رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

امتدت ظاهرة الاستعمار تاريخيًا فى جميع أنحاء العالم وعبر الزمن، بدأ الاستعمار بالمعنى الحديث أو الإمبريالية فى القرن الـ15 تزامنا مع «عصر الاستكشاف» بقيادة البرتغاليين، ثم الاستكشاف الإسبانى للأمريكتين وسواحل أفريقيا والشرق الأوسط والهند وشرق آسيا.

كانت الامبراطوريتان البرتغالية والإسبانية، أول امبراطوريتين عالميتين لأنهما كانتا أول من امتد عبر قارات مختلفة، وغطت مناطق شاسعة حول العالم. وفى القرنين السادس عشر والسابع عشر أنشأت انجلترا أو فرنسا والجمهورية الهولندية أيضا إمبراطورياتها فى ما وراء البحار فى منافسة مباشرة مع بعضها البعض.

شهد القرن الثامن عشر ومنتصف التاسع عشر الحقبة الأولى من انتهاء الاستعمار، عندما حصلت معظم المستعمرات الأوروبية فى الأمريكتين، ولا سيما مستعمرات أسبانيا وفرنسا الجديدة والمستعمرات الثلاث عشرة، على استقلالها من عاصمتها.

ووجهت مملكة بريطانيا «التى توحدت بين اسكتلندا وانجلترا» وفرنسا والبرتغال والهولنديون انتباههم إلى العالم القديمة، وخاصة جنوب إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، حيث تم بالفعل إنشاء مستوطنات ساحلية.

وأدت الثورة الصناعية الثانية فى القرن التاسع عشر إلى ما اصطلح تسميته بعصر الإمبريالية الجديدة، حيث تسارعت وتيرة الاستعمار بسرعة، وكانت ذروتها التدافع على إفريقيا، حيث شاركت بلجيكا وألمانيا وإيطاليا أيضا.

فى غضون القرن الـ20، وزعت مستعمرات الدول الخاسرة فى الحرب العالمية الأولى بين الدول المنتصرة باعتبارها ولايات، ولكن لم تبدأ المرحلة الثانية من إنهاء الاستعمار بشكل جدى إلا بنهاية الحرب العالمية الثانية. وفى سنة 1999 تنازلت البرتغال عن آخر المستعمرات الأوروبية فى آسيا، وهى ماكاو إلى الصين وانتهت بذلك حقبة استمرت ستمائة عام.

قسم بعض المؤرخين الاستعمار الأوروبى إلى ثلاث موجات، تضمنت الموجة الأولى من الاستعمار الاوروبى ثلاث دول رئيسية وهى البرتغال وأسبانيا ومرحلة الدولة العثمانية الأولى. بدأ البرتغاليون عصر الاستعمار الأوروبى الطويل بغزو ستة بالمغرب عام 1915، ثم غزوا واستكشفوا أراضي وجزرًا إفريقية أخرى، وهذا من شأنه أن يفتح مرحلة جديدة عرفت باسم عصر الاستكشاف. أما العثمانيون فقد استعمروا جنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط وجزءًا كبيرًا من شمال وشرق إفريقيا ما بين 1359 و 1653 مع تعرض الأخيرة للاحتلال الاستعمارى، بدلا من غزو إقليمى تقليدى.

بدأت الموجة الثانية من الاستعمار الأوروبى بمشاركة بريطانيا فى آسيا لدعم شركة الهند الشرقية البريطانية، كما شاركت دول أخرى مثل فرنسا والبرتغال وهولندا فى التوسع الأوروبى فى آسيا.

أما الموجة الثالثة أو «الإمبريالية الجديدة» فاحتوت على قضية التدافع على إفريقيا التى نظمتها شروط مؤتمر برلين 1884، حيث قسم المؤتمر إفريقيا فعليًا بين القوى الأوروبية. فخضعت معظم إفريقيا لسيطرة بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا.

ارتبطت الموجات الثلاث من الاستعمار بالرأسمالية التجارية والصناعات التحويلية فى أوروبا. ثم عززت الموجة الأخيرة من الاستعمار الأوروبى جميع المساعى الرأسمالية من خلال توفير أسواق جديدة ومواد أولية.

 

بعد انتهاء حرب السنوات السبع 1763، برزت بريطانيا كقوة مهيمنة فى العالم، لكنها وجدت نفسها غارقة فى الديون تكافح من أجل تمويل القوات البحرية والجيش اللازمين للحفاظ على إمبراطورية عالمية. وقد أثارت محاولات البرلمان البريطانى لرفع الضرائب على المستعمرين فى أمريكا الشمالية المخاوف عند الأمريكتين بأن حقوقهم باعتبارهم إنجليزًا وخاصة حقهم فى الحكم الذاتى أصبحت فى خطر.