عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

قبل أن تسرق شركات الإنتاج السينمائى الأمريكية قصة عملية « طوفان الأقصى» وتحويلها إلى فيلم سينمائى بتمويل يهودى وبالتالى تشويهها وتحويل العملية إلى مجرد معركة بين الأخيار وهم الإسرائيليون وبين الإرهابيين وهم المقاومة الفلسطينية.. أدعو السينمائيين المصريين، وخصوصا المنتجين الذين يمتلكون بعضًا من الجرأة، لإنتاج فيلم حول عملية « طوفان الأقصى» بأسرع وقت ممكن!

وأرى أهمية رسالة إحدى الرهائن الإسرائيلية التى أُفرج عنها فى أول أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة بين حركة المقاومة «حماس» والاحتلال الإسرائيلى، يوم الجمعة الماضى، والتى تصدرت «تريند» مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تشكر فيها الرهينة مقاتلى «حماس» على المعاملة الإنسانية والطيبة معها ومع ابنتها طوال فترة الاحتجاز!

وأناشد السينمائيين بسرعة إنتاج مثل هذا الفيلم لأن التشويه الإسرائيلى قد يبدأ فى لحظة إن لم يكن قد بدأ بالفعل وقال عن هذه الرسالة هى نوع من أنواع متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome)‏) وذلك لنفى صفة الإنسانية عن مقاتلى حماس الذين يصورونهم للإسرائيليين السذج أنهم مجموعة من الهمج المتوحشين مثلهم مثل بقية العرب! ومتلازمة ستوكهولم هى ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف، وتسمى أيضاً برابطة الأَسْر حيث تُظهر فيها الرهينة أو الأسيرة التعاطف والانسجام والمشاعر الإيجابية تجاه الخاطف، تصل لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه!

وأُطلق على هذه الحالة اسم «متلازمة ستوكهولم» نسبة إلى حادثة حدثت فى ستوكهولم فى السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken فى عام 1973، واتخذوا بعضًا من موظفى البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفيًا مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.!

فيلم « الطوفان» سيكون إسرائيليًا أو أمريكيًا بتمويل صهيونى فى القريب العاجل ويمكن أن ينافس على جوائز الأوسكار فى العام القادم وينجح فى تقديم صورة مزيفة عن الفلسطينيين والعرب ويقدم حكايات مزورة عن العملية وعما ارتكبه المحتل من مجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمرضى فى مستشفيات غزة، ويقوم الفيلم بعمل غسيل مخ لكل العالم مثل معظم الأفلام الإسرائيلية أو الأمريكية التى تتناول الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين وبعدها ينسى العالم بشاعة هذه الجرائم التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة ولا يرى فى المقاومة الفلسطينية سوى أنها مجموعة من الإرهابيين!

وأرى أن شركات الإنتاج المصرية والعربية، وخاصة الشركات المعنية بتقديم صورة ذهنية إيجابية عن هذه الدولة أو تلك فى عالمنا العربى، أمامها فرصة حقيقية فى تقديم هذه القصة الإنسانية الرائعة التى نشأت بين الرهينة الإسرائيلية ورجال ونساء المقاومة وكيف كان المقاتلون يحاولون حماية الرهائن الإسرائيليين من أطنان القنابل الإسرائيلية.. وإن هذه الرسالة التى يبدأ بها الفيلم هى رسالة إدانة للاحتلال الإسرائيلى من الإسرائيليين أنفسهم!

[email protected]