رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

يعتبر رد فعل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية برفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة الطارئة للجمعية، والذى جاء بغالبية كبيرة بـ«هدنة إنسانية فورية»، فى اليوم الحادى والعشرين من الحرب بين إسرائيل وفلسطين، بمثابة تحدٍ صارم منهما لدول العالم أجمع. فما تفعله إسرائيل من مجازر وإبادة جماعية وبلطجة وأفعال مشينة بمساعدة أمريكا، هو تخطٍ لجميع الخطوط الحمراء، الذى بلغ حد الفُجر.

والسؤال هنا هل يكون هناك رد فعل من الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا الرفض والاستهزاء بالقرار؟

فالمعروف أنه عندما ترفض أى دولة الالتزام بقرار الجمعية، يكون رد الفعل هو وقوف جميع الدول الأعضاء ضد هذه الدولة غير الملتزمة. وإسرائيل لم ترفض فقط بل ردت بأسلوب مهين، حينما وصف السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة التصويت بأنه «مشين» وأنه «يوم مظلم للأمم المتحدة والإنسانية». وكذلك ما قاله جلعاد إردان: «كلنا أصبحنا شهودا على أن الأمم المتحدة لم تبق لديها ذرة واحدة من الشرعية أو الواقعية».

والغريب أن إردان يقلب الحقائق، بوصفه للأحداث الجارية، بأن إسرائيل «شهدت أكبر مجزرة منذ محرقة اليهود، وبالتالى إسرائيل ترفض أى مفاوضات أو مناقشات، ولن نقف مكتوفى الأيدى ولن نسمح لهم بإعادة التسلح وارتكاب الفظائع من جديد». فما هى الفظائع التى ارتكبتها دولة فلسطين التى تدافع عن أرضها وعرضها وتقف أمامهم بأسلحة أقل قوة بكثير عن الأسلحة التى تتعامل بها إسرائيل والتى تمدها بها أمها أمريكا؟!

الغريب أن إسرائيل تتحدث عن نفسها بأنها المجنى عليها، وأن فلسطين هى المجرمة فى حقها. إسرائيل تستخدم جميع الطرق غير المشروعة والممنوعة دوليا فى الحروب، سواء ما قامت به من مجازر ضد المدنيين العزل عن السلاح والسيدات والأطفال، والمستشفيات التى تم تفجيرها بالمصابين، والأبشع من كل ذلك استخدامها للذخيرة العنقودية الممنوعة دوليا، فهى بذلك لم تحارب هذا الجيل فقط بل حاربت الأجيال القادمة فهى تقوم بتشويه الأجنة وإلحاق الضرر بالبشر على مدى زمنى بعيد، فمن المعروف أن هذه الأسلحة يمتد مفعولها لعشرات السنين.

وصرح منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربى، بأن الولايات المتحدة لا تضع خطوطا حمراء لإسرائيل خلال الهجوم على قطاع غزة، ولن تقيّم التصرفات الحالية للجيش الإسرائيلى فيما يخص قطاع غزة. وقال: «لقد اطلعت على تقارير عن عملية للجيش الإسرائيلى، ولن أتحدث عما يفعلونه وكيف». أليس هذا ما يفعله البلطجية، وهل هذه هى الديمقراطية وحقوق الإنسان التى تتحدث عنهما أمريكا دائما، وتؤكد أنها هى من تقيم ذلك وتطالب جميع الدول بفعله؟.. «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».

لقد جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وأيده 120 دولة مقابل 14 صوتا ضده وامتناع 45 دولة عن التصويت. فكيف تنفذ مائة وعشرون دولة قرارها ضد إسرائيل؟! نظل فى حالة ترقب فى انتظار رد فعل الجمعية العمومية للأمم المتحدة على عصيان إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.