عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاحتراق الداخلى.. السبب الحقيقى وراء الجرائم الوحشية للإسرائيليين اليوم فى غزة.. حالة من الغليان والجنون تضرب المجتمع الاسرائيلى بأكمله.. وتدفعه دفعا لإحراق كل من حوله.

بداية من الأزمة السياسية التى تعيشها إسرائيل.. بوصول عصابة المتطرفين إلى سدة الحكم.. وسعيهم إلى الإطاحة بسلطة القضاء.. لتكون الكلمة العليا لهم.. إلى الاتهامات الموجهة لرئيس حكومتهم.. والتى قد تلقى به خلف القضبان..إضافة إلى ضغوط الأحزاب المتطرفة.. وتهديدها بالخروج من الائتلاف الحاكم.. ما لم ينفذ نتنياهو وعوده السابقة لهم بإعلان يهودية الدولة.. وصولا إلى مخطط سموتريتش المعد من 2017.. والذى بدأ وضعه حيز التنفيذ بوصول صاحبه بتسلائيل سموتريتش رئيس حزب «الصهيونية الدينية» إلى منصب وزير المالية.. والذى بدأ عمله بإجراءات عنصرية تستهدف عرب الداخل.. وأخيرا وربما هو الأساس.. تحرك عقدة ال 76 عاما التى يزول بعدها ملك إسرائيل.. مع الدفع الذاتى لمتطرفى اليهود للإسراع بأحداث النهاية.. «هذه هى عقيدتهم».

فلدى الإسرائيليين إيمان راسخ أن لا ملك لهم يدوم على مر التاريخ أكثر من 80 عاما.. وغالبا ماتنتهى عند رقم 76.. منذ مملكة داود وسليمان.. فهى نبوءة.. أصابت المجتمع بأكمله بالجنون.. الجميع هناك الآن يتحدث عن نهاية الدولة.. ودائما ما يأتى ذكر تلك النبوءة على لسان قادة الكيان الإسرائيلى منذ قيام دولتهم.. بدءا من بن جوريون وصولا إلى إيهود باراك وكبار حاخامات اليهود فى الداخل والخارج.. إنه جنون النهاية.. الذى يدفع الجميع هناك للصراخ.. ومحاولة هدم المعبد فوق رؤوس الجميع.

أما خطة «سموتريتش».. فهى باختصار.. الخطة التنفيذية لحلم الترانسفير.. والقضاء النهائى على حل الدولتين.. كل حكام الاحتلال منذ قيامه إلى اليوم خططوا لذلك.. عملوا بمبدأ.. «تفاوض ثم تفاوض».. «تحدث فقط».. ولاتفعل شيئا على أرض الواقع.. إلا تمديد الاحتلال وتوسيع رقعة الاستيطان.. وهو ما ساروا عليه بالفعل لليوم.. حتى بات الحديث عن حل الدولتين «تفاوضيا» نكتة سمجة.. جاء سموتريتش إلى الحكومة بالخطوات العملية لإعلان فلسطين دولة يهودية خالصة..عبر إجبار الفلسطينيين على النزوح من أرضهم.. من خلال قطع جميع وسائل الحياة عنهم بدءا من هدم «كل» المبانى وصولا إلى قطع المياه والكهرباء والغذاء.. ثم توجيه ضربات موجعة متلاحقة «كما جاء على لسان نتنياهو من قبل».. وتفترض الخطة إجبار الفلسطينيين على القبول بحل من ثلاثة.. إما الرحيل أو الموت أو العيش كخادم بلا حقوق فى دولة اليهود.. وتأكيدا على وضع المخطط محل التنفيذ.. قال نتنياهو (أو «عطاء الله» كما تصفه نبوءاتهم كآخر حاكم لدولة إسرائيل)، لجنوده المحاصرين لغزة.. إنكم الآن لستم فى حرب معتادة ولكنكم مقبلون على تغيير خريطة الشرق الأوسط!.

وعلى الجانب الدينى.. هناك من يسعى لأحداث النهاية وقرب خروج مسيحهم.. مقابل الرافضين الذين يرون أن اللعنة التى تصيب دولتهم هى عقاب الرب لما يرتكبوه من جرائم.. وأن التوبة هى المهرب الوحيد من تلك اللعنة.. فما يزعم نتنياهو اليوم أنه للحفاظ على دولتهم سيكون سبب زوالها.

والخلاصة.. أنها ليست حماس.. وليست الهزيمة الأمنية.. أو معلومات مقر المخابرات التى سقطت فى أيدى حماس.. هى السبب الوحيد لما نراه اليوم.. بل هو شعب أصابته لعنة نبوءاته.. وهو ما يفسر الدعم الغربى غير المسبوق لإسرائيل.. ويؤكد أن أى حل سلمى لن يجدى هذه المرة.. وأن رد الفعل العربى هو ما سيحدد ما ستحققه إسرائيل هذه المرة.