عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لماذا اختارت مصر يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر لإعلان الحرب على إسرائيل؟ ولماذا عام 1973؟

يوافق يوم السادس من أكتوبر فى ذلك العام يوم «كيبور» وهو أحد أعياد إسرائيل وهو عيد الغفران، وقد أعلنت مصر وسوريا الحرب على إسرائيل فى هذا اليوم وفقًا لدراسة على ضوء الموقف العسكرى للعدو والقوات المصرية، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر، وتم دراسة كل شهور السنة لاختيار أفضل الشهور فى السنة لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه. وشملت الدراسة أيضًا جميع العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم إجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعدادًا للحرب، وتم دراسة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة فى إسرائيل، ووجد أن لإسرائيل وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطى بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون بإذاعة كلمات من جمل رمزية عن طريق الاذاعة والتليفزيون، وكان يوم «كيبور» هو اليوم الوحيد خلال العام الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد، أى أن استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتًا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطى وتم الاتفاق على ساعة الصفر فى يوم 6 أكتوبر 1973.

وقد تم اختيار عام «73» بالتحديد لوصول معلومات تفصيلية إلى القيادة المصرية بأن إسرائيل قامت بعقد اتفاقيات عن عقود التسليح وعن الأسلحة ونوعياتها التى سوف تصلها فى عام «74» لذلك فإن الانتظار إلى ما بعد «73» سوف يعرض القوات المصرية إلى مفاجآت قد تكلف القوات جهدًا وتكاليف أكثر.

وقد قام الرئيس السادات بالتصديق على الخطة فى يوم الأول من أكتوبر -الخامس من رمضان- وسط اجتماع استمر 10 ساعات للرئيس السادات مع نحو 20 ضابطًا من قيادات القوات المسلحة.

فى الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر أقلعت أكثر من 220 طائرة إلى سيناء لتعبر قناة السويس فى توقيت واحد متجهة صوب أهدافها المحددة وكان لكل تشكيل جوى أهدافه وسرعته وارتفاعه ونفذت ضربة جوية مركزة حققت هذه الضربة نجاحًا مذهلاً وعادت جميع الطائرات عدا طائرة واحدة استشهد قائدها، وتسببت الضربة الجوية فى إرباك القوات الإسرائيلية بتحطيم مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع التشويش الإلكترونى، والمطارات، كما دمرت عشرات المواقع لمدفعيات العدو ومواقع راداراته ومراكز التوجيه والإنذار، وتدمير العديد من المناطق الإدارية للعدو والتجمعات العسكرية الهامة فى سيناء.

وفى نفس الوقت - الثانية ظهر السادس من اكتوبر - أعلنت المدفعية المصرية على طول المواجهة كسر الصمت الرهيب الذى ساد الجبهة فى أغسطس 1970 وتحول الشاطئ الشرقى للقناة إلى جحيم.

وفوجئ العدو بأقوى تمهيد نيرانى تم تنفيذه فى الشرق الأوسط، وبدأت فرق المشاة وقوات قطاع بورسعيد العسكرى فى اقتحام قناة السويس مستخدمة نحو ألف قارب اقتحام مطاط 1500 سلم لتسلق خط بارليف، ووضع 8 آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية للقناة وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع واقتحام دفاعات العدو الحصينة.

نصر أكتوبر يعتبر أهم حدث فى تاريخ مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين، وأول نصر عسكرى عربى يتحقق على إسرائيل.