عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى كثير من الأوقات يقع المسئولون فى حيرة اتخاذ القرارات المناسبة فى الأوقات المناسبة.. والسبب الرئيسى لهذه الحيرة هو التعامل مع المواقف والأحداث بالعاطفة وليس بالعقل والمنطق.. فلماذا كان قرار مسئولى مهرجان الجونة السينمائى صحيحاً بينما كان قرار مسئولى مهرجان الموسيقى العربية غير صحيح وخطأ كبير فوت فرصة أكبر!

فقد قرر مهرجان الجونة السينمائى تأجيل دورته السادسة، والتى كان مقرر انطلاقها يوم 21 أكتوبر، وذلك بسبب الأحداث المؤسفة التى تشهدها المنطقة، ويقصدون الحرب بين الشعب الفلسطينى وإسرائيل.. وأعتقد أن القرار صحيح فهو مهرجان يدعو فيه شخصيات سينمائية دولية، ومن الطبيعى أن تتباين مواقفهم بين مؤيد ومعارض للعدوان، والمهرجان لم يكن فى استطاعته إعلان موقف تجاه الحرب، وكان ذلك سيفتح النار عليها بالاتهامات المحفوظة والمكررة من الأصوات التى تندد بالمهرجان سنوياً بسبب فساتين الممثلات.. وبالطبع إذا انعقد المهرجان وسط هذه الأحداث كانت هذه الأصوات لن تتوقف عن اللطم!

ولكن لم أفهم مغزى قرار وزيرة الثقافة، بتأجيل الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية، وأوافق الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى فى اعتراضه عبر «فيس بوك» على تأجيل إقامة مهرجان الموسيقى العربية، «بحجة الأحداث الدموية التى تجرى فى غزة، العكس هو الصحيح ضرورة إقامة المهرجان فى موعده لفضح دموية إسرائيل وتعنتها، سيصبح المهرجان منصة قوية لإيصال رسالتنا للعالم بكل الأصوات والنغمات واللهجات العربية»

ويبدو أن القائمين على المهرجان لم تسعفهم ذاكرتهم بأن الأغنية عقب نكسة 67 كانت هى السلاح الأقوى فى تجييش الأمة العربية ضد العدوان الإسرائيلى، وكانت هى الروح التى سرت مرة أخرى فى الجسد العربى لاستعادة عافيته والاستعداد لمعركة التحرير.. وكانت أغنيات أم كلثوم مثل «قوم بإيمان وبروح وضمير، أنا فدائيون، أجل أن ذا يوم لمن يفتدى مصر، أصبح عندى الآن بندقية»، وأغنيات عبدالحليم حافظ وخصوصا أغنية « بحلف بسماها وترابها وعدى النهار» التى كان يقدمها فى بداية حفلاته حتى نصر أكتوبر73 وكانت بمثابة النشيد الوطنى للتأكيد والإصرار على تحرير الأرض العربية..!

وكان يمكن إعادة تقديم هذه الأغنيات وغيرها مرة أخرى فى المهرجان، فقد أبدع الكثير من الشعراء والملحنين والمطربين والمطربات العشرات من الأغانى التى كانت سلاحاً معنوياً وعاطفياً نمتلك منه الكثير ربما أكثر من الأسلحة الحقيقية.. وكان يمكن أن يتحول مهرجان الموسيقى العربية بتقديمه للأغانى الوطنية فقط، حتى ولو أغنية لكل مطرب عربى، لرسالة قوية يفضح فيها العدوان الإسرائيلى أمام العالم! 

وللأسف.. تأجلت كذلك الكثير من الحفلات الغنائية فى الجامعات المصرية وفى الدول العربية مثل الكويت والأردن.. وكان يمكن أن تقتصر فيها على الأغانى الوطنية وأن يتم التبرع بإيراداتها لصالح الشعب الفلسطيني!

ولكن.. يبدو أننا لا نحسن اختيار قراراتنا المصيرية لأنها دائما عاطفية وبعيدة عن العقل والمنطق!

[email protected]