اليوم العالمي للتخطيط العمراني.. مدن الجيل الرابع تحقق طفرة في العمران المصري
يحتفل العالم في الثامن من نوفمبر كل عام باليوم العالمي للعمران أو اليوم العالمي للتخطيط العمراني، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم نظرًا للأهمية الكبرى التي يوليها التخطيط العمراني والذي يعد فرصة دولية لتكريم وتشجيع دور التخطيط في خلق مجتمعات صالحة للعيش.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمران فإنه لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر لتدشين مجتمعات عمرانية جديدة وتعمير المناطق الصحراوية خارج وادي النيل.
ففي ظل ما تواجهه مصر من تحديات عديدة ومنها التحديات العمرانية والتي ترتبط بتكدس الحيز العمراني وانتشار أنماط البناء العشوائي، تصدرت قضية التنمية العمرانية اهتمامات الحكومة المصرية منذ تولى الرئيس السيسي سدة الحكم، وتجلى ذلك في تبني مصر استراتيجية متكاملة للتنمية العمرانية على رأسها مبادرة حياة كريمة والتي انتشرت في أرجاء جميع المحافظات واهتمامها بجودة حياة المواطنين، بالإضافة إلى تحقيق تنمية ونهضة عمرانية بمحافظات الصعيد.
التنمية العمرانية في محافظات الصعيد
بعد ندرة الخدمات والمشروعات التنموية والخدمية بمحافظات الصعيد والسنوات العديدة من التهميش اتجهت الدولة خلال السنوات الأخيرة إلى تنمية الصعيد في كافة المستويات وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة في صعيد مصر وتنفيذ رؤيتها لتحقيق التنمية العمرانية المتكاملة.
فيما أكد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، إنّ صعيد مصر يضم 8 مدن جديدة، تستهدف جذب 4.4 مليون نسمة، موضحًا أن حجم الإنفاق على المدن الجديدة بصعيد مصر، خلال السنوات الست الماضية، بلغ 23.72 مليار جنيه، ونوضح أبرزها في السطور التالية.
مدينة أسوان الجديدة
تعتبر مدينة أسوان الجديدة هي إحدى مدن الجيل الرابع، ومركز تخفيف الضغوط العمرانية عن مدينة أسوان القائمة، وتتسع لـ850 ألف نسمة، على مساحة 22 ألف فدان، وتوفر 200 ألف فرصة عمل للشباب، وتتسع المرحلة الأولى للمدينة لـ100 ألف نسمة، على مساحة ألف فدان.
مدينة غرب أسيوط
تضم مدينة غرب أسيوط 3 أحياء سكنية بمتوسط 130 ألف نسمة للحي، وتتسع المرحلة الأولى للمدينة، لـ100 ألف نسمة، على مساحة 1600 فدان، وتوفر 16 ألف فرصة عمل، وتستهدف المدينة جذب 400 ألف نسمة، وتوفر 80 ألف فرصة عمل للشباب.
ويهدف إنشاء مدينة ناصر الجديدة غرب محافظة أسيوط لاستيعاب الزيادة السكانية بمحافظة أسيوط، وتوفر أنشطة اقتصادية تحفز على الاستثمار، نظرًا لقربها من مطار أسيوط الدولي.
تضم المدينة مشروع محور هضبة أسيوط الغربى، بطول 22.6 كم، بتكلفة 1.44 مليار جنيه، ومشروع سكن مصر، ويضم 2640 وحدة سكنية، بتكلفة 1.2 مليار جنيه، ومشروع للإسكان الاجتماعى، ويضم 1584 وحدة سكنية، بتكلفة 475 مليون جنيه، ومشروع مجمع خدمات «سوق تجارية- وحدة صحية- حضانة» بتكلفة 4.5 مليون جنيه، بالإضافة إلى المرافق والبنية التحتية، بتكلفة 4.8 مليار جنيه.
مدينة غرب قنا
تعتبر مدينة غرب قنا مركز تنمية عمراني داعم لمناطق الاستصلاح بالظهير الغربي، وتضم 4 أحياء سكنية بمتوسط 130 ألف نسمة للحي، وتوفر 23 ألف فرصة عمل وتتسع لـ550 ألف نسمة، على مساحة 9 آلاف فدان، وتصل مساحة الأنشطة الخدمية إلى 430 فدانًا، والأنشطة الاقتصادية إلى 120 فدانًا.
مبادرة حياة كريمة
إيمانًا من الدولة بأهمية العمران وسعيها الدؤوب لتحقيق التنمية العمرانية المستدامة؛ كثفت الدولة من جهودها على مدار الأعوام الماضية بالعمل على مسارين متوازيين احدهما الارتقاء بجودة العمران القائم، وتطوير خدمات البنية التحتية في الريف والحضر على السواء، فضلًا عن مواجهة ظاهرة انتشار العشوائيات، ثانيهما التوسع في إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة كامتدادات للمدن القائمة، وهو ما ظهر جليًا في مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أوائل عام 2019 والتي تفصح عن مسؤولية حضارية للدولة.
وبرزت أهداف مبادرة حياة كريمة حيث ظهرت في تبني الدولة لفكرة التحضر والقضاء على العشوائيات بالإضافة إلى على توفير سكن كريم ومناسب للأسر الأكثر احتياجًا وتطوير البنية التحتية للقرى الريفية.
ولم تقتصر أهداف المبادرة على ذلك بل امتدت لتشمل توفير فرص عمل، من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتقديم خدمات طبية من خلال بناء مستشفيات ووحدات صحية، فضلًا عن تقديم خدمات تعليمية مرتبطة ببناء مدارس جديدة وتطوير المدارس القائمة، والتوسع في إنشاء فصول محو الأمية، بالإضافة إلى القيام بالتدخلات الاجتماعية والبيئية اللازمة للارتقاء بجودة حياة مواطني الريف المصري.