عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منتهى التواضع والبعد عن الحقيقة أن يتصور الرؤساء والملوك العرب الذين ستجمعهم قمة الرياض بعد غد، أنهم سيجتمعون للخروج بحلول لمأزق «حرب غزة» التى انطلق طوفانها يوم السابع من أكتوبر الفائت.. الأزمة الحقيقية التى تقترب من الحدود الكارثية، ليست فى دمار غزة بشرًا وحجرًا، وإنما فى التحرش الغربى المنظم والممنهج بالوجود العربى كله.. ما يحدث منذ السابع من أكتوبر عدوان ثلاثى (أمريكى – أوروبى – إسرائيلى)، ظاهرة القضاء على حماس، وهو العنوان المضلل للحملة الغربية على محيط جغرافى تبدو فيه غزة نقطة فى بحر..

القادة العرب المتجهون للعاصمة السعودية الرياض بعد غد، عليهم أن يدركوا جيدًا أن ليس بمقدورهم مساعدة «غزاوي» واحد، ولا بمقدورهم حلحلة القضية الفلسطينية التى سلمناها تسليم مفتاح للصديق الأمريكى منذ نصف قرن.. فقط نستطيع أن نفعل الكثير إذا تعلمنا درسًا واحدًا يقول: أنت أقوى أمام خصومك بشعبك، لا بشخصك.. إشكالية معظم الأنظمة العربية أنها كيانات فوقية تدافع عن عروش وليس شعوبًا.. والإشكالية الثانية أنها تمارس السياسة سرًا خلف الأبواب المغلقة، ويتبقى المعلن منها مجرد فائض أوهام، وليس رصيد قوة. أما الإشكالية الثالثة، فهى أن الأنظمة العربية تعمل بنظام القطعة أو عامل اليومية، وتحسب نجاحاتها بمقدار كل يوم يمر حمل معه فيضًا من الإمتاع، وقليلًا من القيمة.. أما أخطر الإشكاليات المزمنة، فهى أن الأنظمة العربية فى المجمل تبيع مواقف الولاء والاختباء للدول الكبرى دون مقابل.

أمام هذا الواقع الممتد من خمسينيات القرن الماضى، فمن المستحيل تصور أن غزة بانتظار نجدة العرب لها. الصحيح والصواب أن «غزة» بشهدائها وبطولاتها، وبما تبقى من أهلها تمثل أكبر إنقاذ للنظام العربى المتداعى والمتهالك.. غزة تمنحكم أيها السادة فرصة تاريخية أن تدافعوا عن شعوبكم ووجودكم وجغرافيتكم وتاريخكم، بوقفة جديدة بوجه العدوان الثلاثى (الأمريكى – الأوروبى – الإسرائيلى ).. هذا العدوان الذى تتجاوز أهدافه وغاياته غزة، لما هو أبعد.

غايات تريدها أمريكا تعزيزًا امبراطوريًا لها بالسيادة المطلقة على مصادر الطاقة الأكبر عالميًا.. غايات تسعى لمواجهة كبرى مع الصين وروسيا فى منطقة متقدمة تستخدم «كزريبة حرب» وهى منطقتنا ودولنا.. وأيضاً غايات متربصة بالجمهورية الإيرانية لاقتناص فرصة الاصطياد.

أيها السادة المؤتمرون بعد غد بالرياض، أمريكا وتوابعها الأوروبيون يبيعون لكم وهم الحماية والبقاء، مقابل الانصياع التام والمطلق لإسرائيل، وفى لحظة قريبة – وليست بعيدة – ستطير رؤوس، وتستبدل وجوه بوجوه.

ومع كل الاحترام والتقدير لكافة الرؤساء والملوك والأمراء العرب، افعلوها ولو مرة واحدة وارفعوا صوتًا واحدًا بوجه العالم يقول: عالمنا العربى ليس للبيع أو الإيجار – لا تقارب ولا تطبيع مع إسرائيل قبل أن توضع فلسطين على الطاولة وبقوة.. فلسطين غطاء لكم وليست خنجرًا بظهوركم، فلسطين قضية وجود عربى، وليست «خناقة» بين حماس ونتانياهو. لا تدينوا ولا تشجبوا ولا تستنكروا، فكل ذلك لا يحتاج لقمة وكثير منه بالقاع يزكم الأنوف ويفضح الوجوه.