رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تعد شبه جزيرة سيناء، الملقبة بأرض الفيروز، واحدة من الوجهات الجغرافية الفريدة والمثيرة. تقع فى الجزء الشمالى الشرقى من مصر، وتشكل الجزء الوحيد من البلاد الذى ينتمى جغرافيًا إلى قارة آسيا. تتميز سيناء بشكلها المثلثى ومساحتها البالغة نحو 6٪ من مساحة مصر بأكملها.

يحد سيناء من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الشرق دولة فلسطين بما فى ذلك قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، ومن الجنوب البحر الأحمر. وبفضل موقعها الاستراتيجى، تشكل سيناء حلقة الوصل التى تربط بين قارتى أفريقيا وآسيا.

تاريخ تسمية سيناء يثير جدلاً بين المؤرخين، يعتقد بعضهم أن اسمها يعنى «الحجر» بسبب كثرة الجبال فى المنطقة، فيما يشير آخرون إلى أنها تسمى «توشريت» فى الهيروغليفية القديمة، وتعنى «أرض الجدب والعراء» أما فى التوراة فتعرف باسم «حوريب» الذى يعنى «الخراب»، ومع ذلك، فإن الرأى المتفق عليه هو أن اسم سيناء يشير إلى الجزء الجنوبى من شبه الجزيرة ويرجع إلى الإله «سين» إله القمر فى العقيدة البابلية القديمة. وكانت عبادته منتشرة فى غرب سيناء، بما فى ذلك فلسطين. وجرى ترابطه بين إله «سين» وإله «تحوت» إله القمر المصرى الذى كان له دور كبير فى سيناء. وتشير النقوش القديمة إلى أنه لم يكن هناك اسم محدد لسيناء، لكن يشار إليها أحيانًا بكلمة «بياوو» أو «بيا» وتعنى المناجم.

أيا كان اسم سيناء، فإن تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التى يحمل لها المصريون جميعًا فى قلوبهم تقديرًا لا ينقضى مع تقادم الزمن، وتعاقب الأجيال، وينظرون إليها على أنها درة التاج المصرى ومصدر فخر واعتزاز هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التى تجلت عليها الذات الإلهية، وهى البقعة التى اختارها المولى - سبحانه وتعالى - لنزول أولى رسالاته السماوية فمكانتها الدينية والتاريخية لا ينازعها فيها أحد، وموقعها الجغرافى الفريد هو ما لفت إليها الأنظار عبر العصور المختلفة، فهى ملتقى قارات العالم القديم وحلقة الوصل بين الشرق والغرب.

سيناء غالية لأننا حررناها من العدو الإسرائيلى بالحرب وبالسلام، بالدم الغالى وبالدبلوماسية والمفاوضات والحنكة السياسية وبالإرادة الوطنية، بالمدفع والرشاش والطائرات وبالتحكيم الدولى واتفاقيات السلام، ولذلك سيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل الذى تحررت فيه سيناء، يومًا خالدًا فى ذاكرة الأمة، وهو اليوم الذى تجسدت فيه قوة الإرادة وصلابة العزيمة التى أكدتها أجيال أدركت قيمة الانتماء لوطنها فوهبت أنفسها للدفاع عن ترابه.

وفى ظل الأوضاع الإقليمية والدولية بالغة التعقيد يأتى تنظيم قدرات القوى الشامل للدولة على رأس الدولة المصرية التى استشرفت آفاق المستقبل برؤية عميقة للأحداث ونظرة ثاقبة للمتغيرات والتطورات الدولية فثبت لها يقينًا أنه من أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة، القادرة على الحفاظ عليه. ومن هنا، نوجه تحية تقدير إلى رجال جيش مصر المرابطين على كل شبر من أرض الوطن والذين يستيقظون كل صباح على تجديد عهد الولاء لله والوطن متأهبين دومًا للدفاع عن أمة وضعت ثقتها المطلقة فيهم وفى قدرتهم على الحفاظ عليها.

سيناء مصرية، وستبقى مصرية، وليست وطنًا بديلاً لأحد مهما كانت الظروف.. وكما قال الرئيس السيسى: «احنا مش هنسيب سيناء لأحد، لتبقى وطنًا للمصريين أو نموت».

إن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء كما تخطط إسرائيل تقضى على حل الدولتين، ومصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وستظل تدافع عن القضية وعن مصرية سيناء مهما كلفها ذلك.

عاشت مصر وشعبها وقيادتها وجيشها، حاملة صك الدفاع عن العرب، وحامية الاستقرار الأمنى والسياسى فى القارة الأفريقية.