رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس الأمريكى جو بايدن ينضم لاعتصام نقابات عمال السيارات فى أمريكا (UAW) المطالبين بزيادة أجورهم وتحسين أحوالهم المعيشية، المشهد فى حقيقته جزء من الدعاية الانتخابية، وقد لا يكون معبراً عن حقيقة ما يؤمن به الرئيس من مبادئ وأفكار تخص الطبقة العاملة بأمريكا، اللغة والمفردات التى استخدمها بايدن وهو يمسك بميكرفون المتظاهرين، أقرب لخطاب أيديولوجى من أدبيات كارل ماركس، خاصة عندما يقول نصاً متحدثاً إلى 174 من أعضاء UAW عبر مكبر الصوت: يا رفاق، UAW، لقد أنقذتم صناعة السيارات فى عام 2008 وما قبله، وقدمتم الكثير من التضحيات، وأنقذتم الشركات من ورطة، ثم خاطب بايدن نقابات العمال على أنهم عصب الطبقة الوسطى الأمريكية التى تحملت أعباء بناء أمريكا العظمى، وبعد يوم واحد من مشاركة بايدن فى اعتصام نقابات العمال، كرر المرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب نفس الموقف مع نقابات العمال، وذهب لهم وأيد موقفهم، رغم يقين الجميع بأن ترامب الجمهورى أبعد ما يكون عن الاهتمام بحقوق العمال وأبناء الطبقة الوسطى الأمريكية، ولكنها الانتخابات وهوى التقرب من الناخبين.

وقبل يومين وبصعوبة شديدة صوت مجلس النواب الأمريكى لقرار عدم الإغلاق الحكومى، ومن المثير للدهشة أن أمريكا البلد الأكبر والأغنى عالمياً، والذى اقتص من موازنة الشعب الأمريكى عشرات المليارات من الدولارات لدعم وتغذية نيران الحرب الروسية - الأوكرانية، يعانى من أزمة مالية تجبر الدولة الأمريكية على إغلاق عدد من المؤسسات الحكومية وتسريح موظفيها.. الإغلاق الحكومى الأمريكى ببساطة يعنى، فشل الكونجرس الأمريكى فى توفير التمويل للسنة المالية التى تبدأ فى الأول من أكتوبر الجارى، وهو ما ينتج عنه إغلاق الخدمات الحكومية وحصول الموظفين الفيدراليين على إجازة بدون أجر.

الرأسمالية الأمريكية المتوحشة والمسئولة فعلياً عن كثير من الأزمات العالمية وليس الحرب فى أوكرانيا كما يردد البعض، تقترب من حالة انتحار ذاتى، وليس مستبعداً على الإطلاق أن تسود موجات من الفوضى فى الكثير من الدول الرأسمالية خلال السنوات القليلة القادمة تحت وطأة خلل مرعب فى موازين العدالة الاقتصادية والاجتماعية. فى المقابل يواصل التنين الصينى تقدمة بقوة للسيطرة على مفاصل الاقتصاد العالمى، والحلول بديلاً عن الخيار الرأسمالى الغربى. من قبيل التفاؤل أن نردد مقولة - إن العالم يتغير – الحقيقة أن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية يتفكك ويتحلل، والخوف بأنه فى لحظة انحراف فظيعة عن خطوط العقل والحكمة، قد تنفجر براكين لا قبل للعالم بها. نيران براكين الغضب المحتملة قد تنطلق من قلب أوروبا القديمة تأثراً بحالة الانشطار الأمريكية، ولكن المؤكد وفق منطق الأشياء أن من سيدفع الفاتورة الأكبر لحالة انهيار محتملة سيكون العالم الثالث بضعفه وخوائه.