عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عام 1991، كان عاماً مؤلما للصحف الورقية، وإن كانت أوجاعه لم تسر في مطابع الصحف إلا بعد ذلك بسنوات عندما أصبحت القنوات الفضائية هى مصدر الأخبار والأسبق من الصحف وكل وكالات الأنباء..!

ولماذا 1991؟.. لأن قناة CNN الإخبارية الأمريكية التي ظهرت قبل 10 سنوات تقريبا، حصلت من الحكومة الأمريكية على حق امتياز غير مكتوب بتغطية أحداث حرب الخليج على الهواء مباشرة، وكانت الصحف ووكالات الأنباء تنقل أخبارها عن الحرب من تغطياتها ولا تنتظر البيانات أو التصريحات الرسمية لتنقلها إلى القارئ.. وهذا الامتياز أدى إلى توجيه اتهامات إلى القناة بأنها أغمضت كاميراتها واسكتت ميكروفوناتها ولم تنقل أو تحاول التحقيق فيما ارتكبته أمريكا في العراق من تجاوزات غير إنسانية واخلاقية أثناء الحرب، وقد تم إنتاج فيلم (Live from Baghdad) أو مباشرة من بغداد يتكلم عن تغطية القناة للحرب!

الآن.. وبعد مرور نحو 32 عاماً قلبت منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر والتيك توك أصحابها أفراد عاديون، الإعلام التليفزيوني على رؤوس أصحابه، وتتولى هذه المنصات نقل مباشر لأحداث الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين وكشف حقيقة المجازر التي ارتكبتها الدولة الصهيونية للأطفال والنساء والشيوخ.. وفشلت محاولات القنوات الفضائية المنحازة إلى إسرائيل في إقناع الرأي العام العالمي بأن إسرائيل هي الضحية والفلسطينيين هم الإرهابيون كما صدرت وروجت هذه الأفكار طوال 30 سنة ماضية!

هذا الإعلام الجديد هو إعلام الناس العادية، هو صوتهم الصادق والطازج الطالع من القلوب والعقول الى كل انسان في أعظم دولة أو أكبر مدينة أو أصغر قرية في العالم.. والذي أصبح مسيطراً وبديلاً عن إعلام الحكومات وإعلام اليهود وجماعات رجال الأعمال الموالين للدول والمنظمات والأحزاب الشرعية وغير الشرعية.. والعجيب أن كل هؤلاء يحاولون إعادة السيطرة على إعلام الناس عبر اللجان الإلكترونية.. وفشلوا!

مئات الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والإذاعات التي يسيطر عليها اليهود، في أمريكا وأوروبا ارتكبت مجازر للحقيقة على مدى عشرات السنوات وكانت موجهة وما زالت كصواريخ حارقة تجاه الدول التي تحاول أن تنهض فسرعان ما تقوم بتشويه سياساتها واقتصادها وتقدم صورة مشوهة عنها بدعوى حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.. بينما لا تستطيع أن تقترب من إسرائيل والمجازر التي ترتكبها في حق الفلسطينيين لمدة 75 عاما، ولا حتى من أمريكا عندما أقامت معتقل جوانتانامو ومارست فيه أحقر أنواع التعذيب على المعتقلين بدون محاكمة واحدة لمتهم واحد!

إعلام التيك توك والفيس بوك يأخذ بثأر الصحف الورقية.. وينتقم للناس العاديين الآن من كل من لعبوا بأفكارهم لسنوات.. نحن في عصر حرية إعلامية جديد لا سيطرة فيه للحكومات والجماعات والمنظمات والأحزاب.. أدواته يمتلكها كل الأفراد.. أطفال، شباب، نساء، شيوخ.. وفي كل منزل حتى ولو كان عشة على الترعة.. نحن في عصر الديمقراطية الحقيقية بمعناها الحقيقي وهو حكم الشعب بالشعب.. حتى ولو كان هذا الشعب مجرد أصوات عبر الموبايلات الآن.. سيكون غداً قادة على مقاعد الحكم في كل العالم.. انتظروا وتذكروا!

[email protected]