عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية، سيطرت بريطانيا على فلسطين التى كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط فى الحرب العالمية الأولى، وكانت تسكن هذه الأرض غالبية عربية وأقلية يهودية.

تنامت التوترات بين الجانبين، الأغلبية العربية والأقلية اليهودية، عندما أعطى المجتمع الدولى لبريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومى» للشعب اليهودى فى فلسطين، التى تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال أيضًا بالنسبة للفلسطينيين العرب الدين يرون أنها أرضهم، فعارضوا هذه الخطوة.

وفى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، وكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الدينى الذي تعرضوا له فى أوروبا، باحثين عن وطن فى أعقاب ما عرف بالمحرقة «الهولوكوست» فى الحرب العالمية الثانية. كما تنامى أيضًا العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطانى فى المنطقة. فى عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية.

وقد وافق اليهود على هذه الخطوة التى رفضها الجانب العربى، ولم يتم تطبيقها، فى عام 1948، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة، فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل.

واعترض الفلسطينيون على ذلك، واندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التى قدمت إلى المنطقة، وقد هجر خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين وأجبروا على ترك منازلهم فيما عرف بـ«النكبة» عام 1948.

وبعد انتهاء القتال بهدنة فى العالم التالى، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة، واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية فضلاً عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية فى الحرب التالية فى عام 1967. وظل اللاجئون الفلسطينيون وأحفادهم فى غزة والضفة الغربية، فضلا عن دول الجوار فى الأردن وسوريا ولبنان.

ولم تسمح إسرائيل للفلسطينيين أو لأحفادهم بالعودة إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم، إذ تقول إسرائيل إن مثل هذه العودة ستؤدى إلى أن يكتسحوا البلاد وتهدد وجودها كدولة يهودية. ومازالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وعلى الرغم من انسحابها من غزة مازالت الأمم المتحدة تعتبر تلك البقعة من الأرض جزءًا من الأراضى المحتلة.

وتقول إسرائيل: إن القدس بكاملها هى عاصمتها، بينما يقول الفلسطينيون: إن القدس الشرقية هى عاصمة لدولتهم الفلسطينية المستقلة.

وقد بنت إسرائيل خلال الخمسين سنة الماضية مستوطنات فى هذه الأراضى، حيث يعيش الآن عدة آلاف من اليهود.

ويقول الفلسطينيون إن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولى وهذا هو موقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحكومة المملكة المتحدة - وتمثل عقبات أمام عملية السلام، بيد أن إسرائيل تنفى ذلك بين سبعينيات القرن الماضى والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، عقدت محادثات سلام منقطعة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، تخللها اندلاع أعمال عنف. وبدا التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض أمرًا ممكنًا فى الأيام الأولى، ومهدت سلسلة من المحادثات السرية المنعقدة فى النرويج، الطريق لاتمام اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993، حيث وقع الطرفان وبحضور الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، في حديقة البيت الأبيض، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كانت أوسلو لحظة تاريخية، اعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل، واعترفت إسرائيل بعدوها التاريخى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى. وتم تأسيس سلطة فلسطينية تتمتع بالحكم الذاتى، وسرعان ما ظهرت تصدعات فى صرح أوسلو، ووصفها بنيامين نتنياهو بأنها تهديد قاتل لإسرائيل، وقام الإسرائيليون بتسريع مشروعهم لتوطين اليهود فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأصبح الجو العام فى إسرائيل كئيبًا، وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك اسحق رابين انتقادات حادة من جانب بعض السياسيين الإسرائيليين ممن وصفوه بأنه ليس أفضل من النازى، وأثمرت شهور من التحريض ضده عن اغتياله بواسطة يهودى متطرف فى الرابع من نوفمبر 1995، ومازال الصراع مستمرًا بين فلسطين وإسرائيل حتى اليوم، فهل من نهاية له؟!