عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على ما يبدو أن كتاب «فجر الضمير» للمؤرخ وعالم المصريات والمفكر الأمريكى جيمس هنرى برستيد (١٨٣٥– ١٩٣٥) قبل قرابة القرن من الزمان أصبح فريضة غائبة عن العالم الإسلامى والعالم كله.. الضمير ليس جزءًا من عقيدة دينية، ولكنه تعبير عن خلق حضارى سابق للأديان، وفعل إنسانى يستطيع الواحد منا أن يميز به الخير من الشر، والحب من الكراهية، والفضيلة من الحماقة. ما حدث لغزة وأهلها من تدمير إجرامى بسلاح وتمويل أمريكى غربى وبفعل صهيونى قبيح يمثل أبشع احتقار للضمير الإنسانى المعاصر.. ومن يتنطعون بالقول إن شباب حماس ارتكبوا هم الآخرون حماقة يوم السابع من أكتوبر بعملية طوفان الأقصى، فإننى شخصيا لا أبرر أى عنف ضد مدنيين خاصة عندما يصل الفعل إلى القتل. لكن السؤال أين.. أين الضمائر الدولارية أو «المدولرة» من جرائم ترتكب ضد شعب يتم إبادته وتهجيره قسريا منذ قرابة القرن من الزمن بدعم وولاية بريطانية أولا، ثم أمريكية مستمرة حتى اليوم.

جيمس هنرى برستيد – عالم المصريات الأمريكى ومؤلف كتاب فجر الضمير عام 1934، هو من سلالة أخلاقية بالتأكيد تختلف كثيرا عن الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن.. هنرى برستيد الذى وصف المصريين فى كتابه بأنهم هم أول من تعرفوا على فكرة الضمير الإنسانى، وأول من صدروا للعالم ثقافة الضمير، لم يكن يدرى قبل تسعة عقود أن أمريكا التى مات فخورًا بها سيحكمها رجل شاخت أخلاقه قبل عمره، ويشارك بلا ضمير فى تدمير مدينة على بعد آلاف الأميال من بلاده، وقتل خمسة عشر ألفًا من أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها بمعدل 400 قتيل كل يوم من المدنيين العزل.

كل ذنب هؤلاء الضحايا أنهم يقاومون الاحتلال مقاومة سلمية بالتمسك بأرضهم. أما من يقاومون قوى الاحتلال سلاحا بسلاح، فإنهم فى الحقيقة يؤدون فريضة واجبة لا يجب أبدا التنكر لها أمام عدو متعطش للقتل والاغتصاب والتطهير العرقى.. من أجمل ما وصف به هنرى جيمس برستيد المصريين فى كتابه قوله « أن هؤلاء المصريين الذين عاشوا فى عصر ما قبل التاريخ المدفونين فى أقدم الجبانات، هم وأجدادهم كانوا أقدم مجتمع عظيم على الأرض استطاع أن يضمن لنفسه غذاءً ثابتًا باستئناس الموارد البرية من نبات وحيوان، وأن تغلُّبهم على المعادن فيما بعد وتقدُّمهم فى اختراع أقدم نظام كتابى، جعلهم يسيطرون على طريق التقدم الطويل نحو الحضارة».. شهادة برستيد هذه يدرك بايدن وأجهزته المخابراتية والبحثية أنها وبعد آلاف السنين بقيت وستبقى شوكة فى حلق أعداء الضمير والإنسان والإنسانية.