رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(فى المضمون)

فى تصريحات متناقضة نقلتها وكالة بلومبرج ووسائل إعلام أخرى عن المهندس نجيب ساويرس ظهر فيها «ساويرس» وكأنه يعظ النظام والحكومة المصرية بالطريق الصحيح الذى يجب أن تسلكه وهو ببساطة بحسب تصريحاته التوجه مباشرة نحو خفض الجنيه المصرى أمام الدولار.

«ساويرس» بدأ تصريحاته بكلام منطقى حول تأثر القطاع العقارى بأزمة الدولار ووصف الأمر بأنه قنبلة موقوتة، وأن مواد البناء جزء منها حدده بـ30% المكون فيه دولارى. وإلى هنا يبدو الكلام منطقياً فقطاع العقارات مثله مثل كل القطاعات تأثر بارتفاع سعر الدولار، أما ما قاله «ساويرس» فى صورة حل للازمة فهو مربط الفرس كما يقولون والرسالة التى أراد أن يوصلها وهى فى الحقيقة- سم فى العسل- حيث يريد أن الحل هو خفض سعر الجنيه وعدم الوقوف فى وجه السوق.

المقدمة والرسالة تخاصمان إحداهما الأخرى كيف يكون خفض سعر الجنيه أمام الدولار حلاً لارتفاع أسعار مواد البناء، فالصحيح هو تثبيت سعر الصرف تمهيداً لارتفاع سعر الجنيه وهنا تنخفض أسعار مواد البناء خاصة الجزء الذى يحتوى على مكون دولارى.

كنا ننتظر أن نسمع من المهندس نجيب ساويرس وهو مستثمر عابر للحدود كلاماً يملأ الدماغ وحلولاً لهذه الأزمة المستحكمة، ولكن يبدو أن جلوس المهندس نجيب بالساعات على تطبيق التدوينات القصيرة تويتر أواكس حالياً جعله يقول كلاماً فارغاً ومتناقضاً.

متى يدرك رجال الأعمال المصريون أن عليهم التزاماً أخلاقياً فى مساعدة بلدهم للخروج من هذه الأزمة الخانقة؟

فلوسكم واستثماراتكم الموجودة بالخارج لا تساوى شيئاً إذا ذهب الوطن، وأذكر المهندس نجيب بالمقولة العظيمة للبابا تواضروس عندما قام الإرهاب بحرق الكنائس عقب ثورة ٣٠ يونيو عند سؤاله عن هذه الجرائم الإرهابية ضد دور العبادة المسيحية قال: وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن.

وهنا أدرك البابا بحسه الوطنى أن كنائس مصر كلها فداء لوطن يحارب الإرهاب.

وعلى نجيب ساويرس وغيره من رجال الأعمال المصريين أن يدركوا قيمة الوطن وينخرطوا بجدية فى حل أزماته بدلاً من إطلاق تصريحات لا تغنى ولا تسمن من جوع فى مواجهة وحش يلتهم مصر كلها اسمه الدولار.

لو بادر رجال الأعمال بسحب أرصدتهم الدولارية التى هربوها خارج مصر على مدار السنوات الماضية وإعادتها إلى حساباتهم فى البنوك المصرية لكفاهم هذا، وهو جزء من رد الجميل للبلد الذى كان سبباً فى تراكم هذه الثروات.

الدولة التى حدثت هى جزء أساسى من الأزمة وتحويلات المصريين بالخارج التى انخفضت بسبب تجار العملة جزء آخر.

الحلول بأيدينا وليس بالتصريحات الانهزامية التى ستعقد الأزمة أكثر.