رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

يفاجئنى شامتًا فى الملمات، يتنطع على صفحتى، يفح فى سن قلمى، يسكب نيران كلماته بين أسطرى ليشعل حنقى، وهذه المرة كان أكثر شماته، ولما لا؟ وهو يرى هذا السيل من دماء الأبرياء يروى أرض فلسطين، أنه يتعملق مع اشتعال الشر، ويستقوى من ضعف الإنسان، وهكذا أطلق شظايا حواره متسائلًا: هل تأملين فى وقف إسرائيل لهجماتها قريبًا؟ أجبته بأن ذلك ضرورة لا محالة، فاستمرار القصف هو إبادة جماعية لشعب غزه من المدنيين العزل، ألا ترى بحار الدماء للأطفال والشيوخ والنساء، ألا ترى عجز الطعام والماء والطاقة والكهرباء، ألا ترى الجرحى يموتون وقد عجز عن إسعافهم الأطباء فلا أجهزة طبية ولا دواء.

هز رأسه اللعين واتسعت عيناه الحمراوان فى سعادة وهو يسمع منى عناوين المأساة الإنسانية على أيدى وحوش غير آدمية هم فى الواقع أعوانه فى كل شر، وسال لعابه فى استفزاز قائلًا: وما الذى سيجعل قصف إسرائيل يتوقف؟

قلت وأنا أستحضر انتصارًا ضبابى الملامح: إنه الضغط العربى، وغضب الشارع بكل المجتمع الدولى، ألا ترى سيول المظاهرات؟

انطلق الملعون يقهقه فى مزيد من الاستفزاز وهو يقول: أى ضغط عربى تقصدين؟، أخشى أن تكونى تقصدين تلك القمة!! والتى لم توص حتى بقرار عقابى واحد ضد من تسمونهم وحوشًا كطرد سفراء إسرائيل كما فعلت كولومبيا التى بها80 ألف مسلم وعربى فقط من تعداد 53 مليون نسمة، ولم يصدروا قرار بحصار اقتصادى أو حتى التلويح بإطلاق النفير للدفاع شعب فلسطين إذا ما استمرت الإبادة، أما غضب الشارع بالعالم فهو غير مجدى مع صلافة إسرائيل واستنادها على أمريكا وغيرها، فأيهما تقصدين؟

وقبل أن يمنحنى الفرصة لأرد عليه، واصل الأمساك بحروف الكلام، قاصدًا الوقيعة بقوله: لقد غرر البعض بحركة حماس، كما فعلوا مع صدام فى العراق، وعدوه بالدعم العسكرى وتخلوا عنه فى وقت الاحتدام، لا يعقل أن تشن المقاومة حربًا قصيرة عاجلة ويفروا للاختباء فى الأنفاق تاركين شعبهم الأعزل فى مواجهة الموت وكل حشود الفناء.

وتابع إبليس فى زهو: أو تعتقدين أن ماما أمريكا جاءت بحشودها العسكرية للمنطقة فقط للاستعراض؟ أم أنهم سيعودون لبلادهم قبل تشغيل مصانع السلاح، وإشعال الإقليم بالحرب والدمار، و...

قاطعته بحدة: كف عن ترهاتك وهذا التخويف، كيان الاحتلال مهما بلغت به الغطرسة والركون إلى قوى الغرب، فهو يعلم أن الحرب والحل العسكرى لن يضمن لهم الأمن والاستقرار، ولن يمكنهم إبادة شعب بأكمله وتصفية القضية.

قهقه إبليس وهو يهز رأسه فى خيلاء قائلا: اقرأوا التاريخ، منذ عام 47 وإسرائيل لا تجنح للسلام، وترفض لدولة فلسطين القيام، وتراهن على التشتت العربى، وعلى استقطاب القادة والشعوب بالتطبيع وأكذوبة المصالح والوئام، وتماطل عقودًا بين قمم ومؤتمرات للتفاوض حول السلام.

اقرأوا المشهد، ما يتم الآن هو تهجير شعب غزة إلى الجنوب، مع تصفية أكبر عدد منهم بالقتل بالنيران وبالتجويع والحرمان من الماء والحد من المساعدات، ولا أستبعد تنفيذ الاجتياح البرى لدك البنية التحتية والنيل من حماس وكل كتائب المقاومة، ولا تنس الصراع بين فتح وحماس، الأولى تجد فرصتها الآن للخلاص من حماس لتفرض سيطرتها على غزة وكل قطع الأراضى الفلسطينية الممزقة، واستمعِ إلى تصريحات محمود عباس ووصفه لحماس أنها لا تعبر عن الشعب الفلسطينى، ووصم المقاومة بالإرهاب، كيان الاحتلال بعد أن يحقق أهدافه حتى لو لم يحققها مع مصر فى سيناء، سيصفى وجود القضية الفلسطينية، وعليكم يا عرب أن تجلسوا عقودًا أخرى على طاولات المفاوضات من أجل السلام، ألم تسمعوا خطب وتصريحات نتنياهو وكل قادة إسرائيل العسكريين، لا دولة لفلسطين؟

اللعنة عليك، وأعوذ بالله منك، ما هذه السوداوية التى تحاصرنا بها، أراك تصادر الإرادة العربية، وتتغافل عن الكرامة والشهامة الدولية، وتقفز فوق المقاومة الفلسطينية، و...للحديث بقية

[email protected]