رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

برغم مرور نصف قرن على حرب أكتوبر المجيدة، إلا أن كل الظواهر تؤكد أن الفن لم يؤرخ لها بما يتناسب مع حجمها مصرياً وعربياً وعالمياً، هذه الحرب المقدسة التى شهد لها الأعداء قبل الأوفياء.

هنرى كيسنجر شهد فى مذكراته أن حرب أكتوبر غيرت من خريطة الشرق الأوسط, وغيره كثيرون أكدوا ذلك.. إلا أن الواقع المصرى لم يحتف بهذا النصر كما يحق.. كم معقول من الأفلام الوثائقية والسياسية والروائية تم تصويره، ولكن لم يصمد منها من يمثلنا عالمياً، الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كان ينوى كتابه فيلم ومسلسل ينتميان إلى الإنتاج العالمى الضخم, والمؤسف أن الحاقدين وأعداء النجاح طاردوه وكان مبررهم أن أسامة أنور عكاشة يكره الرئيس السادات فكيف يكتب عن حرب أكتوبر بحياد.. وآخرون قالوا إنه لا يستطيع أن يكتب إلا من خلال «ورشة سيناريو»، والحقيقة أن أسامة لم يكن يستعين أبداً بهذه الورش لأن خطه الواحد ومشروعه الأدبى لا يتفق مع هذه البدع التى كم أفسدت الدراما المقروءة والمرئية، المهم أن الإحباط أحاط بالكاتب الكبير وتوقف أسامة عن الكتابة فى هذا الموضوع الأهم فى تاريخنا، ولكن المدهش أن أدبائنا الكبار لم يكتبوا عن حرب أكتوبر مثلما كتبوا عن هزيمة يونيو ١٩٦٧.

الأدباء الشبان وقتها كتبوا بحماس شديد عن أكتوبر، مثل يوسف القعيد وجمال الغيطانى ومجيد طوبيا، ولكن رغم كل ذلك لم نشاهد عملاً فنياً عالمياً مثل أعمال المخرج السورى الراحل مصطفى العقاد.

ومع كل ذكرى لحرب أكتوبر المجيدة ننتظر هذا العمل الذى يؤرخ للحدث الأعظم فى تاريخنا المعاصر.

< الشاعر الإسبانى الشهير لويس ثرنودا (١٩٠٢ - ١٩٦٣) وهو شاعر عاش عمره متجولاً حول العالم، ولد فى إسبانيا وعاش الحرب الأهلية هناك، وكتب فى مجلة «لحظة إسبانيا» الناطقة بلسان الشعراء والمثقفين أعداء الفاشية، ثم سافر إلى إنجلترا ليعمل فى جامعه جلاسكو ثم جامعة كامبردج، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل أستاذاً فى جامعاتها، ثم هاجر إلى المكسيك حيث مات هناك.

من قصائد لويس ثرنودا «مرثية إسبانية»: أرى الأنقاض عطايا أبنائك.. عبر القرون.. كم أحببت ماضيك.. وبريقه المنتصر بين الظلام والنسيان. أنت ماضيك وأنت كذلك الفجر.. الذى لم يشرق بعد على حقولنا.. أنت وحدك تبقين مهما ينزل بنا الموت.

< الغائب الحاضر مجدى الجابرى، الشاعر الذى اختطفه الموت شابًا (١٩٦١-١٩٩٩)، كان يعرف أنه سيموت مبكراً قال لى ذات مرة وكنا نحتفل به فى اتيليه القاهرة لمناقشة ديوانه «عيل يصطاد الحواديت»، وأعتقد أن ذلك كان فى عام ١٩٩٦. قال لى حياتى قصيرة هكذا أحس، وسط ظروف بلادنا كيف يمكننا أن نحقق طموحاتنا لا أعتقد أن أحداً من شعرائنا النجوم صلاح عبدالصبور وحجازى وأمل دنقل وعبدالرحيم منصور، حقق أحلامه لأن الإحباط يحيط بالمثقفين ويعتصرهم حتى النفس الأخير، وأعاد لى قراءة قصيدة له يقول فيها للميت ريحة تشد تسحب مشاعرك للكهوف بالليل، لحفيف ورق الشجر لحظة طلوع الروح، ترميم على خط اتصال، غامض لكن شايفه عريان فى عز الصهد.

[email protected]