رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

جاء مشهد تعرية الأسرى والمدنيين الفلسطينيين فى «بيت لاهيا» شمالى قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى الغاشم بمثابة نقطة تحول خطيرة منذ تصاعد الأحداث فى السابع من أكتوبر الماضى، تزامنًا مع مقاومة الجانب الفلسطينى لممارسات الكيان الصهيونى التى تزداد شراسة يومًا بعد يوم.

ولعل ما حدث أعاد للذاكرة ممارسات جيش الاحتلال الأمريكى ضد العراقيين فى «سجن أبوغريب»، بما يعنى عدم احترام حقوق الإنسان، وغياب الإنسانية فى كافة التصرفات، لنرى بأعيننا صوراً نخجل من رؤية أطفالنا لها، ونحن نقف مكتوفى الأيدى أمام الحرب النفسية لرجال أعزاء يسطرون أفضل الفصول فى تاريخ المقاومة.

وإذ كان الكيان الصهيونى يعتقد أن ما فعله تجاه الرجال والنساء العزل هو بمثابة «كسر النفس والعزة والكرامة»، فإن ما نراه لم يكن من وجهة نظرنا سوى مشهد جديد من مشاهد العزة والكرامة دفاعًا عن الأرض بأغلى الأثمان، ولم يكن سوى تعبيرًا عن خسة وندالة وجبن المحتل المغتصب للأرض قبل العرض، وهو سلوك اعتاد عليه الصهاينة فى حروبهم منذ عقود.

والغريب فى الأمر أن الدول التى تتشدق بحقوق الإنسان لم تحرك ساكنًا أمام المشاهد المخزية والموثقة فى التاريخ الأسود للاحتلال الغاشم للأرض الفلسطينية، فى حين أصدرت العديد من البيانات الرسمية ضد بعض الدول تحت غطاء الحقوق السياسية وحقوق السجناء والحريات وامتلاك السلاح النووى دون دليل واضح، لمجرد تشويه المشهد، واستغلال مثل هذه البيانات والتقارير للضغط على الدول لتحقيق مكاسب والحصول على تنازلات انتهت بتدمير دول.

والآن رأينا بأعيننا المشاهد التى يصعب وصفها، لولا عدسة الكاميرات التى كشفت المجرمين وممارساتهم لننتقل إلى الحرب النفسية وقتل الروح المعنوية لكل فلسطينى يقاوم ويدافع عن أرضه، فى الوقت الذى رأينا فيه الإشادة الواضحة من الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم وتلقيهم الرعاية الصحية وتوفير الغذاء لهم من قبل رجال المقاومة.

هكذا كان الفرق فى المعاملة لمن لا دين لهم ولا ملة، ولا يعرفون شيئًا عن حقوق الإنسان، وبين أصحاب الأرض الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عنها ويتعاملون بأخلاق الدين الكريم، والإيمان بالله فى كل شىء حتى فى حالة الخصام والحرب، وهو الدرس الذى قدمته المقاومة لسمأسرة حقوق الإنسان فى الغرب وعديمى الدين.

إن رهان الكيان الإسرائيلى ورجاله الداعمين له على طول أمد الحرب الدائرة فى غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية حتى ينشغل الرأى العام العالمى عنها هو رهان خاسر، خاصة فى العالم العربى والإسلامى الذى لم يقل اهتمامه عن متابعة تطورات الموقف منذ اليوم الأول للحرب الدائرة برغم الكثير من القضايا الحياتية اليومية التى تشغل الجميع.

خلاصة القول إن القضية الفلسطينية كامنة داخلنا إلى الأبد، بل استمرار ما يحدث من انتهاكات وجرائم لا تفيد الاحتلال بقدر ما تفيد الأجيال الجديدة فى تشكيل صورة عن عدوهم الأول الذى اغتصب الأرض وانتهك العرض تحت سمع وبصر منتهكى حقوق الإنسان من «أبو غريب» ومعاونيهم فى حلف الناتو، وصولًا إلى «بيت لاهيا»، وستبقى فلسطين حرة أبية مهما طال الظلم.

«وللحديث بقية إن شاء الله».