رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

لن تنعم إسرائيل بالأمان بعد كل الجرائم التى ارتكبتها فى حق الشعب الفلسطينى، ولن تستطيع اسرائيل وأمريكا وكل قوى الشر أن تتحدى نواميس الحياة مهما بلغت قوتها العسكرية والتكنولوجية، وليس أدل على ذلك من مرور حوالى شهر والنصف ومازالت إسرائيل عاجزة عن تحقيق انتصار معنوى لحفظ ماء الوجه، والمدهش فى هذه المعركة أن الكيان الصهيونى يمتلك أحدث الأسلحة العسكرية تطورًا فى العالم سواء كانت طائرات حربية أو دبابات ومدرعات وأجهزة إنذار مبكر ودفاع جوى وغواصات وغيرها من وسائل التكنولوجيا العسكرية، ومئات الآلاف من الضباط والجنود المدربين على أعلى مستوى فى مواجهة مدينة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 360 كيلو مترا مربعا، ولم يقف الأمر عند تجييش إسرائيل لكامل قوتها العسكرية، وإنما استعانت بقدرات الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية وعلى رأسها منظومة الأقمار الصناعية المتقدمة لتحديد أماكن المقاومة، كما قدمت لها الخبراء والمستشارين العسكريين المتخصصين فى حرب المدن، واستدعاء حاملات الطائرات والقطع البحرية فى مواجهة مدينة غزة، وجميعها لم تفلح فى تحرير رهائنها أو القضاء على المقاومة الفلسطينية، برغم الدمار الشامل للمدينة وآلاف الشهداء من الأطفال والنساء.

< الكيان الصهيونى الذى يقف عاجزًا أمام المئات من عناصر المقاومة الفلسطينية، خلق جيلًا جديدًا من المقاومة بمئات الآلاف وربما الملايين بعد أن تجاوز كل الأعراف والقوانين، بل والنازية فى حربه على غزة، وإذا كانت كل المشاهد المروعة لجثث وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف المستشفيات بجرحاها ومصابيها وتدمير المساجد والكنائس والمدارس وغيرها من المشاهد المأساوية لا تفارق أذهاننا.. فما بالنا بأبناء غزة الذين عايشوا على مدار الساعة هذه المآسى، ولملموا أشلاء جثامين أحبائهم بأيديهم لدفنها، وما بالنا بطفل فقد أبويه أمام عينيه، وما بالنا بشاب دفن أبناءه وزوجته أو أم دفنت زوجها وأبناءها؟!

مؤكد أن كل هذه الجرائم لها مردود على الكيان الصهيونى سواء بالداخل الإسرائيلى أو فى كل بقعة على الأراضى الفلسطينية، وأيضا على المستوى الدولى الذى بدأ ينبذ هذا الكيان الشيطانى، ولن تحمى إسرائيل القوة العسكرية أو الجدران العازلة، وهذه الحرب تحديدًا أكدت من جديد أنه لا بديل عن عودة الحق لأصحابه، وإقامة الدولة الفلسطينية طبقا لقرارات الشرعية الدولية عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعويض الشعب الفلسطينى عن كل المعاناة التى عاشها تحت وطأة هذا الاحتلال العنصرى، ولن تجدى بعد الآن كل الأكاذيب الإسرائيلية التى باتت مفضوحة أمام العالم.

< الحقيقة أن هذه الحرب بقدر بشاعتها وخسائرها على الشعب الفلسطينى، إلا أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء وتصدر المشهد السياسى، ووضعت الجميع فى مأزق، وبات العالم أمام أمر واقع يفرض حل هذه القضية، كما فرضت جرائم الكيان الصهيونى نفسها على علاقات الدول العربية مع إسرائىل، وباتت كل الخطط والأهداف السياسية والاقتصادية المعلنة وغير المعلنة فى مهب الريح فى ظل الغضب الشعبى الجارف عربيا ودوليا، ولن يجرؤ نظام عربى على تحدي المشاعر الوطنية لشعبه وأمته، وربما تفرض هذه الحرب على الأمة العربية اعادة النظر فى علاقاتها البينية وعدم الاعتماد كليا على الغرب.. ورب ضارة نافعة، فقد ساهمت هذه الحرب فى خلق جيل وطني من الشباب بعد أن أدرك بشكل قاطع حجم المؤمرات التى تحاك ضد بلاده والأهداف الشيطانية التى تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، ورأينا اصطفافًا وتلاحمًا وطنيا جديدًا لم تعرفه المنطقة منذ ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، وتظهر ملاحمه بجلاء فى المجتمع المصرى والمجتمعات العربية، ومن أبرز ملامح حالة الوعى التى نعيشها حالة التضامن مع الشعب الفلسطينى على وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا والمقاطعات التى أتت ثمارها بشكل جيد.. لكل هذا لن يستطيع الكيان الصهيونى مجابهة 470 مليون عربى وخلفهم المليارات من العالم الحر.

حفظ الله مصر