رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

فضحت حرب الإبادة الجماعية التى تقودها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية رياء الغرب الأوروبى والأمريكى،وكشفت النقاب عن أكاذيبه  التاريخية والراهنة، وأسقطت أقنعته التى تنطق زورا بمبادئ الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية، وهى تقدم كل أشكال الدعم للتنكيل بالشعب الفلسطينى، وتدير ظهرها لحرب الإبادة الجماعية بحقه، ليظهر الوجه الحقيقى  للغرب.  

غرب عنصرى استعمارى، لا يكتفى بمد إسرائيل بالسلاح والمال والخبراء العسكريين والمرتزقة المأجورين الذين يشاركون جيشا كانوا يقولون لنا إنه لا يقهر، فى الحرب ضد الحجر والبشر، ضد الأطفال والنساء والمرضى  والجوعى والعطشى والمهجرين قسرا من بيوتهم، بل يتمادى كذلك  فى خلط الأوراق وتزوير الأرقام الوقائع وتبديل معانى الكلمات وشن حرب  المصطلحات التى تفتقر لأدنى قدر من الحيادية والنزاهة وتستهدف فقط التضليل، فى خطاب قادته السياسى شبه اليومى دعما لإسرائيل، وتلبية لرغبات نتينياهو الجنونية فى محو الشعب الفلسطينى من غزة بالقتل والتهجير والترويع، والتغاضى عن خرقه للقانون الدولى الإنسانى، واستخدامه أسلحة محرمة دوليا سعيا لهدف وهمى يسمى القضاء على حماس وتدمير آلتها العسكرية. لا يتعلم الغرب من خيباته وهزائمه السابقة، فهل نجح فى اقتلاع طالبان من أفغانستان؟ وهل قضى على داعش فى العراق وسوريا وهى من صنائعه؟ وهل انتهى تنظيم القاعدة الذى صنعته الولايات المتحدة بأموال عربية لمحاربة الشيوعية والمساهمة فى إسقاط الاتحاد السوفيتى؟

قادة الحرب فى إسرائيل لا يخجلون من تبرير القتل اليومى للمدنيين بالقول علنا أن «لا أحد  برئ فى غزة «، وبايدن الذى تتراجع شعبيته فى الداخل الأمريكى، يصدق على  ذلك، ويدعم مزاعم إسرائيل الهزلية بوجود أسلحة وذخائر فى مستشفى الشفاء، وينصح قادتها بدم بارد، بتوخى الحذر وهم يقتحمون المستشفى ويدمرون أجهزتها الطبية ويدهسون بأقدامهم وكعوب أسلحتهم مرضى وشهداء لم  تتمكن إدارة المشتسفى من دفنهم بسبب الحصار المفروض عليها. بينما وزير خارجيته بلينكين يعلن وكأنه يبشر بإنجاز ساحق، أنه طلب من نتينياهو الحرص على تقليل عدد القتلى!

حرب وحشية يرفض بايدن وقفها حتى يتحقق هدف القضاء على حماس ولم نعد نعرف كم يا ترى عدد الشهداء الفلسطينين وعدد الجرحى وعدد القرى المهدمة لكى يصل بايدن إلى هذا الهدف .أما مروحية رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك العسكرية، فهى تحط  فى تل أبيب ويخرج منها مثل «سلفستر ستالونى» فى فيلم رامبو، متباهيا وكأنه ذاهب إلى حفلة راقصة، بأطنان الأسلحة التى حملها معه إلى نتينياهو. وتحت ضغوط الرأى العام البريطانى المساند لوقف الحرب على غزة، اضطر سوناك لإقالة وزيرة داخليته «سويلا برافرمان» بعد أن كتبت مقالة فى صحيفة التايمز تحرض الشرطة على المظاهرات الدعمة لوقف الحرب فى غزة ورفض قتل المدنيين، وتتهمها بالتفضيل بين المظاهرات، وتصف المحتجين بالغوغاء المؤيدين للفلسطنيين  وتعتبر أنها مسيرات كراهية . وتعليقا على آلاف الفلسطنيين بلا مأوى بعد هدم منازلهم، قالت بلا أدنى تردد وبمنطق القوة المفرطة التى تتمادى بفجر فى غيبة من الكوابح: إن العيش بلا مأوى هو خيار لمنط الحياة!!

لكن أصحاب الضمائر فى بريطانيا لم يتوقفوا عن التحرك، وقدم عشرات من أعضاء حزب العمال البريطانى استقالتهم من الحزب، احتجاجا على موقف زعيم الحزب «كير ستامر» الذى دافع قبل أن يتراجع عن تصريحاته، عن منع الوقود والماء والكهرباء عن غزة، وحذر أعضاء الحزب من المشاركة فى المظاهرات الداعمة للفلسطنيين، ورفض التصويت فى البرلمان  على قرار بوقف الحرب. فى المقابل كان «جيرمى  كوربين» الزعيم السابق لحزب العمال يلقى خطابا داعما فى مظاهرة لمؤيدى الفلسطنيين. ومن المعروف أن كوربين كان قد سبق اتهامه من قبل قوى مناصرة لإسرائيل داخل الحزب، بمعادة السامية لدعمه المعلن للقضية الفلسطينية.

وبعدما فشلت دعوته لحشد تحالف دولى للقضاء على حماس، منعت حكومة الرئيس الفرنسى «ماكرون» المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطينى، التى تحدت قرار المنع وتمكنت من الخروج إلى الشوارع فى مظاهرت حاشدة لوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة. وفى مواجهتها دعم «ماكرون» مظاهرة مضادة لمناهضة المعاداة للسامية، لم يكن لها من معنى سوى أنها ضد المظاهرة الداعمة للفسطينيين، فيما أسماه «عودة معادة السامية بصورة لا تطاق « داعيا تلك « المسيرة الكبرى «أن «تظهر فرنسا متحدة خلف قيمها وعالميتها». إن قيم فرنسا العالمية تمنح الحق لإسرائيل بالدفاع عن النفس، وتترك لها الحبل على الغارب لقتل وتشريد شعب بأكمله، لكى تبلغ قيمها العالمية فى الدفاع عن جرائم إسرائيل عنان السماء!

من قال غير اللوبى الصهيونى فى الغرب الأوروبى والأمريكى أن معاداة دولة إسرائيل وسياساتها العنصرية هى معاداة للسامية. ومن قال غير هؤلاء ومن يدعمونهم من القادة الغربيين لأسباب داخلية انتخابية، إن معاداة الصهيونية هى معادة للسامية.

فى مثل هذا الشهر عام 1975، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يقضى بأن الصهيونية شكل من أشكال التمييز العنصرى، وهو ما يتطلب مقاومة الأيديولوجية الصهيونية، لما تمثله من خطر على السلم والأمن الدوليين.وفى  ديسمبر عام 1991 تمكنت إسرائيل بدعم  من حلفائها بإلغاء هذا القرار، بذريعة موافقتها على المشاركة فى مؤتمر مدريد للسلام.

فى مواجهة كل هذا التضليل، لا بديل عن معركة فكرية ومعرفية يخوضها كل الأحرار فى المنطقة والعالم لفضح كافة أنواع الأكاذيب والتزوير فى التاريخ التى أسست بها إسرائيل  وحلفاؤها دولتها، ولجعل ما يسمى معاداة السامية سلاحًا مفلولًا.