عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

الحرب الحالية على غزة كشفت وبجلاء عن واقع عالمنا اليوم على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، وحددت قيمة وقدرات كل دولة ومدى تأثيرها فى الأحداث والقضايا الكبرى، ناهيك عن فرز وتحديد المواقف للقادة والساسة تجاه كل الأحداث منذ بداية عملية طوفان الأقصى وحتى الآن، والملفت فى هذه الأحداث أنها جاءت فى ظل التطورات الهائلة لتكنولوجيا الاتصالات، واشتعال معركة موازية للمعارك التى تدور رحاها على أرض غزة، فى وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، وكشفت عن التوجهات الشعبية والجماهيرية تجاه هذه الحرب بغض النظر عن المواقف الرسمية أو السياسية للدول وقادتها، وبما يشكل استفتاء شعبيًا حقيقيًا لمواقف شعوب العالم تجاه حرب الإبادة الجماعية التى يشنها الكيان الصهيونى وتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، وليس بمستغرب أن تكون مصر عاملًا مشتركًا فى كل التدوينات والرؤى والآراء التى تكتسح السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، والملفت أن شتى جنسيات العالم سواء الأغلبية الكاسحة التى تدين إسرائيل أو القلة التى تدين حماس، تقول على الموقف المصرى وقدرته على التأثير فى هذه القضية، فى تأكيد واستفتاء عالمى جديد لقيمة وقدرات الدولة المصرية، وعلى عكس ما حاول البعض سابقا ترويجه عبر وسائل الإعلام عن تراجع الدور المصرى وظهور قوى بديلة.

< الحقيقة أن الأحداث الأخيرة أكدت أنه لا بديل عن مصر، باعتبارها الدولة القادرة على فرض التوازن الاستيراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط، من خلال امكانياتها الجيوسياسية والعسكرية التى تتفوق بها عن سائر الدول، وليس أدل على ذلك من فرض مصر إرادتها على الجميع منذ انطلاق الشرارة الأولى لهذه الحرب، ولم يعد خافيا على أحد أن الهدف من الحشد العسكرى الإسرائيلى واستدعاء 360 ألفًا من جنود الاحتياط هو تهجير سكان غزة إلى أرض سيناء المصرية، وباتفاق وغطاء أمريكى وغربى.. إلا أن المفاجأة المصرية كما عبر عنها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد أربكت الجميع، عندما رصدت الأقمار الصناعية الأمريكية تحركات الجيش المصرى بكثافة تجاه الجبهة الشرقية، وتحرك الأسطول البحرى المصرى لإعادة تمركزاته استعدادا للتطورات الجارية، وتلاها مباشرة دعوة مصر لمؤتمر القاهرة للسلام، ليخرج زعيم مصر وقائدها عبدالفتاح السيسى بقرارات قاطعة وحاسمة برفض تهجير أبناء غزة إلى سيناء ورفض تصفية القضية الفلسطينية والإعلان بوضوح أن الأمن القومى المصرى خط أحمر. وهى رسالة قاطعة بأن دفع الفلسطينيين بالقوة نحو مصر سيقابل برد يزلزل إسرائيل.

ووصلت قوة الموقف المصرى مداها، برفض فتح معبر رفح أمام خروج الجنسيات الأجنبية والغربية تحديدا، إلا بفتح المعبر أمام دخول المساعدات الإنسانية لأبناء غزة المحاصرين بالقصف من جانب، وقطع المياه والوقود والغذاء وكل سبل الحياة من جانب آخر.

< موقف مصر الثابت والراسخ يعيد الآمال من جديد للقضية الفلسطينية، خاصة أن العالم الآن على قناعة بنزاهة وشفافية ورؤية الموقف المصرى، الأمر الذى جعل من القاهرة قبلة القادة والساسة من كل أنحاء العالم طوال الفترة الماضية وأصبح هناك قناعة تامة بالموقف المصرى الذى تتبناه كثير من الدول، وقبل أيام فاجأنا الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس وزراء أسبانيا بيدرو شانشيز ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دى كرو برؤية وأطروحة مصرية جديدة لحل القضية الفلسطينية، وهى الاعتراف بالدولة الفلسطينية مباشرة من المجتمع الدولى لتصبح عضوًا بالأمم المتحدة، فى تحقيق واقعى وعملى لحل الدولتين، بعد أن استهلك فكرة حل الدولتين فى مباحثات غير مجدية بين الفلسطينيين والاسرائيليين على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، وفى اعتقادى أن هذا الطرح يشكل ضربة سياسية مصرية قديرة، فى ظل التعاطف الدولى غير المسبوق مع القضية الفلسطينية، ويجب على الدول العربية تبنى هذا الموقف من منطلق المصلحة العربية المشتركة، وأيضا مصالحها الذاتية على اعتبار أن حل هذه القضية يسهم فى استقرار كل الدول العربية، ويمنح بعض الدول حرية التعامل مع إسرائيل، وعلى الدول العربية أن تتيقن أن مصر لا تعمل إلا للمصلحة العربية.. وإذا كان التاريخ يقف شاهدا على مواقف مصر تجاه كل أمتها على مدار العصور، فإن الحاضر يؤكد ويرسخ الثوابت المصرية تجاه أشقائها فى الضراء قبل السراء.

حفظ الله مصر