رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الصهيونية هى حركة سياسية يهودية، ظهرت فى وسط وشرق قارة أوروبا فى أواخر القرن التاسع عشر، ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد، ورفض اندماج اليهود فى المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذى وقع عليهم فى الشتات، وبعد فترة طالب قادة الحركة الصهيونية بإنشاء دولة منشودة فى فلسطين والتى كانت ضمن أراضى الدولة العثمانية، وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودى النمساوى هرتزل الذى يعد الداعية الأول للفكر الصهيونى الحديث والذى تقوم على آرائه الحركة الصهيونية فى العالم، وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها توفير الدعم المالى والمعنوى لدولة إسرائيل، وعقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية بشكل عملى على فلسطين، فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.

يرى أنصار الصهيونية، أنها حركة تحرير وطنية لإعادة شعب مضطهد مقيم كأقليات فى عدد من الدول إلى وطن أجداده، وقد ساهمت محرقة الهولوكوست فى إقناع اليهود بأفكار الحركة الصهيونية بشكل كبير بدعوى المظلومية، ومثلت دافعاً كبيراً للهجرة والقتال لإقامة دولتهم اليهودية فى فلسطين، بينما يرى منتقدو الصهيونية أنها أيديولوجية استعمارية عنصرية واستثنائية قادت أتباعها إلى استخدام العنف خلال الانتداب البريطانى على فلسطين، وتسببت فى نزوح العديد من الفلسطينيين، ثم إنكار حقهم فى العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم المفقودة خلال حربى 1948 و1967.

الهدف الاستراتيجى الأول للحركة الصهيونية كان دعوة الدولة العثمانية للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها، وبعد رفض السلطان عبدالحميد الثانى، عرضوا عليه بيع الأراضى الفلسطينية، فرفض رفضاً تاماً، فأيقنت الحركة الصهيونية أن العرب لن يتسامحوا فى شبر واحد من أراضيهم، فنظمت الحركة عدة تعاملات مع بريطانيا، وبعد تولى مكتب الإمبراطور الألمانى مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر.

فيما بعد، انتهجت الحركة الصهيونية سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس «الصندوق القومى اليهودى» فى عام 1901، وكذلك تأسيس البنك «الأنجلو فلسطينى» فى عام 1903، وقبل عام 1917، أخذ الصهاينة أفكارًا عديدة محمل الجد، وكانت تلك الأفكار ترمى لإقامة الوطن المنشود فى أماكن أخرى غير فلسطين، إلى أن استطاعت الحركة الصهيونية أن تحقق أهم إنجازين لها، وهما: وعد بلفور، بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين عام 1917، والثانى هو إقامة وطن قومى لليهود، سمى دولة إسرائيل عام 1948، وذلك على أرض فلسطين عن طريق القتل والتهجير والمذابح لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم بالقوة.

بلغ الضغط من قبل المهاجر اليهودى الروسى حاييم وايزمان، إلى جانب الخوف من أن اليهود الأمريكيين قد يشجعون الولايات المتحدة على دعم ألمانيا فى الحرب ضد روسيا، بلغ ذروته فى إعلان بلفور للحكومة البريطانية عام 1917، أيدت إنشاء وطن لليهود فى فلسطين على النحو التالى: تؤيد وجهة نظر حكومة صاحب الجلالة إنشاء وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف.