رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

غدًا السبت تبدأ فى العاصمة السعودية الرياض القمة العربية الطارئة لبحث الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، بعد انقضاء أكثر من شهر على بدئها. ليس مهما تبادل اللوم على تأخير انعقادها، برغم ما تأكد منذ اليوم الأول لاندلاعها أن الهدف الإسرائيلى هو تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن قسرا، بحرب الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير وإحالة القطاع كما أكدت معظم المنظمات الإغاثية الدولية إلى مقبرة للأطفال وسقوط أكثر من عشرة آلاف شهيد فلسطينى، بينهم صحفيون وموظفون فى المنظمات الدولية العاملة داخل القطاع. ولم يكن لهذه الوحشية أن تتمادى إلا بدعم عسكرى ومخابراتى ومالى ولوجيستى غير مسبوق من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ودون شروط أو ضوابط،فى السابقة الأولى من نوعها فى الصراع العربى مع إسرائيل منذ نكبة عام 1948. 

ليس مهما إضاعة وقت القمة فى مناقشة مدى صواب الخطوة التى أقدمت عليها حركة حماس فى السابع من أكتوبر أو عدم صوابها، إذا ماتم النظر لحالة قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا منذ استيلاء الحركة على القطاع وانشقاقها عن السلطة الوطنية الفلسطينية قبل ست عشرة سنة، والمعاناة اليومية لنحو 2،5مليون فلسطينى، وافتقادهم لأبسط شروط الحياة الإنسانية. القانون الدولى الذى يتم دهسه الآن بأقدام الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، لا يمنح إسرائيل أى حق فى الدفاع عن النفس لأنها دولة إحتلال، بينما يعطى هذا الحق لكل أشكال المقاومة التى تتصدى له، دينية كانت أم مدنية. وهو حق تملكه الآن حركة حماس التى باتت تحظى بنحو 64%من تأييد الشعب الفلسطينى. وشئنا أم أبينا فإن ما جرى فى السابع من أكتوبر، قد أعاد القضية الفلسطينية إلى جذورها، كقضية تحرر وطنى من احتلال عنصرى صهيونى، وأعاد لجدول النقاش الدولى قضية حل الدولتين، الذى سعت إسرائيل إلى محوه بالتوسع فى سياسة الاستيطان وبالمعابر والجدران الفاصلة، لتجبر الفلسطينيين على الهجرة وتحقق مشروعها بمنح العرب المقيمين فى فلسطين التاريخية إدارة ذاتية، لتصبح إسرائيل دولة يهودية خالصة، وهو ما يفسر انتقال المجازر الإسرائيلية من غزة لتطول فلسطينيى الضفة الغربية. 

 

لم يعد هناك وقت لإضاعته فى الخلافات العربية -العربية، وعلى كل الاطراف ان تنظر بقلق للبوارج الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية على مقربة بسيطة من الشواطئ العربية، وأن تدرك الأخطار التى انطوت عليها الحرب على غزة، تلك التى أكدت ازدواجية المعايير الغربية وفضحت عنصرية الغرب الأمريكى الاوروبى، ليس فقط فى كل مايتعلق بالعرب وقضاياهم، بل أيضا فى كل قضايا دول جنوب العالم. 

توحد الموقف العربى أصبح قضية محورية لتخطى تلك الأزمة بأقل الخسائر والوقوف فى وجه مشروع التضحية بالمصالح العربية لما يسميه الإسرائيليون إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. 

تعقد القمة العربية الطارئة، بعد أن تصدت مصر والأردن لكل الضغوط الأمريكية العاتية التى تروج للمطلب الإسرائيلى بتهجير الفلسطينيين إلى البلدين. وبات على القادة العرب دعم هذين الموقفين وِإشهار لاءات واضحة ضد استمرار الحرب والتهجير القسرى وإعادة التوطين وتقسيم قطاع غزة، ورفض الإدارة الإسرائيلية للقطاع سواء كانت دائمة أو مؤقتة، لاسيما والتضليل الإسرائيلى بالسيطرة على شمال غزة لأسباب أمنية وقول مسئوليها بأنه لا أبرياء فى غزة، يخفى بعد الفشل فى تحقيق الهدف العسكرى المعلن بالقضاء على حماس، هدفا مستترا هو السيطرة على الغاز الموجود فى شمال القطاع!

يملك القادة العرب فى أيديهم أوراق ضغط يمكن لو أرادوا أن تحقق لهم ما تصبو الشعوب العربية الغاضبة إلى تحقيقه، بينها وقف كل أشكال التعاون الاقتصادى بين الدول العربية وإسرائيل، والتمسك بالمبادرة العربية لتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ومبادلة الأرض بالسلام. والتوسط النزيه المخلص لتوحيد الفصائل الفلسطينية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والتمسك بعقد مؤتمر دولى برعاية هيئة الأمم المتحدة لوضع الأسس لتحقيق ذلك. وإعادة طرح المبادرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى والمطالبة بإخضاع السلاح النووى الإسرائيلى للإشراف الدولى، بعد اعتراف قادتها بعد طول إنكار بامتلاكه، وهم يهددون بإلقاء قنبلتهم النووية على أهل غزة العزل من السلاح ومن متطلبات مواصلة الحياة! 

لن ترضى الشعوب العربية بأقل من ذلك، بعدما كشفت الحرب الوحشية على الشعب الفلسطينى، أن الغطرسة الغربية يمكن ردعها بالمواقف الثابتة القوية التى لا تنطوى على أى تردد أو التباس فلا تخذلونا، نصركم الله.