عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

لا أريد أن أصيبك بالهلع والفزع، وإنما أرجو تحذيرك ولفت انتباهك! انتشرت فى الآونة الأخيرة عمليات تهكير الحسابات الشخصية لمستخدمى الشوشيال ميديا. إحدى أسوأ نتائج هذا التهكير هو الابتزاز المالى بالتهديد بفضح الأسرار الشخصية، أو طلب الأموال من الأصدقاء، بعد انتحال أسمائهم وصفاتهم، وطلب مساعدتهم على عبور ضائقة مالية مفاجئة.

- كثير من الناس تعرضوا لمثل هذه التهديدات ولمثل هذا النصب! هناك جرائم أخرى على الإنترنت باتت تمثل خطرًا من نوع آخر.. فقد تلقيت عبر بريدى الشخصى فيديوهات لمنتجات يزعم أنها دوائية تعالج أمراضاً مختلفة ويتفننون فى الترويج لها بمختلف الأشكال والأساليب. من بين ما يروح له كبسولات يشاع انها تعالج أمراضا معينة.. تباع مغلقة فى علب تطابق علب الدواء، تفتح الكبسولة المغلقة تجد بها مسامير! نعم مسامير.. أنت لم تخطئ القراءة وأنا لم أخطئ الكتابة! والحال كذلك فقد هرعت إلى بعض علب الأدوية عندى، المشتراة من الصيدلية أو من الانترنت، وقمت مذعورًا بفتحها تباعًا!

كيف يتجرأون  على حياتنا ويحاولون النيل من صحتنا بهذا الشكل الرديء؟! قد يكون فى الأمر خدعة أو فوتوشوب، ولكن فى كل الأحوال، ثبت أن بيع الدواء عبر الانترنت مسألة مميتة وواجب التوقف عنها. أعرف العشرات ممن تدعوهم ظروفهم للشراء عبر الانترنت، بسبب سهولة التوصيل، وربما شكل المعروضات وجاذبيتها، لكن فى النهاية الفخ قد يكون قاتلاً وثمنه الوحيد هو الحياة، أو المرض فى أحسن الفروض!

لا أتخيل أن هناك خسة ووضاعة أكثر من هذا فى محاولة التربح الخيالى القاتل. ومن هنا يبدو لى أن الاعلام المرئى والمسموع وحتى المقروء - رغم أنه فقد الكثير من محبيه بفعل الميديا - مدعو إن لم يكن مطالباً بالوقوف مع الناس أكثر فأكثر. هذه القضايا الخطيرة أهم بكثير من برامج السفرة والطبيخ والأزياء والتجميل.. إلخ. لا بد من حملات اعلامية مدروسة لتوعية الناس بمخاطر شراء سلع ومنتجات معينة عبر الانترنت، مهما كانت الإغراءات. على جانب آخر لا يقل أهمية يجب أن يحدث تطبيع فى العلاقات بين مباحث الإنترنت وبين جمهور السوشيال ميديا. قد تكون القوانين المطبقة اليوم صارمة وتحقق الهدف منها، وتمنع العشرات من مرتكبى الجرائم من المضى قدما، لكن فيما يبدو لى أن «الرِجْل لسه مخدتش على الذهاب إلى مقار مباحث جرائم الإنترنت»! تحتاج المسألة إلى جهاز أكبر وأكثر احترافا، وعناصر تقنية مؤهلة ومدربة، وأيضاً رجال مباحث من نوع خاص يجيد التعاون مع الجمهور ويسهل عمليات الشكوى والإبلاغ، وفى نفس الوقت الاهتمام لأقصى حد بهذه الشكاوى، خاصة ما يتعلق بتهكير الحسابات، إذ يقترن بها جرائم خطيرة، أقلها الحصول على المساعدات بطريق الخداع، وأسوأها الابتزاز بالتهديد بفضح الأسرار الذى قد يوصل لارتكاب جرائم الشرف.. أو التفكك الأسري!

هذه قضية خطيرة للغاية، اضطررت أن أفسح لها المجال اليوم - من هاتين الزاويتين فقط- ذلك أن جرائم الانترنت تتعدد وتتنوع وتمارس بأساليب مذهلة وتفوق الخيال وبشكل لا حصر له. يقينا فإن عمليات غش المنتجات التى قد تباع على أنها أدوية، وحشو كبسولاتها بالمسامير فيها من الخسة والدناءة ما يجعل المرء يناشد الدولة ويرجوها بذل أقصى جهد لتعقب مجرميها ومعاقبتهم بأشد العقوبات.