عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

قبل 6 أشهر من اجتياح حماس الغريب والمهين لـ«الجدر والقرى المحصنة» لجيش الاحتلال.. كشفت وزيرة المستوطنات المتطرفة أوريت ستروك «حزب البيت اليهودى» عن أبعاد المخطط الدموى كاملة وأهدافه.

قالت سنستعيد غزة فهى أرض إسرائيل.. حتى لو كان ذلك سيؤدى إلى «موت جماعى».. وقالت للقناة السابعة للاحتلال: «للأسف، العودة إلى قطاع غزة ستتضمن أيضاً الكثير من الضحايا، وهذا ليس مهماً ففى نهاية المطاف سنستعيد جزءاً من أرض إسرائيل». 

بالفعل كانت النية مبيتة والخسائر البشرية فى الحسبان.. ولم تكن كلمات المتطرفة ستروك عفوية.. تماماً كالتعطل العفوى لدفاعات «الجدار». . بل كانت تمهيداً لمواطنيها لتقبل الخسائر والقتلى فى صفوفهم من أجل الحلم الصهيونى.. فهى تلك المرأة العنصرية التى صرخت فى الكنيست الإسرائيلى للنواب العرب.. إياكم أن تشبهوا الطفل الفلسطينى بالطفل الإسرائيلى.. ليسوا متساوين.. وهى أيضاً التى تصف جهاز الشاباك وأجهزة دولتها بحفنة المرتزقة كلما اقتربوا من مستوطن متطرف.. وبينما كانت تلك الإرهابية تصدر فحيحها قبل 6 أشهر.. كان هناك متطرفان آخران يعملان على الأرض لتنفيذ خطتهم.. وهما إيتمار بن جفير وبتسلائيل سموتريش.. فبينما واصل الأول استفزازاته للفلسطينيين بتوسيع الاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى وقتل المدنيين بصحبة قطعان المستوطنين.. كان الثانى يحشد لتنفيذ المخطط.. متفاخراً بالقول «عملنا على إضعاف السلطة الفلسطينية عمداً وتعزيز حماس»!

وفى صبيحة اجتياح حماس للمستوطنات.. خرج المتطرف بن جفير بمكياج كامل وابتسامة النصر تملأ وجهه ليدعو شعبه للتوحد للقضاء على الفلسطينيين.. وهى تلك الابتسامة التى احتار فى تفسيرها المحللون، لوزير أمن انتهك بهذه الصورة وقتل وأسر من فريقه كل هذا العدد.. ما دعا أحدهم للقول متهكماً إن ما حدث فى غزة كان «سحراً» فعله المتطرفون اليهود.. وبالتالى لا غرابة حينما نعرف أن أصوات ذلك التيار الآن تعلو مطالبة بعدم التفاوض على عودة الرهائن إلا بعد الاستيلاء على غزة كاملة.. فلما لا يقتلونهم متهمين حماس بقتلهم!.

وبغض النظر عن طلب الرئيس بايدن من الكونجرس ميزانية تتخطى الـ100 مليار دولار «لإعادة توطين» الفلسطينيين فى «الدول المجاورة». . وزعم نتنياهو أن الحرب هدفها القضاء على حماس.. بدأ جيش الاحتلال فى الضفة الغربية.. وبعيداً عن حماس وكاميرات المراسلين تسليح قطعان المستوطنين.. وبالفعل ارتكبوا هناك مجازر قتل وحرق مساكن وممتلكات الفلسطينيين.. فى غفلة من الجميع.. وكتب المستوطن المتطرف الحنان جرونر على تويتر.. «ننسق الآن مع الجيش لعمل ممرات يمكن من خلالها ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن».  

الصورة واضحة لا لبس فيها.. الأحداث معدة سلفاً.. حتى إن أحد محللى صحيفة «هاآرتس» شبه ما حدث، بما ارتكبه متطرفو الحركة السرية اليهودية أمثال يجال عمير وباروخ جولدشتاين قبل 40 عاماً.

نعم أكاذيبهم لم تعد تنطلى على أحد.. وإن كان «قادة» حماس قاموا بقص الشريط. وعلى ذكر قادة حماس.. هل دفعتهم جهة ما لهذا التحرك؟ أم أنه فعل مقاومة عشوائى تصادف وتكامل مع كل هذه الترتيبات؟!.. على أى حال ما زال هناك من يصدق أن تأجيل الاجتياح الشامل لغزة سببه الخوف من مقاتلى حماس!. 

أيام قليلة وربما ساعات تفصل بيننا وبين اكتشاف المزيد من أبعاد المؤامرة.. وسقوط المزيد من الأقنعة.. وقد ينتهى الأمر بنتنياهو لعمل اجتياح جزئى وإطالة أمد المعركة.. فالحسابات الشخصية دائماً مقدمة فى الألعاب القذرة، هذا ما لم يجد الطريق ممهداً لارتكاب الجريمة كاملة دون أدنى ثمن يدفعه أو مواجهة حقيقية!