مختلف، بجموع مواطنيه: العمال والفلاحون والجنود والمثقفون والمبدعون. يتوق إلى النهوض وفتح صدره لهواء الحياة. لماذا نضن عليه فلا نقدم له ما يقيم أود أولاده علمًا وأدبًا وثقافة وتطورًا وخبرة.. ومقاومة! هذا الوطن منذ عهد مينا وإلى اليوم وهو يتميز بأنه يقاوم. قدره أن يكون مطمعًا من الأقوياء على مر العصور، وفى نفس الوقت كتب عليه أن يكون مقاومًا، يفكر ويواجه ويثور ويطرد الاحتلال، ويجعل من مصر كما يقول الشعراء مقبرة للغزاة.
المقاومة ليست سبة ولا جريمة وليست نفيًا للرغبة فى السلم والأمن. المقاومة تعنى امتلاك القدرة على التحرر الدائم من مكائد الاستعمار ومؤامراته.. ومواجهة أطماعه. من هنا ليس غريبًا أن أدعو فى هذه السطور- وسابقتها- إلى إحياء جذوة الوطن المقاوم فى نفوس عربية-مصرية تدرك أن المستقبل مرهون بالبقاء على أهبة الاستعداد.. كما كنا نتعلم فى زمن مضى: يد تبنى ويد تحمل السلاح.
كتبت الأسبوع الماضى داعيًا من بيدهم أمر الثقافة وتنظيم معرض الكتاب، إلى تخصيص هذه الدورة لأدب المقاومة، وأن يكون اسم الأديب الفلسطينى الكبير غسان كنفانى مقرونًا بها، تقديرًا لما قام به الفسلطينيون من أعمال جسورة أعادت إحياء القضية، بعد أن لفظت–أو كادت- أنفاسها الأخيرة. صحيح أن هذا تم عبر استشهاد الآلاف من الفلسطينيين، لكنها فى النهاية أثمان يجب دفعها من أجل استعادة الأرض المغتصبة والحقوق العربية السليبة فى فلسطين. ومثلما كان الثمن باهظًا عليهم، كان باهظًا وأكثر فداحة على المحتلين الغاصبين ومن يدعمونهم (العدد الحقيقى لخسائرهم نقلا عن صحفى إسرائيلى أسكتوه إلى الأبد: 8435 إسرائيليًا، 902 فرنسيًا، 1385 أمريكيًا، 79 قتيلًا بريطانيًا، 48 إيطاليًا، 62 من المرتزقة).
لا أقول إن المقاومة انتصرت، أوخسرت، ولكن أتحدث عن دعمها بما نملك من إبداع وأفكار.. من وسائل وأدوات ومبدعين.. لدينا دورة معرض يمكن أن يقترن اسمها باسم أدب المقاومة، ولدينا أديبة فلسطينية تعد رمزًا فى هذه المرحلة، بعد أن أوقف تكريمها معرض فرانكفورت الدولى وهى «عدنية شلبى»، ووجب دعوتها لتكريمها فى القاهرة، وإتاحة الفرصة للكتاب الذين أبدعوا فى نصرة المقاومة ليتحدثوا، ويقام حفل بالمعرض تحييه أميرة الغناء المقاوم عزة بلبع. فى رأيى هذا لمصر أولاً، لأن هذه المقاومة هى الآن خط الدفاع الأول عنا!
أليس بين مسئولى الثقافة رجل رشيد؟